الرياض تستضيف ملتقى تعزيز الصداقة والتعاون بين الشعوب

time reading iconدقائق القراءة - 7
جانب من الملتقى الدولي "تعزيز الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب"، بالرياض، 4 أكتوبر 2021 - واس
جانب من الملتقى الدولي "تعزيز الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب"، بالرياض، 4 أكتوبر 2021 - واس
دبي-الشرق

استضافت العاصمة السعودية الرياض، الاثنين، ملتقى "تعزيز الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب" الدولي، الذي شهد "اجتماع الجهود الدينية والفكرية والسياسية والبرلمانية والأممية على رؤية عالمية موحدة نحو تعزيز بناء الجسور بين الأمم والشعوب".

وركز الملتقى على محور دعم الدور الوطني والأممي للمرأة في التنمية وصناعة السلام حول العالم، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وشارك في الملتقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، والرئيسة السابقة لجمهورية كرواتيا، الناشطة في مجال السلام العالمي، كوليندا جرابار كيتاروفيتش، صاحبة المبادرة لعقد المؤتمر في الرياض.

وأشار العيسى في كلمته إلى "أهمية الملتقى، واستشراف دور المرأة، لا سيما في المجتمعات الوطنية"، مشدداً على أن "مستقبل الأجيال مرتبط بجهود التواصل الإيجابي والحوار الفعال، والعمل المشترك بتضامنه الأخوي الصادق وهدفه النبيل".

واعتبر أن "مواصلة جهود تعزيز الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب، ضرورة ملحة لسلام عالمنا ووئام مجتمعاته الوطنية المتنوعة".

وقال العيسى: "كلما ابتعدنا عن بعضنا ازدادت الفجوة السلبية، وساء الفهم تلقائياً، ودخل الأشرار في منطقة الفراغ، والأشرار ضعفاء جداً لكنهم ينتصرون عندما لا يقوم الأخيار بدورهم، ولا يتحالفون كما يجب".

مغالطات إعلامية

وأعربت رئيسة كرواتيا السابقة عن سعادتها بالتغييرات الإيجابية التي تشهدها المملكة على صعيد المرأة ودورها الفعَّال في المجتمع، وكذلك "مكافحة التعصب والتطرف بشكل عام".

وقالت كوليندا: "عندما أتيت إلى المملكة قبل يومين، جئت وأنا أحمل القليل من سوء الفهم المبني على نقص المعرفة، لأن معرفتي كانت تستند إلى ما قرأته في وسائل إعلام دولية، لذلك لم أكن على دراية بالتغييرات التي حدثت في المملكة في السنوات الماضية، وأنا هنا أُقدِّر حقاً ما تم إنجازه".

بديل وحيد أمام البشر

وأشار زلمير بوليتش، رئيس المؤتمر الأسقفي لكرواتيا ورئيس الأساقفة الروم الكاثوليك لأبرشية مدينة زادار، إلى أهمية دور الشرائع في بناء ثقافات المجتمع، مؤكداً أنه "لا بديل أمام البشر، إما أن يبنوا مستقبلهم معاً أو لن يكون لهم مستقبل".

كما شدد الممثل السامي لتحالف الحضارات في الأمم المتحدة، ميجيل أنخيل موراتينوس، على أهمية دور المرأة في الوقت الحالي، وضرورة العمل على تعزيز مكانتها المجتمعية والأممية، وإعطائها دورها المهم كعامل رئيس في حل الأزمات، والمساهمة الإيجابية في بناء المجتمعات.

وقال: "عند مناقشة حقوق المرأة في المملكة اطلعت على التجربة الرائدة، وتأثرت بشكل إيجابي بالإحصاءات المذهلة من حيث نسبة النساء في المدارس والجامعات، وأن 48% يعملن في جميع المجالات، إضافة إلى الزيادة الهائلة في الحقوق، مثل القيادة وسوق العمل والتمثيل في مجلس الشورى والأجهزة الأمنية وغيرها".

الإسلام والمرأة

وقال رئيس المشيخة في جمهورية كرواتيا، الدكتور عزيز أفندي حسانوفيتش، إن "الإسلام أعلى من شأن المرأة، وكفل حقوقها، وجعل لها مكانة محترمة ومعتبرة في المجتمع".

وقال إن "هناك بعض المفاهيم المغلوطة حول قضايا المرأة التي تنسب أحياناً إلى الإسلام من دون تحقق ودراية كافية بأحكام الشرع، ويحدث أحياناً خلط بين العادات والتقاليد الشعبية الموروثة، وبين موقف الإسلام من المرأة، ويجري تطبيقها بقوة الأحكام الشرعية ونفاذها، نتيجةً للجهل بالإسلام".

 مفاهيم القرن الـ21

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق ووزير الخارجية المصري السابق عمرو موسى، إن "الطرح السعودي الجديد يتعلق بإنشاء رابطة قوية بين المملكة والمفاهيم التي تعبر عن القرن الـ21"، مشيراً إلى أن "هذه المهمة التي يوجه بها القادة في المملكة لتطبيق تلك المفاهيم الجميلة سيكون لها أثر إيجابي في بقية دول العالم الإسلامي".

وأوضح موسى، أن "الصراع بين الحضارات مشكلة قائمة لا ننكر وجودها، ويجب أن نأخذ خطوات واضحة للتقليل منه"، معتبراً أن هناك تقصيراً من الجانب الإسلامي في الطرح السليم للمواقف، وفي مقدمتها موقفه من دور المرأة.

وقالت نائبة الرئيس للديمقراطية والديمجرافية في البرلمان الأوروبي دوبرافكا سويكا، إن "الاتحاد الأوروبي يرحب بهذا النقاش الذي يأتي في الوقت المناسب، ونتفق على أهمية الدور القيادي للمرأة وإشراكها في جميع جوانب الحياة"، مشيدة بما بذلته المملكة من جهود مشجعة ومحفزة في هذا الإطار.

المرأة ورفاهية الإنسان

وأكدت النائبة في البرلمان الفرنسي عضو لجنة الشؤون الخارجية، أميليا لاكرافي، أن "مجتمعاً تجد فيه المرأة مكانها في جو من احترام التنوع والتمثيل سيحظى بتطور إيجابي في مجال التنمية الإبداعية والتنافسية والنمو، ومن ثم تحقيق رفاهية الإنسان بشكل عام في نهاية المطاف".

وركزت عضو مجلس الشورى الدكتورة هدى بنت عبد الرحمن الحليسي، في حديثها على المرأة السعودية التي أصبحت تركز على التعليم وتعزيز الوعي، لافتة إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فتح آفاقاً مهمة، إذ مكن المرأة من مواصلة مشوارها العلمي بتنوعه الداعم للتنمية والتطوير، مشيرة إلى أن البرنامج حقق أهدافه الوطنية ولا يزال يواصل نجاحاته بنتائج أكثر وأكبر.

وأشارت ممثل قسم المساواة بوزارة الخارجية للاتحاد الأوروبي، عضو مجلس إدارة اتحاد القناصل العالمي، إلى أن المؤتمر فتح للمرة الأولى نقاش قضايا المرأة بهذه الشمولية، من خلال إشراك القادة البارزين والسياسيين والدبلوماسيين ورجال الأعمال، داعية إلى تنظيم المزيد من حلقات النقاش لتشجيع النساء على الترشح للمناصب العليا، والاستماع للنساء واحترام رغباتهن وشعورهن.

خلافات تاريخية

واعتبر الدبلوماسي والمفكر الفرنسي في مركز التحليل والتنبؤ بوزارة الخارجية الفرنسية، البروفسور لوي بلان، أن العلاقات بين الدول الغربية والعالم الإسلامي عانت من خلافات تاريخية مختلفة، وسوء تفاهم متبادل"، مشيراً إلى أن "تجار صراع الحضارات يستغلون الهواجس الغربية من الإرهاب وأحوال المرأة في إذكاء الصراع، من خلال صنع المخاوف البعيدة عن العقلانية".

وأكدت مديرة الصندوق الاستثماري (نيوم)، سيسليا مولس لوتوركي، على أهمية التركيز على مشاركة المرأة وتوفير الفرص المتساوية في القطاع المالي لشركات الاستثمار الجديدة، وإيجاد بيئة استثمارية جيدة لدخول النساء فيها.

اقرأ أيضاً: