أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) رسمياً، الجمعة، توسيع مساحة عمل القيادة العسكرية في الشرق الأوسط لتشمل إسرائيل.
تأتي تلك الخطوة التزاماً بقرار للرئيس الأميركي دونالد ترمب، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين.
وقال البنتاغون في بيان إنها "أجرت تغييراً على خطة القيادة الموحدة لعام 2020، لتشمل نقل إسرائيل من منطقة القيادة الأميركية في الاتحاد الأوروبي، لتكون تحت مسؤولية القيادة الأميركية المركزية في الشرق الأوسط".
وأشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أنها "تراجع الخطة كل عامين، وتعيد النظر في الحدود والعلاقات على أساس البيئة العملياتية".
وأضاف البيان "نرسم الحدود بالطريقة المثلى بما يسمح بخفض المخاطر وحماية المصالح الأميركية وشركاء الولايات المتحدة".
ولفت البيان إلى أن "تراجع التوترات بين إسرائيل وجيرانها العرب بعد التوقيع على اتفاقات أبراهام وفر فرصة استراتيجية للولايات المتحدة لحشد جهود شركاء أساسيين ضد تهديدات مشتركة في الشرق الأوسط".
إسرائيل شريك أساسي
وشدد البيان على أن "إسرائيل تعتبر شريكاً أساسياً للولايات المتحدة"، مؤكداً أن ضم إسرائيل "يتيح ذلك فرص تعاون إضافية للتعاون مع شركاء القيادة الأميركية المركزية مع الحفاظ على تعاون قوي بين إسرائيل وحلفائنا الأوروبيين".
وفي وقت سابق الجمعة، نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هذه الخطوة تعني أن القيادة المركزية للولايات المتحدة ستشرف على السياسة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، التي ستشمل إسرائيل إلى جانب الدول العربية، بعدما كانت المسؤولية العسكرية للولايات المتحدة عن الدولة العبرية منوطة بقيادتها الأوروبية، بسبب الخلاف العربي الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد توقيع "اتفاق أبراهام" لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، كثفت الجماعات الأميركية الموالية لتل أبيب مساعيها لتحمّل القيادة المركزية مسؤولية العمليات العسكرية والتخطيط لإسرائيل، من أجل تعزيز تعاون أكبر بين إسرائيل وجيرانها العرب ضد إيران.
عبء إضافي
ونقلت الصحيفة عن مارتن إنديك، السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، وهو الآن عضو بمجلس العلاقات الخارجية، أن بعض الإسرائيليين رأوا في السابق، بعض الفوائد في العمل مع القيادة الأوروبية لأنها ربطتهم بمقر يؤدي دوراً مركزياً في حلف شمال الأطلسي، "لكن مع بروز إيران كمصدر قلق متزايد لإسرائيل ودول الخليج، أصبح العمل مع القيادة المركزية أكثر منطقية بالنسبة لإسرائيل".
في المقابل، نقلت "وول ستريت جورنال" عن ضابط عسكري أميركي متقاعد تحذيره من أن هذا الإجراء سيزيد العبء على مقر القيادة المركزية، الذي يتحمل أساساً مسؤولية العمليات العسكرية الأميركية في النقاط الساخنة في الشرق الأوسط، مثل أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها.
توتر متوقع
ورجحت الصحيفة احتمال بروز تعقيد آخر للقيادة المركزية إذا تعثرت الجهود الأميركية لتعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وساد التوتر، "ما يمكن أن يضع الجيش الأميركي في موقف حرج يتمثل في العمل مع حلفاء متشككين في نوايا بعضهم البعض".
وأضاف الضابط أن ترمب، عبر اتخاذه القرار خلال أيامه الأخيرة في منصبه، ترك الأمر لخلفه جو بايدن لتنفيذه بالكامل والتعامل مع العواقب بعد استلام مهامه رسمياً في 20 يناير. لكن مفاوض السلام الأميركي السابق دينيس روس قال: "لا أعتقد أن إدارة بايدن ستكون لديها مشكلة في ذلك، وأعتقد أن الإسرائيليين سيرحبون به باعتباره انعكاساً للواقع الجديد في المنطقة".
اقرأ أيضاً: