شنّت مقاتلات إسرائيلية غارات عدة على قطاع غزة، صباح الخميس، استهدفت من خلالها مواقع عسكرية تابعة لحركة "حماس" وسط القطاع وفي رفح، فيما أعلنت فصائل مسلحة الرد بـ"رشقات صاروخية".

وهزت انفجارات قوية المباني وأضاءت ظلمة الليل في سماء غزة بينما دوت صفارات الإنذار من جديد في مناطق إسرائيلية حول القطاع للتحذير من قدوم مزيد من الصواريخ قبل فجر الخميس.

وبحسب وكالة "وفا" الفلسطينية، فإن الطائرات الإسرائيلية استهدفت موقعاً وسط قطاع غزة بـ3 صواريخ، "ما أدى إلى تدميره واشتعال النيران بداخله وإلحاق أضرار مادية في بعض منازل وممتلكات المواطنين المحاذية له".

كما قصفت الطائرات الإسرائيلية، بحسب الوكالة، موقعاً في منطقة الشيخ عجلين جنوب غربي مدينة غزة، مشيرةً إلى أن القصف "أدى إلى خسائر مادية في المكان المستهدف، دون أن يسجل وقوع إصابات في صفوف المواطنين".

وأضافت الوكالة أن عمليات قصف أخرى شنتها الطائرات الإسرائيلية استهدفت موقعاً شمالي بلدة بيت لاهيا، وأراض زراعية شمال ووسط قطاع غزة.

"موقع إنتاج الصواريخ"

و️قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فجر الخميس، إن"طائرات حربية أغارت على موقع لتخزين المواد الخام التي تستخدمها حماس في إنتاج الصواريخ وسط قطاع غزة".

وأضاف المتحدث أن ذلك "يأتي رداً على إطلاق الصاروخ في وقت سابق الليلة الماضية، حماس تتحمل مسؤولية كل ما يحدث من غزة".

ووفق مصادر أمنية محلية وشهود، فإن الغارات الأولى التي شنتها إسرائيل ولا تقل عن 7 استهدفت مركز تدريب لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. ويقع المركز في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

واستهدفت جولة ثانية من غارات الجيش الإسرائيلي مركز تدريب آخر لكتائب القسام جنوب غربي مدينة غزة، وفق مصادر أمنية محلية.

رد صاروخي

وأفادت وكالة "فرانس برس" بأنه بعد الغارات الإسرائيلية، تم إطلاق مجموعة جديدة من الصواريخ من غزة، حيث سُمعت أصوات انفجارات في القطاع قرابة الساعة 3:15 صباحاً.

وبعد الغارة الجوية الإسرائيليى الأولى، شاهد مراسل الوكالة صاروخين يُطلقان باتجاه إسرائيل من القطاع، كما أفاد شهود عيان عن إطلاق صواريخ أخرى من مواقع مختلفة.

وأعلن الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اليسارية أنه أطلق "رشقات من الصواريخ" على إسرائيل في وقت مبكر الخميس، قائلاً إن ذلك يأتي "رداً على الضربات الجوية والعدوان المنهجي على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".

وأفادت صحيفة "معاريف" بأن الجيش الإسرائيلي "يفحص تقارير انطلاق صفارات الإنذار في المناطق المحاذية لقطاع غزة ومن المحتمل أن الإنذار بسبب صواريخ أرض جو".

من جهتها، قالت القناة الإسرائيلية "14"، إنه تم تفعيل جرس الإنذار في مستوطة "كفار عزة" بعدما تم رصد إطلاق صاروخ واحد من قطاع غزة.

توتر متصاعد

يأتي ذلك وسط توتر متصاعد بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال الأيام الماضية، عقب اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين، وما تلاه من إطلاق صواريخ على إسرائيل، وغارات مضادة، وهجمات في الداخل الإسرائيلي أسقطت ضحايا.

وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الطرفين على التهدئة خلال زيارته للمنطقة الثلاثاء، إذ أعاد التأكيد على دعم واشنطن لحل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.

وظلت باربرا ليف كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين المعنية بشؤون الشرق الأوسط، وهادي عمرو الممثل الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية في المنطقة لمواصلة محادثات التهدئة بين الجانبين.

وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن جفير في تغريدة على تويتر بعد إطلاق الصاروخ الأول من قطاع غزة الأربعاء، إنه سيمضي قدماً في خطط لجعل أوضاع الأسرى الفلسطينيين أكثر صعوبة.

وذكر بن جفير أنه طلب من مجلس الأمن المصغر الانعقاد وقال "إطلاق الصاروخ من غزة لن يمنعني من مواصلة الجهود لإلغاء الأوضاع التي يعيش فيها الإرهابيون القتلة والتي تشبه المخيمات الصيفية".

اقرأ أيضاً: