البنتاغون يضع خططاً لإجلاء سريع للمترجمين الأفغان

time reading iconدقائق القراءة - 7
جنود من القوات الأفغانية مع كتيبة المدفعية التابعة للجيش الأميركي في أفغانستان في موقع قتالي شمال قندهار. يوليو 2010 - REUTERS
جنود من القوات الأفغانية مع كتيبة المدفعية التابعة للجيش الأميركي في أفغانستان في موقع قتالي شمال قندهار. يوليو 2010 - REUTERS
واشنطن -أ ف بالشرق

أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، أن البنتاغون يعدّ بشكل سريع خططاً لعمليات إجلاء محتملة لآلاف المترجمين الذين عملوا مع قوات التحالف في أفغانستان، على مدى العقدين الماضيين لتأمين سلامتهم، بعد انسحاب القوات الأميركية.

وقال ميلي في وقت متأخر من ليل الأربعاء: "ندرك أنّ هناك عدداً كبيراً من الأفغان الذين دعموا الولايات المتّحدة والتحالف، وأنّ هذا قد يعرّضهم للخطر".

وأضاف: "ندرك أيضاً أنّ لدينا مهمة في غاية الأهمية هي ضمان أن نبقى أوفياء لهم، وأن نقوم بما هو ضروري لضمان حمايتهم وإن تطلّب الأمر إخراجهم من البلاد في حال رغبوا بذلك".

وفي تصريحات نشرت الخميس، قال ميلي إنّ وزارة الخارجية الأميركية ستتولّى ترتيب انتقال المترجمين وغيرهم ممّن عملوا مع القوات الأميركية، إلى الولايات المتحدة، وسط مخاوف من استهدافهم. وأضاف أن "هناك خططاً قيد الإعداد بسرعة كبيرة جداً".

وينتظر نحو 18 ألف مترجم أفغاني وجندي، وغيرهم ممن شاركوا في دعم القوات الأميركية، اتخاذ قرارات بشأن منحهم تأشيرات هجرة إلى الولايات المتحدة، وهو عمل قد يستغرق أكثر من عامين وفق أعضاء في الكونغرس.

وعمل كثيرون من هؤلاء في الميدان لمساعدة القوات الأميركية في حربها ضدّ طالبان والقاعدة وداعش، الذين يعارضون حكومة كابول.

وأعرب قدامى الجنود الأميركيين الذين شاركوا في الحرب الأفغانية إضافة إلى أعضاء في الكونغرس عن قلقهم العميق؛ لأن الحكومة الأميركية لا تبذل الجهد الكافي لإخراج هؤلاء الأفغان من بلدهم، مع اقتراب المهلة النهائية التي حدّدها الرئيس جو بايدن لسحب جميع القوات الأميركية.

ومع غرق وزارة الخارجية في عمل مضنٍ لإصدار التأشيرات، ذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ بعض هؤلاء قد ينقلون بشكل مؤقّت إلى دول أخرى في البداية أو إلى منطقة غوام الأميركية.

"بعد فوات الأوان"

ونقلت وكالة بلومبرغ، منتصف الشهر الماضي، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وخارجها، أن جهود التخطيط لمساعدة الأفغان الذين عملوا مع الأميركيين، بدأت "بعد فوات الأوان". كما أن فيروس كورونا المستجد يطرح تحدياً إضافياً، ما يصعّب على دول أخرى التفكير في قبول لاجئين محتملين.

وأفادت "بلومبرغ" بأن مساعدين لشؤون الأمن القومي في البيت الأبيض عقدوا اجتماعات لتبادل أفكار ومناقشة إجلاء آلاف الأفغان، إلى دولة ثالثة، حيث يمكن معالجة وضعهم ونقلهم إلى الولايات المتحدة.

وأضافت الوكالة أن أكبر مصدر قلق بالنسبة إلى المسؤولين الأميركيين يتمثل في أن مواطنين أفغاناً، أدّوا دوراً لا يُقدّر بثمن في خدمة القوات الأميركية، والمتعاقدين معها، مثل المترجمين والمستشارين والمساعدين في المكاتب والسائقين، سيشكّلون سريعاً هدفاً لقوات "طالبان"، لا سيّما إذا واصلت الحركة سيطرتها على مناطق جديدة، وتقدّمها إلى كابول.

 وقد تتضمّن السيناريوهات الأكثر احتمالاً بالنسبة إلى واشنطن، إخراج الأفغان من خلال برنامج لتأشيرات الهجرة الخاصة، والسماح للمترجمين الأفغان بالسعي إلى نيل وضع لاجئ، وفقاً لـ"بلومبرغ".

وأضافت بلومبرغ أن البيت الأبيض سيقدّم قريباً خيارات في هذا الصدد، لمدافعين عن الأفغان وأعضاء في الكونغرس، في ظلّ صمت يلتزمه بايدن، الذي تعهد بالانسحاب من أفغانستان، بعد 20 سنة على غزوها.

شبح سايغون

وإضافة إلى منع مأساة إنسانية، تريد وزارة الدفاع الأميركية وإدارة بايدن تجنّب استحضار صورة لا تُمحى عن انسحاب الولايات المتحدة من حرب فيتنام: طابور طويل من أفراد يسعون إلى مغادرة البلاد، يتجمّعون على سطح مبنى في سايغون، في انتظار ركوب مروحية.

واعتبرت "بلومبرغ" أن هذه الصورة، التي التُقطت في أبريل 1975، شكّلت رمزاً لهزيمة واشنطن، خلال حرب دامت أيضاً نحو عقدين.

ونقلت الوكالة عن جيمس ميرفالديس، من منظمة No One Left Behind التي لا تبغي الربح، وتساعد في إعادة توطين أفراد، قوله إن نحو 35 ألف أفغاني يستوفون المتطلبات القانونية لبرنامج "تأشيرة الهجرة الخاصة"، لافتاً إلى أن العدد يشمل نحو 9 آلاف شخص، عملوا بشكل مباشر مع الجيش الأميركي، إضافة إلى زوجاتهم وأبنائهم.

وذكرت "بلومبرغ" أن ثمة مسؤولين في البيت الأبيض يتعاملون مع هذه المعضلة الإنسانية، بينهم نائبا مستشاري الأمن القومي، روس ترافيرز وجون فينر، والمساعدان في مجلس الأمن القومي كريستين ستولت وكاتي توبين.

وأشارت الوكالة إلى تحدٍّ تواجهه الإدارة، يتمثل في أن السفارة الأميركية في كابول تعاني نقصاً في الموظفين، فيما أن المتعاقدين مع وزارة الدفاع، الذين يتعاملون عادة مع الطلبات، إما غادروا أفغانستان في إطار الانسحاب الأميركي، وإما يستعدّون لذلك.