قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال لقائه برئيس مجلس النواب السوري حمودة صباغ، إنه يجب إخراج باقي القوات الأجنبية من الأراضي السورية على وجه السرعة، حتى يتمكن الشعب السوري من بدء عملية إعادة الإعمار بقوة وسرعة.
ونقلت وكالة "فارس" للأنباء عن رئيسي قوله: "سنواصل التواصل والتعاون القائم بين البلدين بقوة، ولا توجد قيود على تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين".
وتعد هذه التصريحات مؤشراً على اتجاه السياسة الخارجية للرئيس الجديد المتشدد الذي يتولى الرئاسة وسط تجاذبات مع الغرب، لا سيما بشأن العقوبات الأميركية، والمفاوضات النووية، وأنشطة طهران في المنطقة.
وأعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء، تنصيب رئيسي رئيساً جديداً للجمهورية في إيران، ليخلف حسن روحاني الذي شهد عهده (2013-2021) إبرام اتفاق فيينا 2015 بشأن البرنامج النووي مع 6 قوى كبرى.
توسيع نطاق الهجمات
وكانت وكالة "رويترز"، نقلت أواخر يوليو الماضي عن مصادر عراقية، قولها إن مسؤولين إيرانيين نصحوا الفصائل المسلحة في العراق بتوسيع نطاق هجماتها عبر شن عمليات انتقامية ضد القوات الأميركية في سوريا.
وأشارت الوكالة إلى أن هذه التوجيهات جاءت بعد ضربات جوية أميركية ضد فصائل مسلحة تدعمها إيران على الحدود السورية العراقية في 27 يونيو الماضي.
ولفتت إلى أنه منذ هذه الضربات الجوية زادت الهجمات على القوات الأميركية وعلى العسكريين أو القواعد التي يعملون بها في العراق، واتسع نطاقها إلى شرق سوريا.
استمرار الوجود الأميركي
وبينما تعمل إدارة الرئيس جو بايدن على سحب القوات الأميركية من أفغانستان، والتحول إلى دور استشاري في العراق، يبدو أن العملية العسكرية في سوريا لن تشهد أي تغيير في المستقبل المنظور، إذ يتوقع المسؤولون بقاء مئات الجنود في البلاد، كما جاء في تقرير لمجلة "بوليتيكو" الأميركية.
ونقل التقرير عن مسؤول أميركي بارز طلب عدم الكشف عن هويته، أنه من المتوقع أن يبقى نحو 900 جندي أميركي في سوريا لمواصلة الدعم وتقديم الاستشارات لقوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم داعش، وهو الدور نفسه الذي لعبوه منذ التدخل الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2014.
قتال ورقابة
كما نقل التقرير عن خبراء أنه في خضم تعدد المصالح الأجنبية في سوريا، فإن المهمة العسكرية الأميركية هناك "تتجاوز بكثير قتال داعش، إلى الرقابة على المصالح الروسية والإيرانية".
وقال الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، ويل تودمان، إن الحفاظ على القدرة على عرقلة الجهود الإيرانية لنقل الأسلحة إلى سوريا "هو جزء مهم من الوجود الأميركي هناك.. إيران تستفيد من عدم الاستقرار المستمر".