"عفاريت نجيب محفوظ" تعود في معرض فني

time reading iconدقائق القراءة - 5
لوحة فنية من معرض "نجيب محفوظ – ألف ليلة وليلة" للفنانة التشكيلية إكرام عمر - الشرق
لوحة فنية من معرض "نجيب محفوظ – ألف ليلة وليلة" للفنانة التشكيلية إكرام عمر - الشرق
القاهرة-أماني السيد

بعد غياب 18 عاماً، تعود الفنانة التشكيلية إكرام عمر إلى ساحة الفن، بمعرض "نجيب محفوظ وألف ليلة وليلة"، والذي يتواصل حتى 29 ديسمبر الجاري في صالة العرض "خان المغربي"، في العاصمة المصرية القاهرة. 

وعبّرت إكرام عمر في حديث لـ"الشرق"، عن سعادتها بإقامة المعرض بعد فترة انقطاع طويلة، أرجعته إلى "الاهتمام بأعمال ومعارض زوجها الفنان الراحل ممدوح عمار"، إلّا أنها أشارت إلى أن تنظيم المعرض الأخير جاء برغبة من ابنها وزوجته، التي قامت بفرز الأعمال وإجراء الترتيبات اللازمة، لظهوره بالشكل اللائق.

"عفاريت ألف ليلة وليلة"

آخر معارض إكرام عمر كان في عام 2001، تحت عنوان "35 عاماً تصوير نسجي"، ولكنها شعرت بعدها بضرورة الدخول فى تجربة إبداعية جديدة ومختلفة، إذ قالت: "حينها كنت أقرأ رواية (ليالي ألف ليلة وليلة) للروائي العالمي نجيب محفوظ، ثم تساءلت: ما النقاط التي شعرت بالإلهام لتنفيذها بطريقة فنية مميزة؟ وذلك بعدما تبادر في ذهني سؤال آخر: ما النقاط التي أوحت لمحفوظ بكتابة الرواية، فكانت محاولات الإجابة هي تيمات المعرض".

وعقدت رائدة التصوير النسجي في الوطن العربي، مقارنة بين النص الأصلي الأسطوري، وبين رواية نجيب محفوظ "ليالي ألف ليلة"، مع تدوين المفارقات والملاحظات المهمة لرواية محفوظ في مفكرة، وتوضح: "عفاريت محفوظ مختلفة تماماً عن ألف ليلة وليلة".

واستطاعت إكرام بسلاسة استخلاص الرموز المميزة لها ورسمها بطريقة التصوير النسجي، مثل العفاريت بأشكالها وأوصافها المختلفة، وطائر الرخ وغضبه من السندباد، وشملول الأحدب مُهرّج السلطان شهريار، واستوحت من الرواية لوحة بعنوان "مقام العبادة والدم"، وتفسر اختيار الاسم بأنه يتلائم مع التناقض في المشاعر الذي برع محفوظ في التعبير عنه.

فن القصاقيص

وعبّرت إكرام عن ندمها لمصادفة لقاء كاتبها المفضل (نجيب محفوظ) بشكل يومي من دون أن تجرؤ على الحديث معه، وقالت: "كنت أراه يومياً في النادي خلال ممارسة الرياضة صباحاً ولكن لم أستطع قطع خلاءه بنفسه وإبداء رغبتي في الحديث معه، وعندما بدأت العمل على الرواية في عام 2001 كان ما زال حياً ولكنني لم أكن قد انتهيت من العمل على المشروع بعد، لهذا تراجعت عن محادثته".

بدأت إكرام عمر، رحلتها مع القصاقيص منذ طفولتها، حتى أنها كانت تُلقب بـ"قصقوصة"، ونما حب القماش والألوان والمقص لديها، في مسيرة توجت بحصولها على لقب "رائدة فن التصوير النسجي" في الوطن العربي.

وتروي"إكرام" ذكريات بداية تنفيذها لفن التصوير النسجي، قائلة: "بعد عودتي إلى مصر في عام 1967، ومع الوضع الاقتصادي حينها، اضطررت للعمل ومساندة زوجي، ورفضت العمل معه في كلية للفنون الجميلة، وفضلت العمل مع الأطفال بدلاً من الكبار، وكان ذلك من خلال العمل مدرسة تربية فنية بإحدى المدارس". 

هكذا، أضحت تلك التجربة الجديدة ملهمة لها لابتكار التكنيك الخاص بها في الرسم، "التصوير النسجي"، الذي تعود تسميته بهذا الاسم إلى الفنان الراحل حسين بيكار، الذي شاهد أولى أعمالها من الرسم على القماش باستخدام قماش أسود وشاش طبي، وبعد 4 أعوام، شجعها على إقامة معرضها الأول، وكان ذلك في عام 1979.

وكشفت "إكرام" لـ"الشرق" أن "اللوحة الواحدة ربما تستغرق شهراً كاملاً،"، لافتة إلى أنها تعتبر ما تقوم به
"فناً صعباً مقارنة بالفنون الأخرى".

جائحة كورونا "الملهمة"

تعتبر عبير خليل، زوجة زياد (نجل الفنانة إكرام عمر)، بمثابة الجندي المجهول الذي يقف خلف إعادة الأخيرة للساحة الفنية من جديد، بعد رحلة دامت 4 أشهر استطاعت خلالها فرز وتوثيق الأعمال الفنية الخاصة بممدوح عمار وإكرام عمر في منزلهما القديم بمنطقة المنصورية. 

وتقول "عبير" لـ"الشرق": "شكّلت فترة الإغلاق خلال جائحة كورونا، فرصة مناسبة لي لتنفيذ مشروعي المتعلق بالأجداد وترابطهم مع الجيل الجديد".

خصصت "عبير" غرفة كاملة لأعمال إكرام عمر، ضمّت أعمالها للأزياء، والأعمال اليدوية، وأزياء فرعونية، وعدد هائل من الأعمال اليدوية المستوحاة من كتابات نجيب محفوظ.

وقالت لـ"الشرق": "بدأت في جمع كل قصاصة بخط اليد أو صورة لهما أو عمل فني وكذلك الاستكتشات السريعة، وعندما رأيت كل هذه الأعمال قررت أنه يجب أن تخرج إلى النور، وكانت الفرصة بالتزامن مع ذكرى ميلاد نجيب محفوظ (11 ديسمبر)، كاتبها المفضل".