جهود مصرية وأممية للتهدئة بعد غارات إسرائيلية على غزة.. وإضراب بالضفة

time reading iconدقائق القراءة - 7
فلسطينيون يسيرون بجوار محلات مغلقة في مدينة نابلس القديمة. 23 فبراير 2023 - AFP
فلسطينيون يسيرون بجوار محلات مغلقة في مدينة نابلس القديمة. 23 فبراير 2023 - AFP
غزة-وكالات

أفاد مسؤولون، الخميس، بأن مصر والأمم المتحدة تتوسطان لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بعد غارات إسرائيلية على قطاع غزة، الخميس، واقتحام نابلس، الأربعاء.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الخميس، إن مصر تبذل جهوداً من أجل دعم التهدئة في الأراضي المحتلة وتشجيع الطرفين على العودة إلى المفاوضات وكسر الجمود الحالي في عملية السلام.

وأضاف بيان صادر عن الخارجية المصرية أن شكري ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسبل تعزيز الجهود الدولية والإقليمية من أجل احتواء التوتر القائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقال البيان إن وزير خارجية المملكة المتحدة أعرب خلال الاتصال عن قلق بلاده البالغ نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية، وزيادة حدة العنف بين الجانبين.

وأكد كليفرلي التزام بلاده بالعمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين، وفي مقدمتهم مصر، من أجل احتواء التوتر القائم وتشجيع الأطراف على العودة إلى مفاوضات السلام.

ووصل منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند إلى غزة للقاء قادة "حركة حماس" في محاولة لتهدئة الوضع، بحسب مصدر دبلوماسي.

وقال وينسلاند، في بيان، قبل الزيارة: "أنا مستمر في التواصل مع جميع الأطراف المعنية لخفض التوتر، وأحث الجميع على الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي لمزيد من تأجيج الوضع المضطرب بالفعل".

وقال مسؤول فلسطيني إن قياديين من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" حذروا وسطاء بينهم مصر من أن الوضع قد ينزلق إلى "مواجهة مفتوحة" إذا لم يحدث تغيير.

ولم يصدر تعليق حتى الآن من المسؤولين الإسرائيليين.

تصعيد واسع

وشنت إسرائيل ضربات جوية عبر الحدود مع قطاع غزة، الخميس، بعد يوم من قيام الجيش الإسرائيلي بقتل 11 فلسطينياً خلال مداهمة عسكرية في الضفة الغربية المحتلة، لتجدد المخاوف من تصعيد أوسع نطاقاً.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 6 صواريخ أُطلقت من قطاع غزة ليلاً، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في بلدات بجنوب إسرائيل. واعترضت الدفاعات الصاروخية 5 صواريخ وسقط واحد في منطقة مفتوحة. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

ولم تعلن "حركة الجهاد الإسلامي" مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي، الخميس، لكنها قالت إن من حقها "الدفاع" ضد ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات مقاتلة قصفت في وقت لاحق موقعاً لتصنيع الأسلحة تابعاً لـ"حركة حماس" التي تدير غزة. ولم ترد أنباء عن إصابات.

وجاءت الهجمات عبر الحدود، في أعقاب مداهمة إسرائيلية في مدينة نابلس بالضفة الغربية، الأربعاء. وقالت مصادر فلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت 11 فلسطينياً بينهم ما لا يقل عن 4 مسلحين و4 مدنيين وأصابت أكثر من مئة آخرين.

فيما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته حاولت القبض على نشطاء يشتبه في تخطيطهم لهجمات وشيكة عندما تعرضت لإطلاق نار وقامت بالرد عليه.

وقالت "حركة الجهاد" إن القوات الإسرائيلية حاصرت اثنين من قادتها في منزل في نابلس، مما أدى إلى اشتباك استقطب مسلحين آخرين، ودوت انفجارات ورشق شبان عربات مدرعة بالحجارة.

وأوضحت مصادر فلسطينية أن القياديين في حركة الجهاد ومسلحاً آخر سقطوا، وأن الضحايا المدنيين الأربعة بينهم مسن عمره 72 عاماً وفتى عمره 14 عاماً.

وأبدت وزارة الخارجية الألمانية، الخميس، "قلقها البالغ" إزاء العدد الكبير من المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة نابلس بالضفة الغربية.

وأضاف المتحدث باسم الوزارة في بيان: "حتى عند مواجهة القوى المتشددة، يجب ضمان أن تتناسب الوسائل المستخدمة مع الحماية المطلقة للسكان المدنيين".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أعرب عن قلقه من أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة "قابل للاشتعال" اليوم اكثر من أي وقت مضى منذ سنوات.

ودعا الاتحاد الأوروبي "كل الأطراف (إلى العمل) من أجل عودة إلى الهدوء وخفض تصعيد التوتر".

من جهتها، حضّت فرنسا "كل الأطراف الفاعلة إلى الامتناع عن أي عمل يمكن أن يغذي" العنف، بينما عبرت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" من مستوى العنف في الضفة الغربية.

إضراب الفلسطينيين

وبدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي التي تضم ممثلين عن فصائل فلسطينية، عم إضراب مناطق عدة من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة، تعبيراً عن "الغضب على مجزرة الاحتلال في نابلس جبل النار والثوار والاحرار واكراما لارواح الشهداء الابطال"، بحسب نص الدعوة.

وبدأ الإضراب، الخميس، إذ أغلقت المدارس والجامعات والبنوك في جميع تلك المناطق أبوابها.

وتشهد مدينتا نابلس وجنين القريبة منها، مداهمات متكررة كثفتها إسرائيل على مدار العام الماضي في أعقاب موجة من الهجمات شنها فلسطينيون في مدنها وأسفرت عن سقوط قتلى.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت 62 فلسطينياً على الأقل، بينهم مسلحون ومدنيون، منذ بداية العام الجاري.

وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بمقتل عشرة إسرائيليين وسائحة أوكرانية في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها.

جنازة قريع

من ناحية أخرى، شيع الفلسطينيون، الخميس، جنازة أحمد قريع، أول رئيس للمجلس التشريعي الفلسطيني الذي انتخب في عام 1996 بعد تأسيس السلطة الفلسطينية.

كما شغل مناصب قيادية في منظمة التحرير وحركة فتح وترأس الحكومة الفلسطينية بين 2003 و2006.

وتوفي قريع (أبو العلاء) الليلة الماضية عن 86 عاماً في مستشفى برام الله في الضفة الغربية المحتلة.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي شارك في مراسم تشييع قريع: "إن المناضل أبو العلاء أمضى حياته مناضلاً صلباً مدافعاً عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل".

وأضاف، في بيان نعي قريع أنه "وقف في المقدمة مدافعاً عن قضايا وطنه وشعبه في ساحات العمل والنضال الوطني، وفي الساحة الدولية، منذ بدايات العمل الوطني".

ووُلد قريع في بلدة أبو ديس (القدس) في عام 1937، وانتسب لـ"حركة التحرير الوطني الفلسطيني" (فتح) عام 1968، وأسس مؤسسة صامد (معامل أبناء شهداء فلسطين) في بيروت في أوائل السبعينات.

وشارك قريع في مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية على مدار سنوات، ويوصف بأنه أحد مهندسي "اتفاقيات أوسلو".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات