
تبادلت فرنسا وبريطانيا الاتهامات بعد غرق زورق للمهاجرين في بحر المانش، الأربعاء، كان يقل 34 شخصاً لقي 27 منهم حتفهم غرقاً، في حادثة وصفتها منظمة الهجرة الدولية بأنها "أكبر خسارة للحياة" في بحر المانش منذ بدء تسجيل البيانات في 2014، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقالت "الجارديان" إن الرئيس الفرنسي إيمانيويل ماكرون أكد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مساء الأربعاء، أن "المسؤولية مشتركة" بين فرنسا وبريطانيا، وأنه يتوقع تعاوناً كاملاً من بريطانيا في الأزمة، وأن الموقف "لن يستخدم لأغراض سياسية"، بحسب الإليزية.
ودعا ماكرون إلى اجتماع أوروبي طارئ وزيادة التمويل لوكالة حراسة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، ومن المقرر أن تعقد الحكومة الفرنسية اجتماعاً طارئاً الخميس لمناقشة خطواتها المقبلة.
وشدد ماكرون على أن "فرنسا لن تدع القناة تتحول إلى مقبرة".
جهود فرنسية "غير كافية"
وجدد رئيس الوزراء البريطاني، بحسب الصحيفة، دعوته فرنسا إلى الاتفاق على دوريات شرطية مشتركة على امتداد القناة الإنجليزية، وقال إن واقعة الأربعاء، أبرزت أن الجهود الفرنسية في حراسة شواطئهم "غير كافية".
وقال جونسون: "لدينا صعوبة في إقناع بعض شركائنا، وخاصة الفرنسيين، بالقيام بالأمور بالطريقة التي نظن أنها تستحقها. أتفهم الصعوبات التي تواجهها الدول ولكن ما نريده هو أن نضاعف الجهود معاً، وهذا هو العرض الذي نقدمه لهم".
وقاومت فرنسا سابقاً جهوداً بريطانية لإرسال الشرطة وحرس الحدود لزيادة دوريات الشرطة وسط مخاوف حيال السيادة الوطنية.
فرنسا تطلب إصلاحات
من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الخميس، لإذاعة "آر.تي.إل"، إن الناجين من غرق المركب في القناة الإنجليزية، الأربعاء، يحاولون عبورها وبينهم مواطنون عراقيون وصوماليون، حسبما ذكرت "رويترز".
وأضاف أن سوق العمل الإنجليزي يجذب هؤلاء المهاجرين، وأن دولاً مثل المملكة المتحدة وألمانيا وبلجيكا يمكنها فعل المزيد لمساعدة فرنسا على معالجة أزمة الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر.
وألقى باللوم على المملكة المتحدة، قائلاً إن هناك "تعاملاً سيئاً مع قضية الهجرة في المملكة المتحدة"، وإن عليها إصلاح سوق العمل لديها، وذلك من شأنه أن يحسّن من أزمة الهجرة غير المشروعة.
لا مسار آمناً للجوء
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن توفير مسار آمن للمهاجرين لطلب اللجوء من فرنسا سيزيد فقط مع عامل الجذب ويشجع المزيد من الناس على القيام برحلة محفوفة بالمخاطر.
وأضاف رداً على سؤال حول ما إذا كانت المملكة المتحدة تفكر في توفير طريق آمن لطلب اللجوء للمهاجرين القادمين من فرنسا إن "علينا معالجة مسألة الهجرة من المنبع وقبل أن تصل إلى الجانب الفرنسي".
وأضاف أن منطلقاً كهذا من شأنه فقط أن "يخلق عامل جذب إضافي إلى الإقليم، حيث تقوم العصابات الإجرامية باستغلال الناس وجرهم إلى تلك المحاولات الخطرة، وهذا هو بالضبط ما نريد تجنبه".
تحرك بريطاني
من جهته، ذكر وزير الهجرة البريطاني كيفن فوستر أن وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل ستتحدث إلى نظيرها الفرنسي، الخميس.
وشدد على أن بريطانيا عازمة على "سحق تجارة تهريب البشر".
وقال فوستر لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "نحن على استعداد لتقديم الدعم على الأرض، وعلى أتم استعداد لتقديم الموارد... نحن حرفيا على أتم استعداد... لمساعدة السلطات
الفرنسية".
وأضاف "إننا واضحون.. لا ننظر لها على أنها مشكلة يتعين على فرنسا التعامل معها بل مشكلة نريد أن نعمل مع فرنسا وشركائنا الأوروبيين... للقضاء على عمل هذه العصابات".