الصين تسجل رابع ارتفاع قياسي بإصابات كورونا.. والاحتجاجات تصل شنغهاي وبكين

time reading iconدقائق القراءة - 8
أشخاص يحملون لافتات خلال وقفة احتجاجية على ضوء الشموع أقيمت لضحايا حريق أورومتشي في شنغهاي بالصين. 26 نوفمبر 2022 - REUTERS
أشخاص يحملون لافتات خلال وقفة احتجاجية على ضوء الشموع أقيمت لضحايا حريق أورومتشي في شنغهاي بالصين. 26 نوفمبر 2022 - REUTERS
شنغهاي -وكالات

امتدت الاحتجاجات ضد قيود كورونا الشديدة في الصين إلى مزيد من المدن، بما في ذلك المركز المالي شنغهاي وإحدى الجامعات في بكين، الأحد، بعد قرابة ثلاث سنوات من الوباء، إثر موجة غضب أشعلها حريق مميت، فيما سجلت البلاد رابع ارتفاع قياسي يومي على التوالي في الإصابات الجديدة بالفيروس.

وأثار حريق أسفر عن مصرع 10 أشخاص، الخميس، في مبنى شاهق في مدينة "أورومتشي"، عاصمة منطقة شينجيانج، غرب الصين، غضباً عاماً واسع النطاق، فيما تكهن العديد من مستخدمي الإنترنت أن السكان لم يتمكنوا من الهروب في الوقت المناسب لأن المبنى كان مغلقاً جزئياً وهو ما نفاه المسؤولون.

وفي شنغهاي، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان والمركز المالي في الصين، تجمع سكان، الأحد، في وقفة احتجاجية.

وظهر في مقطع مصور جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي حشود في شنغهاي تهتف "ارفعوا الإغلاق في (أورومتشي)، وارفعو الإغلاق في شينجيانج وارفعوا الإغلاق في جميع أنحاء الصين".

وشارك مئات الطلاب من جامعة تسينجهوا المرموقة في بكين الأحد في تظاهرة ضد سياسة الحكومة الصينية لمكافحة وباء كوفيد-19، وفق ما ذكر شاهد لوكالة فرانس برس وصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبدأ الطلاب في رفع لافتات عند مدخل المقصف ثم انضم إليهم تباعاً مزيد من الأشخاص. وأضاف أحد الطلاب: "الآن هناك ما بين مئتي و300 شخص. أدينا النشيد الوطني ونشيد الأممية وهتفنا (الحرية ستنتصر)".

"يسقط الرئيس"

وطبقاً لشهود ومقاطع مصورة فقد بدأت مجموعة كبيرة من الناس في إحدى المراحل في الهتاف "يسقط الحزب الشيوعي الصيني، ويسقط شي جين بينج (الرئيس الصيني) والحرية لأورومتشي"، في احتجاج علني نادر ضد القيادة الصينية.

وفي مقطع فيديو آخر نقله شاهد عيان إلى "فرانس برس"، يظهر أشخاص وهم يتجمعون في وسط شنغهاي لتكريم ضحايا حريق أورومتشي، في حين ذكرت منشورات أخرى أن وقفات احتجاجية نظمت لإحياء ذكراهم في عدد من الجامعات في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف أن "بعض الصدامات المحدودة وقعت لكن بشكل عام تصرفت الشرطة بتحضر"، موضحاً أن "الشرطة اقتادت شخصين لأسباب مجهولة".

ولم تتأخر الشرطة في فرض قيود على المناقشات عبر الإنترنت حول التظاهرة. فقد حظرت وسم "طريق أورومتشي" على منصة "ويبو" الشبيهة بموقع تويتر للرسائل القصيرة في الصين، بعيد نشر صور التجمعات.

ومنذ الجمعة، تؤكد رسائل متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي في الصين وخارجها أن الحجر الصحي المفروض في المدينة بسبب جائحة كورونا عرقل وصول رجال الإطفاء إلى مكان الحادث. كما أظهر مقطع فيديو مجموعات من الأشخاص الذين نزلوا إلى شوارع أورومتشي للاحتجاج على هذه القيود.

وعلى الرغم من توفر العديد من اللقاحات وخلافاً لبقية دول العالم، تواصل الدولة الآسيوية تطبيق قيود صارمة لتجنب الإصابات والوفيات، وتشهد عمليات إغلاق حازمة في جميع أنحاء البلاد حيث تلتزم بكين بسياسة "صفر كوفيد".

وتقضي السياسة بفرض قيود مشددة فور تسجيل إصابات، ووضع الأشخاص الذين تثبت إصابتهم في الحجر الصحي وفرض فحوصات PCR شبه يومية لكي يتمكن الأشخاص من دخول الأماكن العامة.

وجرت احتجاجات متفرقة وأحياناً عنيفة في عدد من المدن في الأيام الأخيرة، بما في ذلك داخل أكبر مصنع لهواتف "آيفون" الأميركية في العالم تملكه شركة "فوكسكون" التايوانية العملاقة في وسط مدينة تشنجتشو.

وتقول بكين إن هدفها "إنقاذ الأرواح" وعدم الضغط على نظام الرعاية الصحية. وتعهد المسؤولون بالاستمرار في انتهاجها على الرغم من المعارضة الشعبية المتصاعدة وتزايد الخسائر في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

احتجاجات أورومتشي

وأظهرت صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي تحققت وكالة "فرانس برس" من صحة بعضها مئات الأشخاص متجمعين ليلاً أمام مبنى بلدية أورومتشي وهم يهتفون "ارفعوا الإغلاق".

وفي مقطع فيديو آخر، يمكن رؤية عشرات الأشخاص وهم يسيرون في أحد أحياء شرق المدينة ويهتفون الشعار نفسه، قبل أن يواجهوا صفاً من رجال الأمن يرتدون بزات حماية من الفيروس وهم يصرخون أمامهم بقوة.

وتحقق صحافيو وكالة "فرانس برس" من صحة هذه المقاطع عبر تحديد الموقع الجغرافي للمباني التي تظهر فيها، لكنهم لم يتمكنوا من تحديد الوقت الذي وقعت فيها هذه التظاهرات.

واجتاحت موجة من الغضب، الجمعة، شبكة "ويبو" للتواصل الاجتماعي. وقال البعض إن آليات كهربائية متوقفة في الطرق ومتروكة بلا كهرباء خلال فترات الإغلاق الطويلة منعت وصول سيارات الإطفاء إلى طريق ضيق يؤدي إلى المبنى المحترق.

ويبدو أن السلطات الصينية التي تفرض رقابة على المحتوى الحساس سياسياً على الإنترنت، حذفت عدداً كبيراً من المنشورات والوسوم المتعلقة بالحريق في وقت مبكر من صباح السبت.

وقالت شرطة أورومتشي على موقع "ويبو"، الجمعة، إنها أوقفت امرأة "لنشرها شائعات على الإنترنت" حول عدد ضحايا الحريق.

وكشف تحقيق أولي أن الحريق بدأ من صف من المقابس الكهربائية في غرفة نوم في إحدى الشقق، وفقاً لقناة "سي سي تي في" العامة.

وصرح لي وين شينج رئيس فريق الإطفاء بالمدينة، الجمعة، إن محاولات الإنقاذ تعقدت بسبب "نقص في أماكن وقوف الآليات وعدد كبير من السيارات الخاصة المتوقفة على جانبي" الزقاق المؤدي إلى المبنى.

وفي بادرة نادرة جداً، قدم رئيس بلدية "أورومتشي" مايمتيمينج كادي، اعتذاره الرسمي عن الحريق، بحسب القناة التلفزيونية العامة.

لكن السلطات دحضت أيضاً بعض المزاعم التي يتم تداولها على شبكة الإنترنت بأن أبواب المبنى كانت مغلقة بالأسلاك لمنع السكان من مغادرة المبنى أثناء الحجر.

وتخضع أحياء عدة من "أورومتشي" التي يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة، لإغلاق منذ أسابيع. لكن بعد الاحتجاجات، أعلنت السلطات الصينية السبت أن المدينة "شهدت تراجعاً في انتقال العدوى بسبب الاتصالات الاجتماعية إلى الصفر".

وأكدت أنها ستعيد "نظام الحياة الطبيعية للسكان في المناطق المنخفضة الخطورة بطريقة تدريجية ومنظمة".

إصابات قياسية

جاء ذلك، بينما سجلت الصين رابع ارتفاع قياسي يومي على التوالي في إصابات كورونا الجديدة.

وقالت لجنة الصحة الوطنية، الأحد، إن البلاد سجلت ارتفاعاً قياسياً في إصابات كورونا بلغ 39 ألفاً و791 إصابةً جديدة بفيروس كورونا، السبت، منها 3 آلاف و709 إصابات مصحوبة بأعراض، و36 ألفاً و82 إصابة بلا أعراض.

وتم تسجيل حالة وفاة جديدة مقارنة مع عدم تسجيل أي وفيات في اليوم السابق ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 5 آلاف و233 حالة. وشهد بر الصين الرئيسي حتى الآن 307 آلاف و 802 إصابة مؤكدة مصحوبة بأعراض.

وتستمر قيود كورونا في العديد من المدن، وقررت مدينة شنتشن الصينية الحد من نسبة إشغال المطاعم والأماكن المغلقة بنسبة 50% للوقاية من الفيروس.

وأضافت المدينة في إخطار حكومي على "ويشات" إنه سيتم منع الوافدين الجدد إلى المدينة الجنوبية من دخول أماكن مثل المسارح وصالات الألعاب الرياضية في الأيام الثلاثة الأولى من وصولهم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات