نائب البرهان لـ"الشرق": خارطة جدة لا تزال مطروحة.. وروسيا قدمت رؤية لحل النزاع

time reading iconدقائق القراءة - 6
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار - REUTERS
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار - REUTERS
دبي -الشرق

قال مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت، إن المجلس يسعى "بكل جدية" لوقف الصراع في البلاد، لافتاً إلى أن روسيا قدمت "رؤية" لإيجاد حل في السودان، ولكن لا توجد "مبادرة محددة"، مشيراً إلى أن خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة في محادثات جدة "لا تزال مطروحة".

وأضاف عقار في لقاء خاص مع تليفزيون "الشرق" خلال تواجده في سانت بطرسبرج حيث شارك في القمة الإفريقية الروسية التي استضافتها المدينة، أن السودان شارك بفعالية في القمة، مشيراً إلى أن هناك "تكامل اقتصادي، وعلاقات راسخة" مع روسيا.

وأشار عقار إلى أن روسيا قدمت "رؤية" تتبنى إيقاف النزاع في السودان، ولكن "لا توجد مبادرة روسية واضحة"، مضيفاً أن موسكو أبدت استعدادها لمساعدة الدول الأخرى والمنظمات الإقليمية ودعم المبادرات الأخرى، للمساهمة في إيجاد حل للنزاع.

وفي تعليق على شرط قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تغيير قيادات الجيش لحل الأزمة في البلاد، قال عقار، إن مواقف قائد الدعم السريع "مكررة وجزء من الدعاية"، معتبراً أنه "لا جديد" في مواقفه بشأن محادثات السلام.

واندلع الصراع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية، كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.

محادثات جدة

وفي تعليقه على محادثات جدة، قال عقار إن المحادثات "قدّمت ما لم تقدمه المبادرات الأخرى، خصوصاً بشأن الهدنة"، مشيراً إلى أنه يمكن تطويرها أو جمع المبادرات في منبر واحد "يأخذ في الحسبان مصالح جميع الدول الجوار التي لها مصالح في السودان".

وأضاف: "هناك خارطة طريق قدمتها الحكومة في جدة، وهي ما زالت مطروحة"، مشيراً إلى أنها تشمل أربعة محاور هي "وقف العدائيات ووقف إطلاق النار، والقضية الإنسانية، ودمج الدعم السريع في القوات المسلحة، وأخيراً العملية السياسة لإعادة هيكلة الدولة".

واعتبر عقار، أن المبادرات الداخلية المطروحة لحل الأزمة في السودان، هي "مبادرات مبعثرة وغير متماسكة"، لا تساهم في حل القضية.

وأكد أنهم لا يرفضون أي مبادرات إذا "كانت بالتنسيق مع السلطة القائمة"، لافتاً إلى أن "المكون المدني له دور هام، لكن الأهم والأولوية هي لوقف الحرب".

وفي تعقيب على تهديد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على الخرطوم، قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، إن "التهديد بفرض عقوبات لا يساهم في حل المشكلة"، مضيفاً: "نرفض منطق التهديد والتلويح بالعقوبات لإيجاد حل للأزمة".

الوضع الإنساني

وقال عقار إن مجلس السيادة يتعامل مع الوضع الإنساني في البلاد "بكل جدية ومسؤولية"، لافتاً إلى أن "هناك صعوبات تواجه عمل المنظمات الإنسانية بسبب الوضع الأمني". 

وأشار إلى أن الأرقام التي تطرح بشأن الوضع الإنساني وأعداد النازحين داخلياً "غير واقعية وليست دقيقة"، مؤكداً أن الحكومة تحاول بذل كافة الجهود لتقديم المساعدات للمنظمات الإنسانية.

واختتم نائب رئيس مجلس السيادة السوداني حديثه، بالقول: "نسعى بكل جدية لوقف الحرب والحل النهائي هو إنهاء الصراع".

الدعم السريع: نؤيد وقف الحرب

في المقابل، قال مصطفى محمد إبراهيم المستشار والقيادي في قوات الدعم السريع لـ"الشرق"، السبت، من العاصمة الخرطوم: "نحن نؤيد دائماً المواقف الداعية لوقف الحرب"، مؤكداً أن "الحرب لن تحل المشكلة السياسية في السودان".

وأضاف: "وفدنا وصل إلى جدة للتأكيد على الالتزام بمنطق الحوار"، متهماً من وصفهم بأنهم "أركان في النظام السابق"، بأنهم يديرون "الحرب القائمة في السودان".

وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو قال، الجمعة، إنه يمكن إيجاد "حل عاجل" للأزمة في البلاد والتوصل لاتفاق خلال 72 ساعة، بشرط تغيير قيادات الجيش السوداني.

وخلال كلمة بين مقاتليه في أول ظهور علني له منذ أشهر، قال حميدتي: "رسائلنا لإخواننا في القوات المسلحة، إذا أردتم الحل العاجل فغيروا هذه الطغمة الباغية، وغيروا هيئة القيادة الليلة، وخلال 72 ساعة ممكن نتوصل لاتفاق".

وأضاف في فيديو نشرته صفحة "الدعم السريع" على فيسبوك: "لسنا دعاة فتنة أو حرب ونريد السلام شرط تسليم البرهان وقيادات الجيش لأنفسهم"، في إشارة إلى قائد القوات المسلَّحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

تحرّكات أميركية

وأعلن السفير الأميركي لدى السودان جون جودفري، الجمعة، عودته إلى مدينة جدة لاستئناف الجهود المتعلقة بالأزمة في السودان، قائلاً: "يسعدني العودة إلى المملكة العربية السعودية للتشاور مع الشركاء بشأن الجهود المتعلقة بالسودان". 

وكانت السعودية والولايات المتحدة أعلنتا في الأول من يونيو الماضي تعليق محادثات جدة بين طرفي الصراع الدائر في السودان، بسبب "الانتهاكات الجسيمة" المتكررة لوقف إطلاق النار من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

لكن البلدين اللذين يسهلان المحادثات بين طرفي الصراع السوداني، أبديا استعدادهما لاستئناف المباحثات حال تنفيذ الطرفين "الخطوات اللازمة لبناء الثقة".

وقال الجيش السوداني، الخميس، إن وفده لمباحثات جدة عاد إلى البلاد، الأربعاء، للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى تم استئنافها بعد "تذليل المعوقات".

وتحاول قوات الدعم السريع السيطرة على الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الكبرى.

ومنذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل، يتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تشهد العاصمة معارك يومية على نحو ينذر بحرب أهلية طويلة الأمد، خصوصاً مع اندلاع صراع آخر بدوافع عرقية في إقليم دارفور غرب البلاد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات