كييف وموسكو تتقاذفان كرة "الممرات الآمنة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
 أوكرانيون يغادرون مدينة إربين شمال غربي العاصمة كييف - 7 مارس 2022 - AFP
أوكرانيون يغادرون مدينة إربين شمال غربي العاصمة كييف - 7 مارس 2022 - AFP
كييف/لفيف-رويترز

أعلنت روسيا، الاثنين، أنها ستوفر "ممرات إنسانية" جديدة لنقل الأوكرانيين المحاصرين تحت قصفها إلى أراضيها وإلى حليفتها بيلاروسيا، في خطوة نددت بها كييف على الفور ووصفتها بأنها "عمل غير أخلاقي"، ليتحولّ هذ الملف إلى قضية إضافية تزيد الوضع بين الجانبين تعقيداً.

وبدأت الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية الأوكرانية الرامية إلى إيجاد تسوية للنزاع في أوكرانيا، الاثنين، في بيلاروسيا وتحديداً في بيلوفيشسكايا بوشا، المنتزه الوطني على الحدود مع بولندا، وفقاً لوكالات الأنباء الروسية والبيلاروسية.

ولم تسفر الجولتان السابقتان إلّا عن تعهدات بفتح طرق لإدخال المساعدات الإنسانية، وهو ما لم ينفذ بنجاح حتى الآن.

ويأتي إعلان روسيا عن فتح ممرات جديدة، بعد يومين من عدم الالتزام بوقف إطلاق النار للسماح للمدنيين بالفرار من مدينة ماريوبول المحاصرة، حيث بات مئات الآلاف الذين تقطعت بهم السبل بلا طعام ولا ماء، تحت قصف لا هوادة فيه.

ممرات وجسر جوي

وزارة الدفاع الروسية، أعلنت أن "الممرات" الجديدة ستكون بين العاصمة كييف ومدينتي خاركوف وسومي الشرقيتين بالإضافة إلى ماريوبول.

ووفقاً لخرائط نشرتها وكالة الإعلام الروسية، فإن الممر الذي سيُفتح من كييف، سيؤدي إلى بيلاروسيا، بينما سيتم توجيه المدنيين من خاركوف إلى روسيا. وقالت الوزارة إن موسكو ستوفر أيضاً جسراً جوياً من كييف إلى الأراضي الروسية.

وأضافت الوزارة أن "محاولات الجانب الأوكراني خداع روسيا والعالم بأسره.. غير مجدية هذه المرة".

"خطوة غير أخلاقية"

المتحدث باسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصف هذه الخطوة بأنها "غير أخلاقية بتاتاً" وقال إن "روسيا تحاول استغلال معاناة الناس في مشهد تلفزيوني".

وقال المتحدث الأوكراني لرويترز: "إنهم مواطنون أوكرانيون ويجب أن يكون لهم الحق في الإجلاء إلى مناطق في أوكرانيا".

ويواجه الغزو الروسي انتقادات في مختلف أنحاء العالم، علماً أنه تسبب في فرار أكثر من 1.5 مليون أوكراني إلى الخارج.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين عمداً. وتصف الحملة التي بدأتها في 24 فبراير بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وإبعاد القادة الذين تصفهم بالنازيين الجدد، فيما تصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ذلك بأنه ذريعة واضحة لغزو أمة يبلغ تعدادها 44 مليون نسمة.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن القوات الروسية "بدأت في التجهيز لاقتحام كييف" وهي مدينة يزيد عدد سكانها على ثلاثة ملايين نسمة، وذلك بعد أيام من التقدم البطيء في زحفها الرئيسي ناحية الجنوب انطلاقاً من بيلاروسيا.

 دعوة لعبور آمن

من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى توفير عبور آمن للوصول إلى الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل ولا تصل إليهم مساعدات تنقذ أرواحهم في أنحاء أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن التقدم الروسي صوب كييف من الشمال لم يشهد جديداً منذ أيام، فقد تمكنت القوات الروسية من تحقيق المزيد من التقدم في الجنوب، كما تقدمت شرقاً وغرباً على ساحلي البحر الأسود وبحر آزوف.

عالقون تحت الأرض

في مدينة ماريوبول، ينام السكان في مخابئ تحت الأرض هرباً من قصف القوات الروسية المستمر منذ أكثر من ستة أيام، ما تسبب في قطع الأغذية والمياه والكهرباء والتدفئة عن المدينة.

وكان من المقرر أن يتم إجلاء نحو نصف سكان المدينة، الأحد، لكن هذا المسعى أخفق لليوم الثاني، بسبب انهيار خطة لوقف إطلاق النار، وإلقاء كل جانب مسؤولية القصف وإطلاق النار على الآخر.

واعترفت موسكو بسقوط نحو 500 جندي من قواتها في أوكرانيا، لكن كييف تصرّ على أن الحصيلة الحقيقية تصل إلى آلاف عدة.

تصنيفات