واشنطن بوست: وثائق مسربة تكشف "عنصرية" خوارزميات فيسبوك ضد الأقليات

time reading iconدقائق القراءة - 5
رجل يقف أمام الشعار الجديد لشركة "فيسبوك" بعد تغيير اسمها إلى "ميتا" بمقرها في كاليفورنيا - 28 أكتوبر 2021 - REUTERS
رجل يقف أمام الشعار الجديد لشركة "فيسبوك" بعد تغيير اسمها إلى "ميتا" بمقرها في كاليفورنيا - 28 أكتوبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن المستخدمين ذوي البشرة السمراء وغيرهم من الأقليات، هم الأكثر عرضة لمواجهة "لغة مهينة وعنصرية" على منصة "ميتا"، التي كانت تعرف باسم "فيسبوك"، بسبب إحدى الخوارزميات، حسب ما أظهرت وثائق داخلية.

وأشارت الصحيفة الأميركية، في تقرير نشرته الأحد، إلى أن الباحثين في الشركة أظهروا للمديرين التنفيذيين، في العام الماضي، مثالاً على مستوى خطاب الكراهية المنتشر على شبكة التواصل، وذلك من خلال منشور يعرض صورة لأربع نائبات من الحزب الديمقراطي.

وذكرت أن المنشور، الذي حُذف اسم صاحبه لحماية الخصوصية، يتضمن صوراً لنائبتين مسلمتين، يجرى الإشارة إليهما بلفظ خارج وسخرية من كونهما محجبتين، فيما كان هناك تعليق من شخص آخر على المنشور استخدم فيه لغة أكثر بذاءة، وفقاً للوثائق الداخلية التي حصلت عليها "واشنطن بوست" بشكل حصري.

ونقلت الصحيفة عن شخصين مطلعين على المناقشات الداخلية بالشركة، قولهما إن الباحثين حضوا المديرين التنفيذيين على تبني إجراء إصلاح شامل لنظام خوارزميات التطبيق، بما يتضمن حذف تلك المنشورات التي تعبر عن الكراهية قبل أن يتمكن أي مستخدم من رؤيتها.

لكن الخطة قوبلت بالرفض من قبل مديري الشركة، إذ أعرب كبار المسؤولين التنفيذيين، بمن فيهم نائب رئيس الشركة للسياسة العامة جويل كابلان، عن قلقهم من أن النظام الجديد المقترح قد يغير الموازين من خلال حماية بعض الفئات الضعيفة على حساب الآخرين.

ولفتت الصحيفة إلى قيام أحد المسؤولين التنفيذيين في الشركة، والذي رفض الكشف عن هويته، بإعداد وثيقة لكابلان ناقش فيها احتمال حدوث رد فعل عنيف من قبل ما وصفهم بـ"شركاء محافظين".

وأوضحت الصحيفة، أن "باحثي فيسبوك استخدموا منشوراً يحتوي على خطاب كراهية يستهدف النائبات الديمقراطيات؛ رشيدة طليب وإلهان عمر وإليكساندريا أوكاسيو كورتيز وأيانا بريسلي، باعتباره مثالاً على مسح أجروه للتطبيق حول ما يعتبرونه لغة ضارة".

واعتبرت الصحيفة أن حالة الجدل الداخلية في الشركة، التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، تعد مثالاً على أن قرارات "فيسبوك" الخاصة بالحياد وعدم التمييز تأتي على حساب الأقليات والأشخاص الملونين.

ولفتت إلى أنه عوضاً عن حماية المستخدمين ذوي الشرة السمراء وغيرهم من الأقليات، انتهى الأمر بمسؤولي الشركة إلى اتخاذ إجراءات غير مكتملة، والتي تركت الأقليات أكثر عرضة لمواجهة لغة مهينة وعنصرية على منصتها، على حد قول الأشخاص الذين تحدثت معهم الصحيفة.

دعم "العنصريين"

ونقلت الصحيفة عن تاتندا موساباتيك، المديرة السابقة في فيسبوك، ومديرة مشروع "Voter Formation Project" الحالية: "على الرغم من أن المسؤولين التنفيذيين في فيسبوك ليس لديهم أي عداء تجاه الأشخاص الملونين، فإن أفعالهم تقف إلى جانب العنصريين، إذ يبدو من خلال رد الشركة أنها ترى أن صحة وسلامة النساء ذوات البشرة الملونة على المنصة ليس مهماً بنفس قدر أهمية إرضاء أصدقائهم من الرجال البيض الأثرياء."

ووفقاً لبيانات من دراسة أجراها "فيسبوك" في وقت سابق من هذا العام، كُشف عنها في الوثائق التي سربتها الموظفة السابقة في فيسبوك فرانسيس هوجن وقدمت نسخاً منها إلى الكونجرس، فإن ذوي البشرة السمراء قد باتوا يتراجعون عن استخدام التطبيق.

وأشار تقرير صدر في فبراير الماضي، إلى انخفاض العدد الشهري لمستخدمي الموقع من ذوي البشرة السمراء بنسبة 2.7% في شهر واحد، وسجل 17.3 مليون شخص بالغ. كما يُظهر التقرير أن استخدام ذوي البشرة السمراء، بلغ ذروته في سبتمبر 2020.

ولطالما ادعت جماعات حقوق مدنية، بحسب الصحيفة، أن خوارزميات وسياسات فيسبوك لها تأثير سلبي غير متناسب على الأقليات، وخاصة المستخدمين ذوي البشرة السمراء. كما تظهر الوثائق الخاصة باللغة الأسوأ على المنصة أن هذه المزاعم كانت صحيحة إلى حد كبير.

وقالت الصحيفة إن "فيسبوك لم يكشف عن النتائج التي توصل لها العاملون في مجال الحقوق المدنية"، إذ يقول محققون مستقلون في هذا المجال، استخدمتهم الشركة في عام 2018 لإجراء دراسة حول القضايا العرقية على منصتها، إنه "لم يتم إبلاغهم بتفاصيل البحث الذي أفاد بأن خوارزميات الشركة أضرت بالأقليات بشكل غير متناسب".

ونقلت الصحيفة عن رئيسة المؤسسة الحقوقية التي قادت عملية التدقيق، لورا مورفي، قولها إن "فيسبوك قد أخبرها أن الشركة لم تجد البيانات المتعلقة بالمجموعات التي تم توجيه خطاب الكراهية ضدها."

وأضافت: "أنا لا أؤكد وجود نية سيئة، ولكن عدم مشاركة الوثائق التي أظهرت التأثير غير المتناسب للكراهية الموجهة ضد المستخدمين ذوي البشرة السمراء واليهود والمسلمين والعرب والمثليين مع المدققين يثير قلقاً عميقاً لدينا".

اقرأ أيضاً: