المبعوث الأوروبي: محادثات فيينا انطلقت اعتماداً على ما تحقق في يونيو

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من المحادثات النووية في فيينا - twitter.com/Amb_Ulyanov
جانب من المحادثات النووية في فيينا - twitter.com/Amb_Ulyanov
دبي -الشرق

قال مبعوث الاتحاد الأوروبي والمنسق الرئيسي لمحادثات فيينا إنريكي مورا، إن الجولة الجديدة من مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بدأت الخميس، "انطلاقاً مما تحقق في يونيو الماضي"، مشدداً على أن كل الوفود التزمت بالبقاء في فيينا حتى التوصل إلى اتفاق.

وقال مورا في ندوة صحافية بعد استئناف المفاوضات، إن الجولة الحالية "هي الأصعب، من جهة هناك توافقات سننطلق منها، ومن جهة نحن بحاجة للتوصل إلى اتفاق بشكل طارئ".

وتابع : "الحاجة باتت الآن ملحة أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى اتفاق في أقرب وقت. الوضع ليس سهلاً، لكن يجب أن نقوم بعمل جدي بهدف تحقيق اختراق".

وأوضح مورا أن "المفاوضات لن تنطلق من نقطة الصفر"، مضيفاً: " لدينا نقطة انطلاق في المفاوضات. سنبدأ مما تحقق في يونيو الماضي".

وأوضح مورا  أن  "هناك العديد من النصوص والمقترحات على الطاولة، قدمتها كل الوفود"، غير أنه شدد على أن " أي مقترحات يجب أن تبنى على ما تم التوصل إليه في 20 يونيو الماضي"، في إشارة إلى جولة المفاوضات الأخيرة مع وفد الحكومة الإيرانية السابقة. 

وتوقفت المحادثات في 20 يونيو وسط أجواء إيجابية، إذ قال المشاركون في المفاوضات إنهم "قريبون" من التوصل إلى اتفاق. لكن وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة الإيرانية غيّر المعطيات، إذ تجاهلت الحكومة الجديدة دعوات الدول الغربية لاستئناف المحادثات لمدة أشهر، فيما عملت على تعزيز قدرات برنامجها النووي، قبل أن تعلن حكومة طهران الجديدة استئناف المفاوضات أواخر نوفمبر الماضي.

إيران: ملتزمون بمواقفنا السابقة

علي باقري كني كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية أكد الخميس، أن طهران "جادة" في المفاوضات، مشدداً على أن بلده سيواصل المحادثات استناداً إلى مواقفه السابقة.

وقال للصحافيين بعد استئناف المحادثات في فيينا، إن إيران "تشدد على أنها ستواصل بجدية المحادثات بناء على مواقفها السابقة".

وأضاف أن "إيران جادة بشأن التوصل إلى اتفاق إذا كانت الأرضية ممهدة. حقيقة أن كافة الأطراف ترغب في استمرار المحادثات تظهر أن كافة الأطراف ترغب في تضييق الفجوات".

من جانبه، أكد المنسق الرئيسي لمحادثات فيينا، أن "هناك خلافات في بعض النقاط"، مضيفاً: "لكن كل الوفود قالت إنها موجودة في فيينا لتعمل بشكل جدي، وأنها ستبقى حتى يتم التوصل إلى اتفاق، وهو أمر في غاية الأهمية".

وقال مورا: "لا يمكنني أن أتحدث بتفاؤل مغرق، لكن يجب أن نتحلى بالموضوعية والواقعية، لأن هذه الجولة من المفاوضات صعبة جداً، ويتطلب الخروج منها باتفاق قرارات صعبة".

اجتماعات تحضيرية

وجاءت تصريحات مورا بعد ساعات قليلة من إعلان المبعوث الروسي لمحادثات فيينا، السفير ميخائيل أوليانوف استئناف الجولة الثامنة من محادثات فيينا رسمياً، بعد عقد عدد من الاجتماعات التحضيرية صباح الخميس.

وقال أوليانوف على "تويتر": "بعد عدد من الاجتماعات التحضيرية صباح اليوم، يعقد أطراف (خطة العمل المشتركة الشاملة) اجتماعاً رسمياً للجنة المشتركة. استؤنفت الجولة من محادثات فيينا رسمياً بشكل كامل".

وفي رده على تغريدة حول ما إذا كان متفائلاً اليوم، قال أوليانوف "نعم أنا كذلك".

وقبل ساعة من بدء اجتماع أطراف الاتفاق رسمياً، أعلن أوليانوف عن عقد "اجتماع تنسيقي للجنة أطراف الاتفاق بدون إيران".

تشديد أميركي للعقوبات

ويأتي استئناف المفاوضات بعد ساعات على تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أكدته وزارة الخارجية الأميركية الخميس، بأن إدارة الرئيس جو بايدن تتجه للتشدد في تطبيق العقوبات على إيران، في أول علامة على تكثيف واشنطن ضغوطها الاقتصادية على طهران مع تعثر الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاتفاق النووي 2015.   

انتقاد إيراني قبل المفاوضات

واستبقت إيران استئناف المحادثات بانتقاد الأطراف الأوروبية المشاركة، إذ قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن طهران لم تلحظ حتى الآن أي مقترح "بناء وفاعل" من قبل الأطراف الأوروبية في المفاوضات النووية.

وجدد انتقاده لبيانات دول الترويكا الأوروبية ومواقفها التي وصفها بأنها "سلبية سياسياً وإعلاميا"، معتبراً أنها خطوة "غير مجدية وعامل لتعقيد مسار الاتفاق".

ختام جولة "مخيبة"

وكانت الجولة السابعة من محادثات فيينا التي بدأت في 29 نوفمبر توقفت الجمعة الماضية لمنح فرصة لممثلي الدول الأوروبية للعودة إلى عواصمهم للتشاور في المقترحات التي تقدمت بها إيران وسط "خيبة أمل وإحباط" أوروبي.

وقدمت إيران مقترحين يتعلق الأول برفع الولايات المتحدة جميع العقوبات عن طهران والآخر يتعلّق بالأنشطة النوويّة.

واعتبر دبلوماسيون أوروبيون كبار أن تلك المطالب تعني أن "طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة، خلال الجولة السابقة من المفاوضات بين أبريل ويونيو".

وقالت فرنسا الثلاثاء، إن المقترحات الإيرانية "غير كافية ولا تشكل أساساً معقولاً يتوافق مع هدف الإبرام السريع (لاتفاق) مع مراعاة مصالح جميع الأطراف". فيما قالت ألمانيا إن المقترحات "غير مقبولة".

وحذرت بريطانيا الأربعاء إيران، من أن محادثات فيينا الحالية هي "حقاً الفرصة الأخيرة"، وحثتها على توقيع الاتفاق.

مباحثات أميركية خليجية

والأربعاء قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، إنه أجرى "محادثة بناءة أخرى مع شركاء دول مجلس التعاون الخليجي أمس" (الثلاثاء).

وأضاف مالي في تغريدة على "تويتر": "نظل متوحدين حول دعوتنا للعودة السريعة إلى الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة" (الاتفاق النووي)، مشيراً إلى أن "هذا هو السبيل الأفضل لتعزيز العلاقات الاقتصادية الإقليمية وتجنب الأزمة النووية. سوف نظل في تشاور وثيق".

اقرأ أيضاً: