توفي رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، عن عمر ناهز 86 عاماً، بحسب ما أكد الناطق باسمه، بعد أشهر من اكتشاف إصابته بسرطان الدم.
وقالت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) الاثنين، إن برلسكوني توفي بعد 4 أيام على دخوله مستشفى سان رافاييلي في ميلان، بعد معاناته من مضاعفات صحية. وكانت صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" قد ذكرت صباح الاثنين، أن حالة برلسكوني حرجة للغاية.
وأُدخل برلسكوني إلى مستشفى سان رافاييلي في ميلان، مساء الجمعة، لإجراء فحوص طبّية مقرّرة مسبقاً، حسبما أعلن طبيباه آنذاك في بيان، وتوفي في المستشفى الاثنين.
وبدأ برلسكوني مسيرته في عالم السياسة في العام 1994، وشغل منصب رئيس الحكومة لما مجموعه تسع سنوات. وعلى الرغم من سلسلة الفضائح الجنسية والقضايا القانونية التي شوّهت صورته، إلا أنه احتفظ بمكانة خاصّة في قلوب العديد من الإيطاليين.
ونشرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مقطع فيديو على تويتر نعت فيه برلسكوني، وقالت إنه كان "أحد الرجال الأكثر تأثيراً في تاريخ إيطاليا".
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية إن برلسكوني "لم يخش أبداً الدفاع عن مواقفه. الشجاعة والعزيمة التي كان يتحلى بها هي بالضبط ما جعلت منه أحد الرجال الأكثر تأثيراً في تاريخ إيطاليا".
واعتبرت أن إيطاليا "تعلمت معه أنه لا ينبغي أبداً فرض قيود عليها. فيما تعلم هو أنه لا يجب أن يستسلم أبداً. معه قاتلنا وانتصرنا وخسرنا العديد من المعارك. ومن أجله، سوف نعمل كذلك على تحقيق الأهداف التي حددناها لأنفسنا معاً. وداعا سيلفيو ".
ويشار إلى أن برلسكوني كان له الفضل في تولي ميلوني أول مناصبها الوزارية، إذ عينها في 2008 وزيرة للرياضة ضمن حكومته.
مسيرة سياسية ثرية
وقالت شبكة "سكاي نيوز" إنه بوفاته، تودع إيطاليا الشخصية الأكثر استقطاباً في تاريخ البلاد الحديث بسبب سلسلة فضائحه المالية والجنسية التي طبعت مسيرته.
وأضافت "سكاي نيوز" أن وفاة برلسكوني، الذي اشتهر بما يعرف باسم حفلات "بونجا بونجا" الجنسية، أنهت واحدة من أكثر المسيرات السياسية الثرية والمثيرة للجدل في العصر الحديث.
وتسببت حفلات "بونجا بونجا" الجنسية في فضيحة سياسية كبيرة في إيطاليا، حيث كان برلسكوني يشغل منصب رئيس الوزراء عندما أُدين رسمياً بدفع مبلغ مالي لكريمة المحروق مقابل خدمات جنسية في الفترة من فبراير إلى مايو 2010، عندما كان عمرها أقل من 18 عاماً. ولكن وُجد لاحقاً أنه غير مذنب.
وتولى برلسكوني رئاسة وزراء إيطاليا ثلاث مرات في الفترات من عام 1994 إلى عام 1995، ومن عام 2001 إلى عام 2006، ومن عام 2008 إلى عام 2011. وقدم برلسكوني استقالته من منصبه في عام 2011، عندما اقتربت إيطاليا من مواجهة أزمة ديون شبيهة بتلك التي حدثت في اليونان، ومواجهته عدة فضائح.
ومُنع برلسكوني قبل 10 سنوات من تولي أي منصب سياسي بسبب إدانته بتهمة الاحتيال الضريبي.
وأُلغي ذلك الحظر في عام 2018، وعاد برلسكوني إلى مجلس الشيوخ الإيطالي بعد الانتخابات الوطنية التي أُجريت في سبتمبر الماضي.
وأثار برلسكوني جدلاً واسعاً العام الماضي، عندما صرح بأنه تبادل رسائل التهنئة بعيد الميلاد مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحمل الرئيس الأوكراني مسؤولية الحرب.
وعقب إعلان وفاته، أشاد بوتين الاثنين، ببرلسكوني، واصفاً إياه بأنه "إنسان عزيز" و"صديق حقيقي" ومعتبراً وفاته "خسارة لا تُعوّض".
وقال بوتين في برقية تعزية موجهة للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، وفق بيان صادر عن الكرملين، "بالنسبة لي، كان سيلفيو إنساناً عزيزاً وصديقاً حقيقياً". وأكّد أنه لطالما كان معجبًا بـ"حكمته"، مشيداً بـ"طاقته المذهلة" و"تفاؤله" و"روح الدعابة" لديه.
السياسي "الخالد"
وبرلسكوني الذي يُلقب بـ"الخالد" نظراً لمسيرته السياسية الطويلة، والذي أعيد انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ في عام 2022، كان يعاني من التهاب في الرئة نتيجة لإصابته بـ"ابيضاض الدم النقوي المزمن"، وفقاً لأطبائه.
وفي مطلع أبريل الماضي، كشفت وسائل إعلام إيطالية للمرة الأولى أن برلسكوني مصاب بسرطان الدم، ما جعله يدخل إلى وحدة للقلب بالعناية المركزة في مستشفى سان رافاييلي في ميلانو.
وحين دخل في أبريل الماضي إلى العناية المركزة، علق مناصرو نادي "مونزا" لكرة القدم، الذي يملكه برلسكوني، لافتة على بوابات المستشفى كُتب عليها "كن شجاعاً سيلفيو! مونزا معك".
وفي مارس الماضي، أمضى الملياردير أربعة أيام في المستشفى ذاته، بسبب معاناته مشاكل في القلب، وفقاً لوسائل إعلام إيطالية، قبل أن يخرج من المستشفى.
ويعد سيلفيو برلسكوني أحد الرجال الأكثر ثراءً في إيطاليا، مع امتلاكه ثروة تقدرها مجلة "فوربس" بنحو 6.4 مليار يورو. وكان في السنوات الأخيرة قد أُدخل عدّة مرات إلى المستشفى.
اقرأ أيضاً: