تقرير: ترمب "المتعطش للسلطة" يسعى لحرمان الجمهوريين من التبرعات

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال مؤتمر الحزب المحافظ في أورلاندو - 28 فبراير 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال مؤتمر الحزب المحافظ في أورلاندو - 28 فبراير 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، "المتعطش للسلطة"، يسعى لحرمان الجمهوريين من جمع التبرعات، في "لعبة مألوفة لمهاجمة أعدائه، ومحاولة جمع الأموال منهم".

وأضافت الصحيفة أن ترمب الغاضب من منتقديه في الحزب يسعى لإبقاء خياراته مفتوحة لجمع الأموال، ويحاول تولي مسؤولية القوة الهائلة لجمع الأموال عبر الإنترنت التي ساعد في إنشائها، مشيرة إلى أنه منذ ترك منصبه اتخذ ترمب خطوات لمحاولة البقاء قوة مؤثرة في السياسات الجمهورية.

تصعيد المواجهة

لكن الرئيس السابق صعد هذا الأسبوع المواجهة بشأن المستقبل المالي للحزب الجمهوري، وانتقد قادة الحزب، وحث أنصاره على إرسال تبرعات إلى لجنة عمل سياسي جديدة تابعة له، وليس إلى المجموعات المؤسسية التي تسيطر عادة على خزائن الحزب الجمهوري.

وقال ترمب في بيان أصدره مكتبه، الاثنين: "لا مزيد من الأموال للجمهوريين"، ووجه المتبرعين إلى موقع اللجنة الجديدة بدلاً من مجموعات الحزب.

واعتبرت الصحيفة أن الخطوة العدائية من ترمب ضد حزبه أحدث مؤشر على أنه يحاول "انتزاع السيطرة على القوة الهائلة لجمع الأموال عبر الإنترنت، التي ساعد في إنشائها، وسحبها من مجموعات جمع الأموال الجمهورية نحو لجنته الخاصة، التي لا تفرض في واقع الأمر قيوداً على كيفية إنفاق الأموال".

والأسبوع الماضي، بعث محامو ترمب رسائل حجب ومنع، يبدو أنها لا تحظى بصفة قانونية كبيرة، إلى اللجان الوطنية للحزب الجمهوري، لوقف استخدام اسمه وصورته في رسائل البريد الإلكتروني والبضائع الخاصة بجمع التبرعات.

مناورات ترمب

تأتي هذه المناورات في الوقت الذي يعاني فيه الحزب الجمهوري لرسم مساره للمضي قدماً بعد خسارة مجلسي النواب والشيوخ والبيت الأبيض، خلال فترة رئاسة ترمب، إذ يدفع القادةُ المعتدلون الحزبَ لتجاوز الرئيس السابق المثير للشقاق، في وقت يقف وراءه بقوة معظم أفراد القاعدة الجمهورية.

وتوقعت الصحيفة أن حسم السيطرة على غالبية أموال المانحين ستكون نقطة نزاع شرسة، بينما يحاول الجمهوريون إعادة تجميع صفوفهم، واستعادة السلطة في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

علاوةً على ذلك، يعتقد مستشارو ترمب أن مستقبل جمع الأموال للحزب يكمن في المساهمات الدولارية المنخفضة، وليس فئة المانحين الرئيسيين الذين أشاروا في الغالب إلى أنهم يريدون الابتعاد عنه، بعد ضغطه الذي استمر لأشهر، وإطلاق ادعاءات زائفة بأن انتخابات 3 نوفمبر، سرقت، ما أدى إلى وقوع أحداث الشغب في 6 يناير الماضي، في مبنى الكابيتول.

غضب ترمب

ولفتت الصحيفة، إلى أن مناورة ترمب ناجمة إلى حد ما من غضبه تجاه القادة الجمهوريين، الذين يشعر أنهم "لم يكونوا مخلصين"، عندما ابتعدوا عنه بعد 6 يناير. 

وفي الوقت نفسه، يتلقى الرئيس السابق تشجيعاً من أشخاص مقربين مثل ديك موريس، المستشار السياسي المعروف بالتقلب بين الأحزاب، الذي دأب على لقائه في نيويورك، وشجعه على تولي مسؤولية الحزب الذي قاده في السابق.

لكن الصحيفة رجحت أن أفعال ترمب ربما تمنحه تدفقات من الأموال في وقت تعاني فيه مؤسسته التي تخضع لتحقيقات، في ظل مناقشات جارية بشأن ما إذا كان بحاجة إلى بيع بعض العقارات. 

ووفقاً للصحيفة، يمكن للرئيس السابق، من الناحية النظرية، أن يدفع لنفسه ولأفراد أسرته، رواتب من الأموال التي يجري جمعها.

وبينما يقول مقربون من الرئيس السابق إن النقاش لم يتطرق إلى منح ترمب لنفسه راتباً، لكن جرت العادة أن تدفع لجانه السياسية مقابل استخدام ممتلكاته، من بين أمور أخرى، لإثرائه بشكل غير مباشر.

لجنة عمل سياسي

وفي مطلع مارس، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن ترمب يدرس تأسيس لجنة عمل سياسي، أي لجنة سياسية تُنظم جمع وإنفاق الأموال لانتخاب المرشحين، في وقت يسعى لتأكيد سلطته على الحزب الجمهوري، وتوسيع عمله السياسي بعد الرئاسة.

ووفق الشبكة، سيسمح تشكيل اللجنة لترمب بجمع مبالغ مالية غير محدودة من أي مصدر تقريباً، من دون أن يواجه أي قيود على الإنفاق. 

شعبية ترمب

وكان ترمب، أعرب في مناسبات عدة عن رغبته الترشح في انتخابات 2024 الرئاسية، خصوصاً بعدما فشلت محاولات الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، لعزله بُغية منعه من تبوّء منصب فيدرالي مجدداً.

ولا يزال ترمب يتمتع بشعبية كبيرة بين مناصري الحزب الجمهوري، قاعدته الانتخابية، رغم محاكمته في الكونغرس على خلفية اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير.

وبعد نحو 4 أشهر من خسارته في انتخابات عام 2020، تمكن ترمب من الاحتفال بالفوز مرة أخرى، بعد أن صوّت غالبية الحاضرين في مؤتمر العمل السياسي المحافظ لهذا العام، لدعمه خلال الانتخابات التمهيدية الافتراضية قبل الانتخابات الرئاسية في عام 2024.

ووضع اسم الرئيس السابق، كخيار في واحد من استطلاعين للرأي، تم توزيعهما على الحاضرين في فعاليات المؤتمر.

ومن بين 21 اسماً تم عرضها على الحضور، حصل ترمب على 55%؜ من الأصوات التي أجابت عن سؤال: "إذا تم عقد الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في عام 2024 للرئيس في ولايتك اليوم، فلمن ستصوّت من بين المرشحين التاليين؟".

اجتماع مع قيادي جمهوري

في سياق متصل، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر مطلع، قوله إن ترمب، يعتزم لقاء السناتور الجمهوري عن فلوريدا ريك سكوت هذا الأسبوع، في وقت يحتدم النقاش داخل الحزب بشأن دور الرئيس السابق في مستقبل الحزب، لافتاً إلى أن الاجتماع، كان مقرراً منذ أسابيع.

ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدر مطلع، قوله إن "اجتماع ترمب مع سكوت، الذي يرأس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، كان مقرراً منذ أسابيع". 

وتؤكد الزيارة، التي أعلنت عنها صحيفة "واشنطن بوست" لأول مرة، الانقسام الجمهوري حول إرث ترمب في الحزب.