"آسيا تايمز": كوريا الجنوبية تقترب من امتلاك غواصة نووية

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول وقائد سلاح الجو الكوري الجنوبي وقائد القوات الأميركية بكوريا الجنوبية خلال زيارة لمركز العمليات الجوية في قاعدة أوسان الجوية خلال زيارة بايدن لسول – 22 مايو 2022 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول وقائد سلاح الجو الكوري الجنوبي وقائد القوات الأميركية بكوريا الجنوبية خلال زيارة لمركز العمليات الجوية في قاعدة أوسان الجوية خلال زيارة بايدن لسول – 22 مايو 2022 - AFP
دبي-الشرق

قال موقع "آسيا تايمز" الصيني إن الاتفاق الذي وقعته كوريا الجنوبية الشهر الماضي مع الولايات المتحدة للمشاركة في مجال تكنولوجيا المفاعلات النووية الصغير (SMR)، يفتح الباب أمام سول لتطوير غواصات نووية محلياً، في خطوة وصفتها بـ"التطور الاستراتيجي الحاسم".

ورأى "آسيا تايمز" الناطق بالإنجليزية ومقره هونج كونج، في تقرير الاثنين، أن هذه الاتفاقية المعلنة بشكل رسمي كانت بمثابة تغيير في سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد تجاه كوريا الجنوبية، والتي يعود تاريخها إلى عام 1972 وتقيد مشاركة التكنولوجيا النووية الحساسة مع سول.

وأشار الموقع إلى أن كوريا الجنوبية انضمت رسمياً خلال القمة التي عقدت بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والكوري يون سوك يول، في سول خلال جولة بايدن الآسيوية نهاية مايو الماضي، إلى برنامج البنية التحتية التأسيسية للاستخدام المسؤول لتكنولوجيا المفاعلات الصغيرة (FIRST) الذي تقوده الولايات المتحدة. 

وأوضح أنه على الرغم من استخدام تكنولوجيا المفاعلات النووية الصغيرة في الغواصات النووية منذ عقود، إلا أن معظم الدراسات المتعلقة بهذه التكنولوجيا ركزت على الاستخدامات المدنية نظراً لأن قدرتها القصوى على توليد الطاقة تقل عن 300 ميجاوات. 

"أكثر من ضجيج"

وذكر "آسيا تايمز"، أن طموحات كوريا الجنوبية القديمة في مجال الغواصات النووية هي "أكثر من مجرد ضجيج"، إذ أن هناك دلائل على أنها قد تكون في طريقها بالفعل إلى اتخاذ "قرار حاسم" بشأن خطط الحصول على غواصات من هذا النوع.

ونقل الموقع عن مصدر مجهول ورد ذكره في تقارير إعلامية متعددة مؤخراً قوله إنه تم عقد اجتماع تقني مؤخراً، حضره ممثلون من برنامج إدارة المشتريات الدفاعية لجمهورية كوريا الجنوبية، وبحرية سول، وشركة "دايو" لبناء السفن والهندسة البحرية، وشركة أجنبية غير معروفة لديها خبرة في بناء الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.  

وأضاف الموقع أنه على الرغم من الجدل المُثار بشأن الأمر والانتكاسات التي مرت بها كوريا الجنوبية، فإنها لم تتخل أبداً عن جهودها للحصول على غواصات نووية.

تقليل الاعتماد على واشنطن

وقال "آسيا تايمز" إن حصول سول على غواصات نووية يعني تقليل اعتمادها على الضمانات الأمنية الأميركية، إذ أن واشنطن قد تكون مترددة في اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد كوريا الشمالية في ضوء حيازتها لترسانتها النووية الخاصة، و"تصرفاتها العدائية غير المتوقعة".

ووفقاً لـ"آسيا تايمز"، فإن الدافع وراء رغبة كوريا الجنوبية في الحصول على غواصات نووية قد يكون، جزئياً، هو تصوراتها المستمرة بأن الولايات المتحدة قد لا تساندها بشكل كامل في حالة وقوع سيناريو الصراع. 

وذكر الموقع أنه في حال طورت كوريا الجنوبية لمثل هذه الغواصات، فإنها من المرجح أن تكون مسلحة بصواريخ باليستية أو صواريخ كروز لضرب أهداف في عُمق كوريا الشمالية.

معضلات الغواصات النووية

استخدام الغواصات النووية لمثل هذه العملية سيكون "مُبالغاً فيه" بحسب "آسيا تايمز"، نظراً لأن سول لديها بالفعل أسطولاً ضخماً من الغواصات التقليدية التي يمكنها القيام بنفس المهمة بتكاليف تشغيلية أقل.

كما أن النطاق غير المحدود الذي تتميز به الغواصات النووية لن يضيف الكثير إلى القدرات العسكرية لكوريا الجنوبية بالنظر إلى أنها تركز بشكل أساسي على شبه الجزيرة الكورية والمياه المحيطة بها. 

وتابع: "صحيح أنه يمكن لكوريا الجنوبية أن تستخدم الغواصات النووية لمساعدة القوات الأميركية في أي صراع محتمل في بحر الصين الشرقي أو الجنوبي، ولكن مصالح سول الاستراتيجية لا تتوافق بشكل كامل مع المحاولات التي تقودها الولايات المتحدة لاحتواء بكين، والتي تحتاجها على طاولة المفاوضات مع كوريا الشمالية".

كما أنه ليس من الواضح كيف ستتعامل سول مع المواد المشعة وعملية تخصيب الوقود النووي وتدريب الأطقم والفنيين المتخصصين، فضلاً عن أن التخلص من الغواصات النووية يعد مسألة مهمة تتطلب مرافق تخريد معينة لا تمتلكها كوريا الجنوبية في الوقت الحالي بحسب الموقع.

وأوضح "آسيا تايمز" أن الولايات المتحدة ظلت مترددة حتى الآن في تزويد كوريا الجنوبية بالوقود النووي، أو السماح لها بتخصيب اليورانيوم الخاص بها، وذلك بسبب مخاوف الانتشار النووي.

وإضافة إلى ذلك، يقيد جميع المورّدين الآخرين لخدمات تخصيب اليورانيوم (روسيا وفرنسا والصين والشركة البريطانية الهولندية URENCO)، استخدام اليورانيوم منخفض التخصيب الذي يوفرونه للاستخدام السلمي.

وهو ما يعني أنه سيتوجب على سول تخصيب اليورانيوم الخاص بها في حال قررت المضي قدماً في خططها لحيازة الغواصات النووية، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج عكسية لجهود نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، كما أن خطوة كهذه قد تشجع كوريا الشمالية على تسريع برنامج أسلحتها النووية. 

أجندة أكثر طموحاً

ووفقاً لـ"آسيا تايمز"، فإنه نظراً لوجود القليل من المبررات العسكرية أو السياسية لكوريا الجنوبية للحصول على غواصات نووية، فإن رغبتها في الحصول على مثل هذه المنصات المتطورة قد تكون "مدفوعة بشيء آخر". 

ورغم الجدل المُثار بشأن حيازة سول لهذه الغواصات، فقد أعرب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول عن رغبته في تعزيز تحالف بلاده مع الولايات المتحدة والانضمام إلى المجموعة الرباعية "كواد".

وهو ما يشير إلى تبني البلاد أجندة سياسة خارجية أكثر طموحاً مما كانت عليه في ظل الإدارات السابقة الأخيرة، وبالنظر لهذا الاتجاه الجديد، فإنه سيكون من المنطقي على المستوى الاستراتيجي أن يكون لدى سول قدرات بحرية واسعة النطاق، حسبما رأى "آسيا تايمز". 

وفي حال استحوذت كوريا الجنوبية على غواصات نووية، فإنها بذلك ستنضم إلى نادي النخبة للدول التي تمتلك هذه الأسلحة عالية التقنية، مثل الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين والهند.

وقد يمنح عامل تشغيل مثل هذه الغواصات سول مكانة أعلى في مواجهة اليابان، منافسها التقليدي والتاريخي، في مجال الازدهار التكنولوجي بحسب "آسيا تايمز".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات