
حذر تقرير لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، صدر الأربعاء، من أن الصين تواصل تعزيز ترسانتها النووية الاستراتيجية، ويمكن أن تمتلك ألف رأس نووي بحلول عام 2030.
ويقدر التقرير السنوي للبنتاجون المقدم إلى الكونجرس بشأن القوة العسكرية الصينية، أن الصين يمكن أن تمتلك 700 رأس نووي بحلول عام 2027، وألف رأس نووي بعد ثلاث سنوات من ذلك، حسبما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وبالإضافة إلى ذلك، يُحذّر التقرير من أن الصين "ربما تكون قد أنشأت بالفعل "ثالوثاً نووياً"، بتطوير صواريخ باليستية نووية يمكن إطلاقها من البحر والأرض والجو.
ومن أجل التوصل إلى هذه الأرقام، استند معدو التقرير إلى تصريحات مسؤولين صينيين في وسائل إعلام رسمية، وإلى صور التقطتها أقمار اصطناعية تظهر إنشاء عدد كبير من المستودعات النووية.
لكن حتى مع التوسع النووي المتسارع، لا تزال بكين متخلفة عن الولايات المتحدة، التي تبلغ مخزوناتها النووية 5 آلاف و550 رأساً حربياً، كما أنها تمتلك عدداً أقل مما تمتلكه روسيا التي لديها 6 آلاف و255 رأساً حربياً، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، وهو منظمة مستقلة، أشارت إلى أن الصين تمتلك حالياً نحو 350 رأساً نووياً.
وترفض بكين الانضمام إلى محادثات الحد من التسلح النووي، بحجة أن ترسانتها النووية أصغر بكثير من ترسانة القوتين النوويتين الرئيسيتين في العالم. وفي الوقت نفسه، انتهجت برنامج تحديث عسكري واسع النطاق، أثار تساؤلات حول نواياها، وفقاً للصحيفة.
وعلى خلفية هذا، اعتبر الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، أن الصين "تمثل المنافس العسكري الأول للولايات المتحدة".
"لحظة سبوتنيك"
وجاءت تصريحات ميلي خلال مناقشة في منتدى آسبن الأمني، بعد أسبوع من وصفه إطلاق الصين الأخير لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت صُمم للتهرب من الدفاعات الأميركية بأنه اقترب من "لحظة سبوتنيك"، في إشارة إلى الإطلاق السوفيتي لقمر صناعي في عام 1957، ما أثار مخاوف الشعب الأميركي وساعد في تحفيز سباق التسلح النووي إبان الحرب الباردة.
وقال الجنرال ميلي، الأربعاء، إن الصين "تتحدانا بشكل واضح على الصعيد الإقليمي، وتطمح إلى تحدينا على الصعيد العالمي"، مضيفاً أن "لديهم الحلم الصيني، ويريدون تحدي ما يسمى بالنظام القائم على القواعد الليبرالية".
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على "مواكبة" قدرة الصين، بشأن الصواريخ فائقة السرعة، رفض الجنرال ميلي الإجابة، لكنه قال لاحقاً: "إذا لم نقم نحن في الولايات المتحدة بتغيير جوهري بأنفسنا، فسنكون في الجانب الخطأ من الصراع".
الدفاع عن تايوان
وقال الجنرال ميلي إن الولايات المتحدة يمكنها "بالتأكيد" الدفاع عن تايوان من هجوم صيني، إذا قرر القادة السياسيون القيام بذلك.
واعتبرت "نيويورك تايمز"، أن مثل هذا القرار سيكون بمثابة تحوّل كبير، إذ تبنت الولايات المتحدة لعقود سياسة "الغموض الاستراتيجي"، التي تترك مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم تايوان في نزاع عسكري مع الصين مفتوحة.
وبشأن إعادة توحيد الصين مع تايوان، أضاف ميلي أن "الصينيين يبنون بوضوح وبشكل لا لبس فيه القدرة على توفير هذه الخيارات للقيادة الوطنية إذا اختارت ذلك في وقت ما في المستقبل"، لافتاً إلى أن "الصين تعتبر تايوان مقاطعة انفصالية".
وكانت أحدث استراتيجية دفاعية للصين صدرت في عام 2019، أفادت بأن بكين "ستُبقي قدراتها النووية عند الحد الأدنى المطلوب للأمن القومي"، كما تعهدت بكين "بعدم استخدام الأسلحة النووية أولاً" أو ضد أي دولة غير نووية.
وتعتبر بكين، أن تايوان البالغ عدد سكّانها نحو 23 مليون نسمة، جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وتعهدت بإعادة ضم الجزيرة يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.
اقرأ أيضاً: