"التضيق الشوكي" وآلام الظهر.. أبرز الأسباب وطرق العلاج

time reading iconدقائق القراءة - 4
عملية جراحية لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب  - Universal Images Group via Getty
عملية جراحية لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب - Universal Images Group via Getty
بالتعاون مع مايو كلينك-الشرق

تعد آلام الظهر مشكلة شائعة لدى الكثير من الأشخاص، وقد تتفاقم لتسبب صعوبة في المشي وخدراً في الساقين أو اليدين، لكن ذلك قد يكون بسبب تضيق الفراغات الموجودة في العمود الفقري الذي يسمى طبياً بـ"التضيق الشوكي".

التضيق الشوكي هو تضيق الفراغات الموجودة في العمود الفقري والذي قد يضغط بدوره على الأعصاب الموجودة في تلك المنطقة، إذ يحدث التضيق غالباً في الجزء السفلي من الظهر والرقبة.

ولا تظهر أي أعراض على بعض الأشخاص المصابين بالتضيق الشوكي، بينما قد يُصاب البعض الآخر بألم ووخز وخدر وضعف في عضلات الظهر، لكن الأعراض قد تزداد سوءاً بمرور الوقت.

الأسباب

يُولد بعض الأشخاص بقناة شوكية صغيرة، ما يعد أمراً خلقياً، لكن تحدث أغلبية حالات التضيُّق لأسباب عدة بينها، فرط نمو العظام الذي يُؤدي إلى التعجيل بتكوين نتوءات عظمية قد تصل إلى القناة الشوكية وتسبب التهابات. 

ويعد النمو غير الشائع للأورام داخل الحبل النخاعي أو الأغشية التي تُغطي الحبل الشوكي، سبباً لتأثر القناة الشوكية وتضيقها. وقد تَتسبب العظام التي تُغير موضعها نتيجة كسر في العمود الفقري بسبب التعرض لحادث، في تلف محتويات القناة الشوكية.

وقد تكون الأربطة السميكة، سبباً في التضيق، إذ تُصبح الأحبال المتينة التي تُساعد على تثبيت عظام العمود الفقري متيبسة وسميكة بمرور الوقت، ما يؤثر في القناة الشوكية.

أنواع التضيق الشوكي

تُصنف أنواع تضيق القناة الشوكية، تبعاً لمكان حدوث الحالة في العمود الفقري، لكن من المحتمل أن يكون هناك أكثر من نوع له، إلا أنه يتميز بنوعين أساسيين هما: 

  • التضيق العنقي الذي يحدث في جزء علوي من العمود الفقري ويكون في الرقبة، وتتمثل أعراضه في الشعور بالخدر أو وخز في الذراع أو القدم أو الساق، ويواجه المريض خلاله مشكلات في المشي.
  • التضيق القطني، الذي يصيب جزءاً سُفلياً من العمود الفقري، وتتمثل أعراضه في الشعور بخدر أو وخز في القدم أو الساق، أو تشنج في إحدى الساقين أو كليهما عند الوقوف لفترات طويلة أو عند المشي، ويعد الأكثر شيوعاً بين المصابين.

التشخيص 

يمكن تأكيد إصابة معظم الأشخاص بالتضيق الشوكي عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي أو الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب، ولكن قد لا تظهر على المرضى أي أعراض. أما عند حدوث الأعراض، فغالباً ما تبدأ تدريجياً وتسوء مع مرور الوقت. وتختلف بناء على مكان التضيق والأعصاب المُصابة.

العلاج

تعد مسكنات الألم حلاً مؤقتاً ولفترة زمنية قصيرة، إذ يعتمد علاج تضيق الحبل الشوكي على موقع التضيق وشدة العلامات والأعراض التي يشعر بها المصاب. 

وتساعد مضادات الاكتئاب مثل "أميتريبتيلين"، والمسكنات الأفيونية في التخفيف من الألم المزمن، إلا أن الأطباء ينصحون بممارسة تمارين خاصة تساعد في التقليل من وهن العضلات الذي قد يرافق المرضى نتيجة لصعوبة الحركة.

وفي حال عدم نجاح الطرق السابقة، قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة لتخفيف الضغط عن الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب، وذلك من خلال إنشاء مساحة أكبر داخل القناة الشوكية. 

وتجرى حالياً، تجارب سريرية لاختبار استخدام الخلايا الجذعية لعلاج تضيق الحبل الشوكي، فضلاً عن تجارب تتعلق بما يُعرف بـ "الطب الجينومي".