أمر الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة بـ"مضاعفة جهودها" لتوضيح منشأ كورونا، وبتقديم تقرير خلال 90 يوماً، فيما قالت شبكة "سي إن إن"، إن الإدارة الأميركية أوقفت التحقيق الذي أطلقه وزير الخارجية السابق مايك بومبيو بشأن الهدف نفسه.
وفي الأسابيع الأخيرة عادت نظرية تسرب الفيروس من مختبر في مدينة ووهان الصينية بقوة إلى صلب النقاشات في الولايات المتحدة، بعد استبعادها من قبل أغلب الخبراء.
ونقلت وكالة بلومبرغ، عن بيان للرئيس بايدن، أن المخابرات سلمته تقريراً في وقت سابق من هذا الشهر، أظهر أنه منقسم بشأن أصول الوباء. وأضاف أن عنصرين من المخابرات يميلان إلى أن تكون الحيوانات المصدر، بينما يميل أحدهما نحو أصل معملي.
بايدن "يأسف" لموقف بكين
وأكد بايدن حسب البيان، أن "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في جميع أنحاء العالم للضغط على الصين كي تشارك في إجراء تحقيق دولي كامل وشفاف ويعتمد على الأدلة" معرباً عن أسفه لموقف بكين إزاء هذه القضية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، في الإفادة اليومية، إن الإدارة الأميركية لا تعتقد أن الصين كانت "شفافة بما فيه الكفاية" في ما يتعلق بتحقيق منظمة الصحة العالمية ومحققيها عن منشأ فيروس كورونا.
من جهة أخرى، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن 3 مصادر مطلعة قولها، الثلاثاء، إن فريق الرئيس بايدن، أنهى جهوداً قادتها وزارة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، لإثبات أن فيروس كورونا نشأ في مختبر صيني، وذلك بسبب "مخاوف تتعلق بجودة العمل".
وأشارت المصادر إلى أن إنهاء هذه الجهود، برزت "وسط اهتمام وتساؤلات دائمة حول ما إذا كان الفيروس قد تسرب من أحد مختبرات مدينة ووهان الصينية"، لافتة إلى أن إدارة بايدن "تواجه أيضاً تدقيقاً في جهودها لتحديد ما إذا كانت الحكومة الصينية، مسؤولة عن منشأ الفيروس أيضاً".
وقال مصدران آخران للشبكة الإخبارية، إن "المشاركين في التحقيق، الذي لم يُكشف عنه سابقاً، والذي أطلقه حلفاء وزير الخارجية السابق مايك بومبيو الخريف الماضي، وصفوه بأنه جهد صادق للتحقيق"، فيما رفضه الكثيرون في البداية.
"تحقيق مُسيّس"
لكن التحقيق سرعان ما غرق في خلاف داخلي، وسط مخاوف من أنه كان جزءاً من جهد مسيّس من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، لإلقاء اللوم على الصين، واختيار الحقائق بدلاً من إثباتها نظرياً.
من جانبه، قال ناطق باسم وزارة الخارجية للشبكة الأميركية، إن قرار إنهاء التحقيق، الذي تم بشكل أساسي خارج مكتب مراقبة الأسلحة التابع لوزارة الخارجية، "جاء بعد إطلاع مسؤولي بايدن على مسودة النتائج التي توصل إليها الفريق، في شهري فبراير ومارس الماضيين".
ولفت إلى إثارة أسئلة حول شرعية النتائج التي توصلوا إليها، إذ اعتُبر التحقيق أنه "استخدام غير فعال للموارد"، مؤكداً أن العمل في هذا التحقيق "توقف"، موضحاً أنه "رغم انتهاء هذا المشروع المنفصل، إلا أن وزارة الخارجية تواصل العمل مع الوكالات الأخرى للنظر في قضية منشأ الفيروس".
"رفضٌ وتشكيك"
وأشارت "سي إن إن" إلى أن مصادر مشاركة في التحقيق خلال فترة ترمب "رفضت بشدة هذه الانتقادات، بسبب جودة عملها"، وقالت لـ"سي إن إن" إن هدفهم كان "اختبار الأبحاث العلمية والمعلومات الصادرة عن الوكالات الاستخباراتية الأميركية، التي دعمت نظرية التسرب المخبري للفيروس، وسلطت الضوء على كيفية نشأته من جدران أحد المختبرات".
وعلى رغم أن مسؤولي إدارة بايدن أغلقوا التحقيق في هذا الشأن، إلا أنهم ما زالوا متشككين في الدور الذي اضطلعت به بكين لمنع المحققين من الوصول إلى معلومات، قد تكون ذات صلة بمنشأ الفيروس.
وبحسب "سي إن إن"، تواصل وكالات الاستخبارات الأميركية "البحث في ما إذا كان الفيروس ظهر بشكل طبيعي من اتصال الإنسان بحيوانات مصابة، أو نتيجة لحادث مخبري".
ووجد تقرير استخباراتي أميركي، نشرته "سي إن إن" و"وول ستريت جورنال" مؤخراً، أن العديد من الباحثين في "معهد ووهان لعلوم الفيروسات"، "أصيبوا بالمرض في نوفمبر عام 2019، وكان يتعين دخولهم المستشفى، ما أجج الجدل المحتدم بشأن أصل الفيروس، كما لا تزال الطبيعة الدقيقة للأعراض التي شعروا بها غير واضحة".