الروائي الجزائري واسيني الأعرج: أحرص على زيارة أماكن كتاباتي

time reading iconدقائق القراءة - 5
الروائي الجزائري واسيني الأعرج في ندوة بمعرض الرياض الدولي للكتاب، السعودية - 4 أكتوبر 2021. - srmg/home
الروائي الجزائري واسيني الأعرج في ندوة بمعرض الرياض الدولي للكتاب، السعودية - 4 أكتوبر 2021. - srmg/home
الرياض -حسن رحماني

استضاف البرنامج الثقافي المقام على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب 2021، مساء الاثنين، الروائي الجزائري الدكتور واسيني الأعرج، والناقدة المصرية الدكتورة نانسي إبراهيم في ندوة بعنوان: "الارتحال نحو الأمكنة"، تولت إدارتها الروائية السعودية الدكتورة زينب الخضيري.

وتناولت الندوة أهمية الزمان والمكان في البناء السردي، وتطرقت إلى الحديث عن العلاقة الوطيدة بين البناء الزماني والمكاني والارتباط الوثيق بينهما والتي تسمى مجازاً "الزمكان"، وهو العامل الذي يستطيع الروائي من خلاله الانتقال بالقارئ والسفر به إلى بقع جغرافية مختلفة تشكلت فيها أحداث الرواية.

واعتبر الأعرج أن "النقد العربي لم ينتبه بشكل كبير لأهمية المكان الذي قد يتم استعراضه بشكل مختلف من كاتب إلى آخر، حتى لو كان المقصد بقعة جغرافية واحدة، وهو ما يشكل الفارق بين عمل وآخر".

وقال: "اتخذت قرار شد الرحال لزيارة الأمكنة التي أريد أن أضمّنها في رواياتي بهدف معرفة تفاصيلها كافة، والتعمق فيها لمعرفة حالة الطقس والروائح التي تزخر بها تلك البقع بهدف أن أجعل القارئ يتلبس تلك الزوايا والأركان والأدوات والمشاهد التي تعيشها شخوص القصة، مستعيناً باللغة التي يجب أن تكون دقيقة في الوصف".

ورأى أن "من الضروري قبل الذهاب للمكان المراد الكتابة عنه، أن يُلم الكاتب بجميع المعلومات والتفاصيل المراد تناولها لدرجة أن يشعر الروائي بأنه سيد هذا المكان".

وأضاف: "هذا ما حدث معي عند كتابتي رواية (مي: ليالي إيزيس كوبيا) التي تناولت فيها قصة الكاتبة اللبنانية مي زيادة، وكذلك رواية (كتاب الأمير)".

"الزمكان"

وقالت الدكتورة نانسي إبراهيم إن "الزمكان" ليس مصطلحاً جديداً، بل تناوله النقاد منذ فترات طويلة، مشيرة إلى أنه لا يوجد حدث في أي عمل أدبي من دون زمان أو مكان يسهم في توضيح البناء الدرامي للقصة، حتى لو كان الحدث في المستقبل.

وقال الأعرج: "استغرقت 4 سنوات وأنا أقرأ عن المكان الذي سُجن فيه الأمير عبدالقادر، قبل كتابة رواية (كتاب الأمير) بعدها زرت المكان للوقوف على تفاصيله، حيث شعرت بالبرد ورائحة العفن في المكان الذي وصفه الأمير، على الرغم من أن الموقع تمت معالجته وصبغه وترتيبه بشكل حديث".

وأشارت إبراهيم إلى "الشعور بحركة المكان في الرواية على الرغم من ثباته، من خلال ما يتشكل من أحداث تُبنى بين الشخصيات والحبكة الدرامية، لينشأ بعدها صراع الأزمنة والأمكنة لينتج عنها تصادم الثقافات في بعض الأحيان ومحاولة إلغاء كل منهم للآخر".

"100روائي لتوثيق أحداث القرن"

وأشار الأعرج إلى أهمية الرواية التاريخية ومدى تأثيرها على الأجيال القادمة، معرباً عن رغبته في تعاون 100 روائي لتوثيق أحداث القرن العشرين.

وقال لـ"الشرق": "تكمن أهمية الرواية التاريخية في كونها ظاهرة عالمية وليست عربية فقط، ولذلك هناك شيء ما يحرك العالم حول التاريخ ويطرح سؤالاً مهماً، هل التاريخ المكتوب اليوم هو تاريخ صحيح؟".

وأضاف: "لننظر كيف كتب الكاتب الفرنسي (أونوريه دي بلزاك) عن القرن التاسع عشر، بينما التاريخ الرسمي لذلك القرن يختلف تماماً، فالرواية التاريخية تكتب عن التاريخ العميق الإنساني الوجداني".

وتابع الأعرج: "نحن نعيش في حالة تمزق عربي، كما نعيش في حالة تمزق وجداني شديد الخطورة لا يستطيع مؤرخ أن يعبر عنه، نحن بحاجة لقوة نصية تستطيع تناول هذا الموضوع".

ورداً على سؤال عما إذا كان هناك في العربية من يكتب الرواية التاريخية، قال: "نعم لدينا، والآن أصبح لدينا اهتمام عربي بالرواية التاريخية، وأستطيع أن ألمس هذا الاهتمام من خلال لقاءاتي مع الكُتاب الشباب الذين يشتغلون على الرواية التاريخية، فقد وجدت لديهم رغبة كبيرة".

واعتبر الأعرج أن "المشكلة تكمن في أن الرواية التاريخية تقتضي جهداً من التقبل من المؤسسات الثقافية العليا؛ لأن رؤية الكاتب قد لا تتفق مع الرؤية الراهنة تجاه تاريخ تلك الحقبة، وهذا أمر قد يحدث في كل البلاد العربية"، مشيراً إلى أنه "يجب غض النظر عن الروائي في حالة وجود بعض النقد للتاريخ".

ويصنف معرض الرياض الدولي للكتاب ضمن أهم معارض الكتب العربية من حيث عدد الزوّار وحجم المبيعات وتنوع البرامج الثقافية، وبحسب المسؤولين فقد تخطى عدد زوار المعرض في يومه الرابع حاجز الـ200 ألف زائر.

اقرأ أيضاً: