الصين تتهم الاتحاد الأوروبي بـ"تهديد" التجارة العالمية

time reading iconدقائق القراءة - 6
حاويات في ميناء يانجشان للمياه العميقة في شنغهاي الصين، 6 أغسطس 2019 - REUTERS
حاويات في ميناء يانجشان للمياه العميقة في شنغهاي الصين، 6 أغسطس 2019 - REUTERS
دبي-الشرق

اتهمت بكين الاتحاد الأوروبي بالمخاطرة بإلحاق الضرر بسلاسل التوريد العالمية من خلال وضع عقبات تنظيمية وتجارية أمام الشركات الأجنبية، محذّرة من أن الممارسات "التمييزية" يمكن أن تؤثر على التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كورونا، فيما نفت أنها تسعى للدخول في "سباق تسلّح لا مبرر له" مع واشنطن.

وقال السفير الصيني لدى الاتحاد الأوروبي، تشانج مينج، في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، البريطانية، نشرت الاثنين، إن سعي المفوضية الأوروبية إلى زيادة مجموعة أدواتها المتعلقة بالتجارة، اعتُبرت من قبل بعض الشركات أنها تبشر "بمزيد من الإجراءات المنفردة والداخلية"، وخلق "حواجز تجارية جديدة".

وأضاف: "الخطوات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي ستكون لها أيضاً عواقب عالمية، وربما تؤدي هذه التحركات إلى مزيد من الضغط على سلسلة التوريد والصناعة العالمية".

كما هاجم السفير الاتفاق الأخير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم، الذي يهدف إلى تقييد الواردات من المزيد من المنتجين الذين يستخدمون الكربون بكثافة بما في ذلك الصين، قائلاً إنه سيؤدي إلى "تفاقم التوتر" في الإمدادات الصناعية، وتفاقم الضغوط التضخمية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي يشارك في ما تقول بعض الدول الأعضاء إنه جهود طال انتظارها، لتعزيز اعتماده على الذات اقتصادياً، والتصدي لممارسات التجارة والاستثمار غير المنصفة التي تقودها بكين، مثل المعاملة التفضيلية للشركات المملوكة للدولة ونقل التكنولوجيا القسري.

وتشمل القائمة المطولة لأدوات الاتحاد الأوروبي، أداة لمناهضة الدعم، وتدابير حماية تجارية مشددة، وآلية إشراف مقترحة تهدف إلى الكشف عن الانتهاكات العمالية والبيئية في سلاسل التوريد.

كما افتتح الاتحاد الأوروبي في سبتمبر مجلساً جديداً للتجارة والتكنولوجيا في محاولة لتعميق التعاون مع الولايات المتحدة في قطاعات متطوّرة، مثل أشباه الموصلات، والتكنولوجيا الخضراء.

استقلال استراتيجي

وأشار تشانج إلى أن ضغط الاتحاد الأوروبي الحالي من أجل الاستقلال الاستراتيجي "يتماشى" مع مكانة الاتحاد كقوة عالمية، وقال إن بكين تدعم هذه المبادرة. 

لكنه قال إن الشركات الأجنبية تقول إن عدداً من سياسات الاتحاد الأوروبي ربما قد تكون لها آثار جانبية غير مرغوب فيها، مضيفاً: "لا يمكنهم المساعدة في استقرار التوريد العالمي، والسلسلة الصناعية بعد الجائحة، وكذلك انتعاش الاقتصاد العالمي بشكل عام".

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى الالتزام بقواعد منظمة التجارة العالمية، معتبراً أن الإجراءات الأحادية ستؤدي إلى تشويه الاستثمار في أوروبا وزيادة الأسعار. 

ومضى تشانج قائلاً: "مثل هذه التحركات تنحرف عن الأهداف الأصلية للسياسات التجارية والاقتصادية، وتشوه أيضاً مبادئ السوق".

ولفت إلى أنه في رأي بعض الشركات: "كان هناك قدر متزايد من الأدوات المصممة خصيصاً التي تستهدف البلدان الأخرى ومؤسساتها. هذه الأدوات تمييزية وتشكل أيضاً انتهاكاً لمبدأي عدالة وإنصاف السوق".

"انقسام" أوروبي

ووفقاً للصحيفة، انقسم الاتحاد الأوروبي بشأن قدر الشدة التي ينبغي بها التصدي "للنموذج العدواني" للحزب الشيوعي الصيني لرأسمالية الدولة، إذ يسعى إلى أداء دور الوسيط بين الولايات المتحدة والصين.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد إبرام اتفاق استثماري في ديسمبر الماضي، أوقفته بروكسل هذا العام بعد أن فرضت بكين عقوبات على عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي. جاء ذلك بعد عقوبات الاتحاد الأوروبي رداً على معاملة أقلية الإيجور في إقليم شينجيانج.

وأعرب تشانج عن استعداد بلاده لتنفيذ اتفاق الاستثمار، متهماً أوروبا بأنها تمثل العقبة في سبيل التصديق. 

وقال إنه ينبغي للاتحاد الأوروبي ألا يسمح "للتلاعب السياسي"، بأن يصبح عائقاً في الطريق، مضيفاً: "نحن على استعداد للتعاون مع شركاء من الجانب الأوروبي لاستكشاف النُهج الممكنة لتحقيق التصديق على الاتفاقية".

وفي مارس الماضي، فرض الأوروبيون عقوبات على الصين للمرة الأولى، بسبب ما قال إنه "اضطهاد أقلية الإيجور المسلمة" في إقليم شينجيانج، الذي يتمتع بتنوع إثني شمال غربي البلاد. وردّت بكين بفرض عقوبات على عشرات الشخصيات الأوروبية.

"سباق تسلّح"

وخلال الأشهر الأخيرة، شدد الناتو لهجته بشأن الصين، واصفاً البلاد بأنها تمثل "تحدياً شاملاً". 

وفي هذا السياق، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج، إن مواجهة التهديدات الأمنية من الصين، ستكون جزءاً مهماً من طريقة التفكير المستقبلية للتحالف الغربي.

تشانج قال إن الصين تأمل أن يتمكن الناتو من "البقاء ضمن مناطقه التقليدية في ما يتعلق بالمهام والحدود الجغرافية"، مضيفاً: "لا تتجاوز الحدود مع الصين كمبرر".

واعتبر أن ما يجب على المجتمع الدولي أن يقلق بشأنه هو اتفاقية "أوكوس" الدفاعية بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة. 

وزاد: "(الاتفاقية) من المحتمل أن تُكثّف مخاطر الانتشار النووي، وربما تؤدي إلى سباق تسلح جديد. هذا ليس في صالح السلام والاستقرار على الصعيدين العالمي والإقليمي".

وخلال المقابلة التي تأتي قبل ساعات من القمة الافتراضية المقررة، بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينج، رد تشانج على سؤال بشأن التحليلات الأميركية التي تشير إلى أن الصين تسعى إلى مضاعفة ترسانتها النووية أربع مرات، وأشار إلى الحجم الضخم للمخزون النووي الأميركي، قائلاً إنه أكبر بعشرين مرة. 

كما نفى تقارير عن تجارب صينية لسلاح أسرع من الصوت وذي قدرات نووية، وأوضح أن الاختبارات كانت للتحقق من وجود مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام، مضيفاً": "لن نصب الموارد في سباق تسلّح لا مبرر له".

اقرأ أيضاً: