أعلن وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة، الأحد، استعادة بلاده الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بعد يوم واحد من تسليمها للولايات المتحدة بهدف فحصها جنائياً، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية "الأناضول".
وأضاف في تصريح للوكالة التركية، أن السلطات تحققت من الرصاصة بعد تسلمها.
ويأتي التصريح بعد ساعات من إعلان النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب، السبت، تسليم الرصاصة التي قتلت الصحافية إلى مسؤولين أميركيين، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية حصلت على ضمانات من الأميركيين، بأنه "لن يتم الاطلاع على المقذوف إلا من قبل الخبراء الأميركيين".
وفي وقت سابق، الأحد، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف أن "خبراء إسرائيليين" سيفحصون الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة، موضحاً لإذاعة الجيش أن "الاختبار لن يكون أميركياً.. سيكون إسرائيلياً بوجود أميركي، ونحن بانتظار النتائج، إذا كنا نحن من قتلها، سنتحمل المسؤولية وسنأسف لذلك"، وفقاً لما نقلته "فرانس برس".
ورد مسؤول فلسطيني في تصريح لوكالة "فرانس برس" طالباً عدم كشف هويته، بالقول إن "التعليق الإسرائيلي أثار تساؤلات حول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية يمكن أن تثق بالأميركيين".
وكانت مصادر فلسطينية قالت لوكالة "فرانس برس"، إن فحص الرصاصة سيتم "في السفارة الأميركية بالقدس بأيدي خبراء حضروا من الولايات المتحدة".
وقُتِلت أبو عاقلة التي كانت تعمل لدى قناة "الجزيرة" منذ 25 عاماً، في 11 مايو الماضي إثر إصابتها برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية عند أطراف مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وأعلن النائب العام الفلسطيني عقب تحقيق أجرته النيابة العامة الفلسطينية، أن الرصاصة التي أودت بحياة شيرين أُطلِقت من سلاح للجيش الإسرائيلي.
وحسب نتائج التحقيق الفلسطيني، فإن شيرين أبو عاقلة قُتِلت برصاصة عيار 5,56 ملم أُطلِقت من سلاح من نوع "روجر ميني 14".
وتطالب السلطة الفلسطينية، إسرائيل، بتسليم السلاح الذي استخدم في عملية استهداف أبو عاقلة، فيما اتهمت قناة "الجزيرة" الجيش الإسرائيلي بتعمد استهدافها، في حين قال الأخير في بيان، إنه يتم التحقيق في إمكانية تعرض صحافيين لإطلاق نار، زاعماً أن مصدره "قد يكون مسلحين فلسطينيين".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه لم يتضح ما إذا كانت أبو عاقلة قُتِلت برصاص أحد عناصره، مشدّداً على وجوب أن يجري تحقيقه الخاص.
ونددت دول عربية وغربية بقتل الجيش الإسرائيلي أبو عاقلة، فيما دعت منظمات دولية إلى التحقيق في الجريمة من قبل المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها "جريمة حرب محتملة".
وفي يونيو الماضي، طلب أكثر من 20 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي في رسالة وجهوها إلى الرئيس جو بايدن، التدخل مباشرة في تحقيقات قتل شيرين أبو عاقلة، نظراً لـ"عدم إحراز تقدم في قيام تحقيق شفاف ومستقل".