أعربت الخارجية الصينية، السبت، عن رفضها لما وصفته بـ"تدخلات سيئة النية" في شؤون دول "آسيان"، معتبرة أن "بعض الدول الكبرى تحاول تأجيج المواجهات في آسيا".
وشاركت الولايات المتحدة، السبت، في الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية الدول الـ26 المشاركة في منتدى آسيان الإقليمي (منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا)، كما شارك الاتحاد الأوروبي في الاجتماع الوزاري للدورة الـ28 لمنتدى "آسيان" الإقليمي المعروف اختصاراً باسم ARF والذي تستضيفه بروناي الرئيس الحالي لمنظمة "آسيان".
وتضم منظمة "آسيان" 10 دول في جنوب شرق آسيا، هي إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وفيتنام وتايلاند وماينمار ولاوس وكمبوديا وبروناي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينج، للصحافيين، إن "بعض الدول الكبرى غير الإقليمية تحاول اتباع استراتيجية جديدة تتمثل في تأجيج المواجهات بين الدول والتكتلات الآسيوية".
وأضافت: "هذا خطير جداً، ويجب أن يحافظ كيان (آسيان) على دوره في الحفاظ على الاستقرار العام في المنطقة، فالتدخلات الخارجية سيئة النية من القوى الخارجية غير مرحب بها".
وأعربت المتحدثة الصينية عن استعداد بلادها لـ"العمل مع (آسيان) في صياغة نموذج جديد للتعاون وبطريقة أكثر شمولية"، مشيرة إلى أن المنتدى ليس "منصةً مناسبة للنقاش والحوار حول قضية بحر الصين الجنوبي"، ولفتت إلى أن هناك "بعض الدول الإقليمية سعت إلى تشويه صورة الصين بلا أساس".
وأشارت إلى أن "الوضع العام في بحر الصين الجنوبي مستقر في ظل استمرار حرية الملاحة والتحليق بشكل قانوني"، موضحة أن ذلك جاء "بسبب الجهود المشتركة التي تقوم بها الصين بجانب دول منتدى (آسيان)".
وأضافت، أن "بعض الدول غير الإقليمية هي من أثارت المشاكل، وأرسلت وبشكل تعسفي سفناً عسكرية وطائرات متطورة إلى بحر الصين الجنوبي في رسالة استفزازية، محاولة أيضاً التفريق في وجهات النظر بين الدول المعنية".
المخاوف الأميركية
كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أعرب، الجمعة، عن قلق بلاده العميق "من النمو المتسارع لترسانة الصين النووية"، مشدداً على "أهمية الديمقراطية والشفافية والمساءلة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وتسعى واشنطن التي تواجه نفوذاً صينياً متزايداً إلى إظهار اهتمامها بدول شرق آسيا وحفاظها على التزاماتها تجاهها، ومعالجة قضية ميانمار التي تحظى حكومتها العسكرية بدعم بكين.
وفي السنوات الأخيرة لم يشارك وزراء الخارجية الأميركية في اجتماعات منظمة "آسيان" واكتفت واشنطن بإرسال دبلوماسي ينوب عنه، لكن توسع نفوذ بكين أجبرها على إظهار اهتمام أكبر بدول الإقليم وظهر ذلك من خلال مشاركة بلينكن.
وتدّعي الصين سيادتها على مساحات شاسعة من بحر الصين الجنوبي، وأقامت نقاطاً عسكرية على جزر صناعية في المياه الغنية بحقول الغاز ومصايد الأسماك، إلا أن دولاً عدة مطلة على البحر مثل الفلبين وماليزيا وبروناي وفيتنام، تعارض بعض المطالب الصينية في هذا البحر الذي يشكل معبراً رئيسياً في التجارة العالمية.
وتخوض الولايات المتحدة والصين صراعاً على النفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خصوصاً في بحر الصين الجنوبي وحول جزيرة تايوان.
وفي استعراض للقوة ضد المطالب الصينية، تنفذ البحرية الأميركية بانتظام ما يسمى "عمليات حرية الملاحة" عبر تسيير سفن قرب بعض الجزر المتنازع عليها في المياه، فيما تعترض الصين على المهام الأميركية، وتقول إنها "لا تساعد فى توطيد السلام أو الاستقرار".
ووضعت واشنطن المواجهة مع بكين في صميم سياستها للأمن القومي، وتسعى جاهدة إلى حشد شركاء في مواجهة ما تقول إنها سياسات سيطرة صينية بالقوة القسرية على صعيد السياسات الاقتصادية والخارجية.
اقرأ أيضاً: