طلب البرلمان الأوروبي من الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، إدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء لـ"المنظمات الإرهابية".
وقال مدير الاتصال في البرلمان الأوروبي خاومي دوش في تصريح لـ"الشرق"، إن البرلمان الأوروبي تبنى التقرير السنوي بشأن السياسة الخارجية الأوروبية، وتم اعتماد التعديل الذي قدمته مجموعة "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين" (ECR) بأغلبية كبيرة، والذي يدعو إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة "المنظمات الإرهابية".
وينص التعديل الجديد على إدانة "القمع الوحشي لإيران، بما في ذلك الحرس الثوري، على التظاهرات التي أعقبت وفاة مهسا أميني، بعد اعتقالها العنيف وسوء معاملتها من قبل شرطة الأخلاق".
ودعا هذا التعديل الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الاتحاد الأوروبي لـ"المنظمات الإرهابية"، بسبب "نشاطه الإرهابي، وقمع المحتجين، وتزويد روسيا بطائرات مسيرة"، وفق ما ذكر خاومي دوش.
والاثنين، تجمّع حوالى 12 ألف شخص من كل أنحاء أوروبا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، للمطالبة بإدراج الحرس الثوري على هذه القائمة السوداء، كما فعلت الولايات المتحدة.
وتلقى المتظاهرون دعماً من رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، التي جاءت للقائهم. وجددت ميتسولا دعوة البرلمان للمجتمع الدولي من أجل "الرد بقوة على النظام الإيراني"، و"تحميل المسؤولية الكاملة للمسؤولين على عمليات القتل"، وفق ما أفاد خاومي دوش.
دعوة إلى "رد أوروبي قوي"
وقال خاومي دوش لـ"الشرق"، إن البرلمان الأوروبي "يجدد دعمه للتظاهرات السلمية في جميع أنحاء إيران، احتجاجاً على قتل مهسا أميني، والقمع الممنهج والمتزايد للمرأة، والانتهاكات الجسيمة والجماعية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية".
وأشار إلى أن البرلمان "يشعر بالفزع من الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة، من قبل الشرطة وقوات الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين السلميين"، ويدعو إلى "رد قوي من الاتحاد الأوروبي على تورط إيران في الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا".
وذكر دوش أن البرلمان الأوروبي سيصوت، الخميس، على قرار بشأن الرد الأوروبي على "قمع التظاهرات، والإعدامات في إيران".
من جهته، قال المفوض الأوروبي للعدالة ديدييه رايندرز، الثلاثاء، خلال مناقشة في البرلمان: "أنا أضمن أن كل الخيارات التي تسمح للاتحاد الأوروبي بالرد على الأحداث في إيران ستبقى مطروحة على الطاولة".
والنص الذي سيطرح للتصويت أكثر اكتمالاً من النص الذي اعتمد الأربعاء، ويشير خصوصاً إلى إدراج "فيلق القدس" و"قوات الباسيج" التابعة للحرس الثوري على القائمة السوداء، وفق وكالة "فرانس برس".
ويحظر النص أيضاً "أي نشاط اقتصادي أو مالي" مع الحرس الثوري، مع الأخذ في الاعتبار دوره في الاقتصاد الإيراني، من خلال شركات يسيطر عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.
المفوضية الأوروبية تدعم تصنيف الحرس الثوري
والثلاثاء، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تأييدها إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة "المنظمات الإرهابية"، للرد على "انتهاك" حقوق الإنسان الأساسية في إيران.
وقالت فون دير لاين للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري، إن "رد فعل النظام الإيراني على الاحتجاجات المستمرة منذ 3 أشهر فظيع ومروع، وهم ينتهكون حقوق الإنسان الأساسية".
وأضافت: "يجب أن ننظر بالفعل في فرض جولة جديدة من العقوبات"، معربةً عن تأييدها "إدراج الحرس الثوري (في قائمة المنظمات الإرهابية)"، وأضافت: "لقد سمعت العديد من الوزراء يطلبون ذلك، وأعتقد أنهم على حق".
بدوره، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي، إن الحرس الثوري الإيراني مدرج بالفعل على "قائمة أغلظ" لعقوبات حقوق الإنسان، ولكن "باب النقاش مفتوح" بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، لإدراجه على "قائمة المنظمات الإرهابية".
وأضاف بيلستروم في مقابلة مع "رويترز": "أتفهم أن كلمة إرهاب تثير كثيراً من العواطف، ولكن من منظور قانوني، قائمة العقوبات الأخرى التي تعاقب كيانات وأفراداً في إيران، تعد أكثر غلظة".