
حذّرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية الطيارين المدنيين من أن الطائرات التي تعمل في مطار أديس أبابا بولي الدولي، يمكن أن "تتعرض بشكل مباشر أو غير مباشر لنيران الأسلحة الأرضية أو نيران أرض جو"، مع اقتراب الحرب من العاصمة أديس أبابا.
وأشار تقرير إدارة الطيران التابعة لوزارة النقل الأميركية، إلى "الاشتباكات المستمرة" بين القوات الإثيوبية، ومقاتلين من إقليم تيجراي الشمالي التي أسفرت عن مصرع آلاف الأشخاص خلال عام من الحرب، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وذكرت الإدارة أنه لم ترد أي تقارير عن حدوث اضطرابات بمطار بولي الدولي، و"لا يوجد مؤشر على وجود نية لتهديد الطيران المدني"، لكنها قالت إن الخطر على الطائرات القادمة والمغادرة، ربما يزداد إذا حاصر مقاتلو تيجراي العاصمة.
أسلحة مضادة للطائرات
وأضاف التقرير أن مقاتلي قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي "يمتلكون على الأرجح مجموعة متنوعة من الأسلحة المتقدمة المضادة للطائرات، ويشمل ذلك القذائف الصاروخية (آر بي جي)، والأسلحة المضادة للدبابات، والمدفعية المضادة للطائرات ذات العيار المنخفض، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة".
كما يمتلك المقاتلون "منظومات دفاع جوي محمولة يمكن أن تصل إلى ارتفاع 25 ألف قدم فوق مستوى سطح الأرض، بحسب تقرير إدارة الطيران الفيدرالية.
وكانت الولايات المتحدة حثت هذا الأسبوع رعاياها في إثيوبيا على "المغادرة فوراً"، لافتة إلى "عدم وجود عملية إجلاء على غرار تلك التي نُفّذت في أفغانستان".
جهود دبلوماسية
في غضون ذلك، تتواصل الجهود الدبلوماسية التي يبذلها مبعوث الاتحاد الإفريقي، الرئيس النيجيري السابق أوليسيجون أوباسانجو، والمبعوث الأميركي للمنطقة جيفري فيلتمان، لحث الأطراف المتحاربة على الموافقة على وقف إطلاق النار، وإجراء محادثات لإنهاء الصراع الدائر في إثيوبيا منذ عام.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، أن الدبلوماسيين البارزين عادا إلى البلاد.
وأضاف مفتي خلال مؤتمر صحافي، أن أوباسانجو "ذهب إلى تيجراي، وجاء إلى أديس أبابا وذهب إلى دول مجاورة أيضاً (لم يُسمّها). ذهب إلى الولايات المتحدة... يجري تحريات، ويتحدث مع أطراف مختلفة"، لافتاً إلى أن الدبلوماسيين سيقدمان تحديثاً علنياً للأوضاع الأسبوع المقبل.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أعرب مجدداً، الأربعاء، عن دعمه لجهود أوباسانجو للتوصل إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار.
مطار حيوي
ويعد مطار أديس أبابا الدولي مركزاً لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية المملوكة للدولة، ويمثل رمزاً لمكانة إثيوبيا السابقة باعتبار أنها كانت واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم قبل الحرب.
وأصبحت شركة الطيران خلال السنوات الأخيرة أكبر شركة طيران في إفريقيا وأفضلها إدارة، ما حوّل أديس أبابا إلى بوابة للقارة.
وفي اعتراف بأهمية مطار بولي لمواصلة السفر للقارة الإفريقية وخارجها، قالت وزيرة المملكة المتحدة للشؤون الإفريقية، فيكي فورد، الأسبوع الماضي للصحافيين، إن بريطانيا تنصح الآن بعدم السفر إلى إثيوبيا باستثناء المطار للمغادرة والتحويلات.
أزمة تيجراي
ويُعتقد أن نحو 400 ألف من سكان إقليم تيجراي الشمالي، يعيشون في ظروف مجاعة، ولم تصلهم سوى القليل للغاية من المساعدات على مدى شهور. ورُصد انتشار الجوع على نطاق واسع كذلك في إقليمي أمهرة وعفر.
واندلع القتال قبل عام بين الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي كانت تهيمن على الحياة السياسية في إثيوبيا، وبين الحكومة الاتحادية.
وتتهم الجبهة الحكومة بمحاولة ممارسة مركزية السلطة على حساب الأقاليم الإثيوبية، في حين تتهم الحكومة الجبهة بالسعي لاستعادة هيمنتها على البلاد.
ويريد زعماء الجبهة من رئيس الوزراء آبي أحمد، ترك منصبه، ومن الحكومة السماح بدخول المساعدات الإنسانية لتيجراي.
في المقابل، تقول الحكومة إنه يتعين على قوات تيجراي الانسحاب من أراضٍ سيطرت عليها في أقاليم مجاورة.
وأشارت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي علانية إلى أن قواتها قد تزحف جنوباً صوب العاصمة أديس أبابا، لكن قتالاً أعنف رُصد صوب الشرق في إطار محاولة السيطرة على ممر رئيسي للنقل، يصل البلد غير المطل على بحار بميناء جيبوتي، وهو الميناء الرئيسي في المنطقة.
اقرأ أيضاً: