انتهزت اليابان زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي للاحتجاج على تعزيز بكين نشاطها و"تغلغلها" في جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
تشهد العلاقات بين البلدين توتراً نتيجة نزاعات إقليمية وإرث الاستعمار الياباني في آسيا، قبل الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من تحسّن علاقاتهما في السنوات الأخيرة، تأتي زيارة وانغ في ظل مخاوف بشأن نفوذ متزايد لبكين في المنطقة.
وتعمل اليابان على تعزيز شراكات عسكرية واقتصادية مع دول في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة صعود الصين.
أجرى رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون محادثات قبل أيام مع رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، اتفقا خلالها على تكثيف شراكتهما العسكرية وتعاونهما لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ للتصدي لبكين.
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن الصين شكت من محاولة لتشكيل "حلف أطلسي آسيوي" لمواجهتها، بعد سعي اليابان وأستراليا والولايات المتحدة والهند إلى ضمّ دول جنوب شرقي آسيا وبلدان أخرى في المنطقة.
بحر الصين الشرقي
يتمحور الخلاف الإقليمي حول جزر في بحر الصين الشرقي تسيطر عليها اليابان وتسمّيها "سينكاكو"، فيما تطلق عليها الصين "دياويو". وكثفت سفن حرس السواحل الصينية نشاطها حول الجزر، رغم احتجاجات وتحذيرات وجّهتها السلطات اليابانية.
وقال أبرز أمناء الحكومة اليابانية كاتسونوبو كاتو، بعد لقائه وانغ يي، إن "الوضع خطير جداً". وأضاف أن الحكومة احتجت في وقت سابق، الأربعاء، بعدما دخلت سفن صينية منطقة متاخمة لليابان، خارج مياهها الإقليمية مباشرة، للمرة الـ306 هذا العام، حسبما أفادت "أسوشيتد برس".
وتابع: "أبلغت وانغ يي مخاوفنا بشأن نشاطات السفن الحكومية الصينية حول الجزر، وطالبت الصين باتخاذ خطوات إيجابية". ونقل عن وانغ قوله إن بكين تأمل إقامة علاقات إيجابية مع طوكيو وأداء أدوار بناءة في المنطقة.
علاقات مستقرة
كان وانغ أول مسؤول صيني بارز يلتقيه سوغا منذ تولّيه رئاسة الحكومة اليابانية في سبتمبر الماضي. وقال سوغا إن "وجود علاقات مستقرة بين البلدين مهم ليس فقط بالنسبة إلى اليابان والصين، بل أيضاً للمنطقة والمجتمع الدولي".
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن وانغ قوله إن الرئيس الصيني شي جين بينغ يريد بناء "علاقات عمل جيدة" مع رئيس الوزراء الياباني، مستشهداً برسالة وجّهها شي جين بينغ إلى سوغا. واعتبر أن العلاقات الثنائية "عادت أخيراً" إلى مسار تطوّر طبيعي.
وتطرّق وانغ إلى الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي، قائلاً: "آمل أن يتعامل الجانبان مع الملف بهدوء وبشكل مناسب، لئلا يتأثر التحسّن المستقر في العلاقات وزيادة التطوّر في العلاقات الصينية – اليابانية".
جاء ذلك بعدما اتفق وانغ ووزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي الثلاثاء على محاولة تجنّب تصعيد التوتر حول الجزر، علماً أن الوزير الصيني وصل إلى طوكيو الثلاثاء، في زيارة تستغرق يومين.
خط ساخن
وقال وانغ إن الجانبين سيقيمان خطاً ساخناً بين جيشيهما بحلول نهاية ديسمبر المقبل من أجل "تحسين الاتصال والسلامة". وأضاف: "تأمل الصين أن تتيح جهود مشتركة للجانبين تحويل بحر الصين الشرقي إلى بحر للسلام والصداقة والتعاون، لأن ذلك يخدم المصالح الأساسية والمديدة للشعبين"، وفق "أسوشيتد برس".
وأصرّ الطرفان على مطالبهما الإقليمية المتنافسة، إذ قال موتيجي إنه كرر موقف اليابان و"حضّ الصين بقوة على اتخاذ إجراء استشرافي". في المقابل، دافع وانغ عن دوريات خفر السواحل الصينية في المنطقة، قائلاً: "لدينا موقف واضح في هذا الصدد، وسنواصل بالتأكيد حماية سيادتنا".
أشارت "أسوشيتد برس" إلى أن الوزيرين اتفقا أيضاً على استئناف رحلات مرتبطة بالأعمال بينهما من خلال برنامج "مسار الأعمال" الذي سيمكّن الزوار من المشاركة في نشاطات محدودة خلال إخضاعهم لحجر صحي يستغرق 14 يوماً. واتفق الجانبان على العمل معاً في قضايا الاحتباس الحراري والحفاظ على الطاقة والرعاية الصحية والتجارة الرقمية، في إطار تعاونهما الاقتصادي.