الرياضة أثناء الحمل تعزز وظائف الجهاز التنفسي للأطفال

time reading iconدقائق القراءة - 4
امرأة حامل تمارس تمارين رياضية خفيفة. - مايو كلينيك
امرأة حامل تمارس تمارين رياضية خفيفة. - مايو كلينيك
القاهرة -محمد منصور

وجد باحثون، في دراسة جديدة قُدمت في المؤتمر الدولي الافتراضي لجمعية الجهاز التنفسي الأوروبية، الأحد، أن ممارسة الرياضة أثناء الحمل ليست مفيدة فقط للأمهات، بل للأطفال أيضاً.

وأُجريت الدراسة على 814 طفلاً، إذ أظهر الباحثون لأول مرة وجود صلة بين وظائف الرئة السفلية عند الأطفال حديثي الولادة لأمهات غير نشيطات بدنياً، بالمقارنة مع أولئك الذين وُلدوا من أمهات نشيطات.

ووجد الباحثون أن الأطفال المولودين لأمهات غير نشيطات كانوا أكثر عرضة للانتماء إلى المجموعة ذات وظائف الرئة الأدنى، مقارنة بالأطفال المولودين لأمهات نشيطات.

ومن بين 290 طفلاً لأمهات غير نشيطات، كان ما نسبته 8.6% في المجموعة ذات وظائف الرئة الأدنى، في حين كان 4.2% من 524 طفلاً لأمهات نشيطات في هذه المجموعة، ما يجعل إجمالي 47 طفلاً فقط من إجمالي 814 طفلاً، يعانون ضعفاً في وظائف الرئة، في حين كان متوسط ​​وظائف الرئة أعلى قليلاً بين أطفال الأمهات النشيطات مقابل الأمهات غير النشيطات.

وأظهرت الدراسات السابقة أن الأفراد الذين يعانون ضعفاً في وظائف الرئة خلال مرحلة الطفولة، لديهم مخاطر أعلى للإصابة بالربو ومرض الرئة الانسدادي ووظائف الرئة المنخفضة في وقت لاحق من الحياة.

لذلك، من المهم استكشاف العوامل التي يمكن أن ترتبط بوظيفة الرئة عند الرضع. وفي حال قلل النشاط البدني أثناء الحمل من مخاطر ضعف وظائف الرئة عند الرضيع، فسيمثل ذلك الاكتشاف طريقة بسيطة ومنخفضة التكلفة لتحسين صحة الجهاز التنفسي للأطفال.

وأكد الباحثون ضرورة تقديم المشورة للنساء الحوامل وفي سن الإنجاب بشأن النشاط البدني. 

عوامل أخرى

وأشارت الدراسة إلى أنه قد تكون هناك عوامل تؤثر على النشاط البدني للأم ووظيفة الرئة عند الأطفال، والتي لم يأخذها الباحثون في الحسبان، ويمكن أن تؤثر على النتائج ولذا هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

وقيّم الباحثون بيانات 814 طفلاً أصحاء وُلدوا لنساء في أوسلو وستوكهولم، ممن كانوا جزءاً من مجموعة أكبر مسجلة في دراسة الوقاية من التهاب الجلد التحسسي والحساسية عند الأطفال في الفترة بين ديسمبر من عام 2014 وأكتوبر من عام 2016.

وطلب الباحثون من النساء إكمال الاستبيانات في حوالي 18 و34 أسبوعاً من الحمل حول صحتهن ونمط حياتهن والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتغذية. 

وأبلغت النساء عن عدد المرات التي مارسن فيها الرياضة، فضلاً عن المدد الزمنية ومدى شدة التمارين عند 18 أسبوعاً، ثم تم تصنيفهن على أنهن غير نشيطات أو نشيطات إلى حد ما أو نشيطات للغاية.

وأُجريت قياسات وظائف الرئة عندما كان عمر الرضع نحو ثلاثة أشهر، وتم تقييمها عن طريق قياس التنفس الطبيعي للرضع الهادئ واليقظ عن طريق وضع قناع للوجه على أنف وفم الطفل وتسجيل تدفق وحجم الهواء الذي يتم استنشاقه للداخل والخارج، كما تم إرفاق القناع بأجهزة القياس.

وسيتابع الباحثون الأطفال أثناء نموهم ليروا كيف تتطور وظائف الرئة وما علاقتها بتطور أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو، إذ يأملون في استكشاف العلاقة بين النشاط البدني للأم والربو والحساسية وغيرها من الأمراض غير المعدية مستقبلاً.