إيران ترجح قرصنة كاميرات "الوكالة الدولية" في منشأة كرج النووية

time reading iconدقائق القراءة - 6
مروحيات إيرانية في موقع منشأة نطنز النووية على بعد 250 كم جنوب العاصمة طهران- 30 مارس 2005 - REUTERS
مروحيات إيرانية في موقع منشأة نطنز النووية على بعد 250 كم جنوب العاصمة طهران- 30 مارس 2005 - REUTERS
دبي -الشرق

قالت إيران إن معدات المراقبة الدولية المثبتة في إحدى المنشآت النووية الحساسة، "ربما تكون قد تعرضت للاختراق"، خلال هجوم في يونيو الماضي. وذلك وفقاً لما نقلته "بلومبرغ". 

واعتبرت الوكالة في تقرير، الجمعة، أن حديث السفير الإيراني لدى المملكة المتحدة، محسن باهارفاند، عن هذه الأنباء، يُلقي الضوء على سبب استمرار طهران في منع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين يتطلعون إلى إعادة تركيب الكاميرات في ورشة للطرد المركزي في كرج، في حين ذكرت وكالة "نور نيوز" الإيرانية، أنه "بينما تستمر المحادثات النووية في فيينا، جرت محادثات بناءة بين الوكالة ومسؤولين إيرانيين في فيينا"، وذلك حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وكانت المنشأة الواقعة شمال غرب طهران اهتزت جراء انفجار غامض في يونيو، تتهم طهران، إسرائيل بتنفيذه، أدى إلى تدمير معدات المراقبة.

وخلال إفادة صحافية في لندن الجمعة، قال باهارفاند "كان هناك تخريب من قبل إسرائيل وتضررت بعض الكاميرات وتجري التحقيقات بالأمر"، لافتاً إلى أن القضاء الإيراني ينظر فيما إذا كانت الكاميرات قد استُخدمت للمساعدة في تنفيذ الهجوم.

وأضاف "لقد طلبنا للتو من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الانتظار حتى ينتهي هذا التحقيق".

منع المفتشين

المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت امتنع عن التعليق على مزاعم تورط إسرائيل بذلك الهجوم، كما لم ترد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المكالمات والرسائل الإلكترونية التي تطلب التعليق.

وأعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي، عن قلقه المتزايد بشأن رفض إيران السماح بتركيب كاميرات جديدة في منشأة كرج، حيث أشارت بعض الدول إلى أن طهران قد تواجه انتقادات دبلوماسية إذا لم يُسمح للمفتشين بالعودة قريباً.

وقال جروسي الشهر الماضي "لقد اقتربنا من النقطة التي لن أتمكن فيها من ضمان استمرارية المعرفة".

وحصل مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تصريح خاص بموجب اتفاق عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، لمراقبة تصنيع أجهزة الطرد المركزي، وهي آلات سريعة الدوران تفصل بين نظائر اليورانيوم.

ويتفاوض دبلوماسيون في فيينا هذا الأسبوع لمحاولة إحياء الاتفاق الذي بدأ ينهار بعد أن انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأمر الذي ردت عليه طهران برفع أنشطتها النووية.

هجمات سابقة

البرنامج النووي الإيراني شهد خلال العقدين الماضيين العديد من عمليات الاستهداف، تمثلت باغتيالات طالت علماء بارزين في مجال الذرة، وهجمات سيبرانية تسببت بتعطيل أنظمة تخصيب اليورانيوم في عدد من المفاعلات، كما طالت انفجارات غامضة لمنشآت نووية حيوية على غرار "نطنز".

وفي العام 2010 تعرض برنامج إيران النووي لعمليات تخريب باستخدام فيروس "ستوكسنت" الذي ضرب منظومات التحكم في عدد من المنشآت آنذاك، ونُسب ذلك الهجوم إلى إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي تقرير نشره عام 2019، أشار موقع "ياهو"، إلى أن الموساد والاستخبارات الأميركية نجحا في تجنيد مهندس إيراني يعمل في المفاعلات النووية، حيث زرع الفيروس في الأنظمة الرقمية للمفاعلات، ما نتج عنه تعطيل أجهزة الطرد المركزي في منشآت عدة.

وفي الآونة الأخيرة، تعرضت محطة الوقود الإيرانية الرئيسية في نطنز لتفجيرات ومحاولات قطع إمدادات الطاقة. كما تم اغتيال بعض كبار علماء الذرة في البلاد.

خيارات عسكرية

في وقت سابق الجمعة، قال مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني في محادثات فيينا النووية، إن المقترحات التي قدمتها طهران الأسبوع الماضي لا تزال مطروحة، وفقاً لما نقلته وكالة تسنيم للأنباء الإيرانية (شبه الرسمية).

وأضاف المصدر أن فريق التفاوض الإيراني سيواصل العمل بناءً على المقترحات المقدمة خلال المناقشات حول النص، وذلك سعياً لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وتابع: "لم تكن هناك مراجعة لموقفنا ولم يتم سحب المسودات المقترحة.. وافقت الأطراف الأخرى على مناقشة مقترحات إيران بالتفصيل".

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قال الثلاثاء، إنه "لا سبيل لإحياء الاتفاق النووي دون إلغاء كل الحظر"، في إشارة إلى العقوبات المفروضة على طهران، حسب ما نقلت قناة "العالم" الإيرانية.

وتختبر القوى العالمية، خلال الأيام المقبلة، مدى جدية إيران ونواياها خلال محادثات فيينا، بعد أن أشارت إلى استعدادها لاستئناف المفاوضات على أساس "مسودات اقتراحات يونيو"، فيما لوّحت الولايات المتحدة وإسرائيل بالخيار العسكري حال فشل المفاوضات، بينما تبذل موسكو جهودها لضمان سير العملية التفاوضية.

وفي مقابلة مع "فاينانشال تايمز"، قال قائد القيادة المركزية الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط، الجنرال كينيث (فرانك) ماكنزي، إن لديه "حزمة قوية من الخيارات العسكرية" لردع إيران، وذلك وسط تحذيرات أميركية لطهران من عواقب اقتصادية أو عسكرية إذا أخفقت الدبلوماسية في مساعي ردعها عن توسيع برنامجها النووي.

وأفادت تقارير، بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تدرسان خيارات عسكرية مشتركة وتدريبات من شأنها التحضير لسيناريو تدمير المنشآت النووية الإيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية.

اقرأ أيضاً: