ارتفاع ضحايا حرائق الغابات في الجزائر.. وتبون: مررنا بظروف صعبة

time reading iconدقائق القراءة - 6
تصاعد دخان كثيف من حريق في غابة بتيزي وزو شرق العاصمة الجزائر - 11 أغسطس 2021 - AFP
تصاعد دخان كثيف من حريق في غابة بتيزي وزو شرق العاصمة الجزائر - 11 أغسطس 2021 - AFP
دبي-الشرق

واصل رجال الإطفاء والجنود والمتطوعون في الجزائر، السبت، العمل على إخماد حرائق الغابات الأخيرة المشتعلة شمال الجزائر، والتي أودت بحياة نحو 90 شخصاً منذ الاثنين الماضي، من بينهم 33 جندياً، فيما قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن "ما مرت به الجزائر ليس بالأمر السهل".

وأكد تبون ورئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن، أن الحرائق "مفتعلة"، وتم إلقاء القبض على بعض مشعليها. وتساهم درجات الحرارة القصوى في إذكاء هذه الحرائق.

وزار تبون، السبت، المستشفى العسكري ومستشفى الدويرة للحروق، في العاصمة الجزائر، وتفقد خلالها المصابين من مدنيين وعسكريين، في هذه الحرائق.

وأكد تبون التزام الحكومة بـ"التكفل بالجرحى عسكريين كانوا أم مدنيين"، لافتاً إلى أن ما "مرت به الجزائر ليس بالأمر السهل، وهو مؤسف، لكن أعطانا درساً وهو الاعتماد على أنفسنا"، وأعلن مخططاً لإنشاء "مستشفى كبير للحروق الكبرى بمقاييس عالمية، وتوفير كل الوسائل اللازمة لمواجهة الحرائق".

عمل إجرامي

وفي ذات السياق, تعهد الرئيس الجزائري أمام عائلات المصابين بعدم منح أي فرصة لأي كان "ليدخل بين الجزائريين"، مضيفاً أن النيران التي عرفتها ولاية تيزي وزو، غرب العاصمة، هو "عمل إجرامي يثير علامات استفهام".

وبعد أن ذكّر بأنه تم إلقاء القبض على بعض المشتبه بهم في إشعال الحرائق، أكد أن العدالة الجزائرية "تقوم بواجبها".

أما بخصوص جريمة قتل الشاب جمال بن اسماعيل، الأربعاء الماضي، بمنطقة الأربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو، والتي اهتزت لها الجزائر، قال تبون إنه بصفته والياً سابقاً لتيزي وزو، فإنه يعرف جيداً مواطني تلك المنطقة، وأن "سكان الأربعاء ناث ايراثن لا علاقة لهم بذلك الحادث".

وأشاد الرئيس الجزائري بالطواقم الطبية التي تعاني كثيراً بسبب جائحة كورونا، مؤكداً أن الجيش الأبيض "تحت حماية الدولة". 

تكريم الجنود

وفي سياق متصل، نظمت وزارة الدفاع الجزائرية السبت، فعاليتين لتكريم 33 جندياً سقطوا خلال إخماد الحرائق، الأولى في المستشفى العسكري بالجزائر العاصمة، بحضور رئيس الأركان سعيد شنقريحة، والثانية في قسنطينة شمال شرقي البلاد.

وأشاد اللواء بوعلام ماضي، مدير الاتصال بوزارة الدفاع، خلال مراسم التأبين في اليوم الثالث والأخير من الحداد الوطني بمن وصفهم بـ"الشهداء الأبطال، الذين ضحوا بأنفسهم ووهبوا أرواحهم فداءً للوطن، ولإنقاذ إخوانهم المواطنين من لهيب نيران الحرائق الإجرامية التي اندلعت في مناطق عدة".

42 حريق مستمر

وفي غياب حصيلة شاملة جديدة، تظهر التقارير التي أوردتها السلطات المحلية والحماية المدنية ووزارة الدفاع، أن نحو 90 شخصاً لقوا حتفهم منذ الاثنين الماضي.

وأشارت الحماية المدنية إلى أن 42 حريقاً لا يزال مستمراً في 15 ولاية، بينها 14 حريقاً في تيزي وزو، وسبعة حرائق في بجاية بمنطقة القبائل، الأكثر تضرراً. 

وأضافت أنه تمت السيطرة على تسعة حرائق في أربع ولايات. وأحصي 100 حريق الخميس في مختلف أنحاء البلاد. 

وأضافت الحماية المدنية أن مروحيات المجموعة الجوية للحماية المدنية والجيش، نفذت 235 عملية لإطفاء الحرائق، ناهيك عن 172 عملية إطفاء في تيزي وزو وبجاية وجيجل.

وتدخلت قاذفتان فرنسيتان مائيتان، وفرتهما باريس عبر الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى طائرة اتصال بشكل مكثف يومي الخميس والجمعة في تيزي وزو وبجاية.

ووصلت قاذفة مياه إسبانية، السبت، فيما يرتقب وصول الثانية في الساعات المقبلة، وفق الإذاعة الجزائرية الرسمية. وكان تبون لفت إلى انّ طائرة سويسرية مرتقب وصولها قريباً.

تضامن دولي

ونجحت فرق الإطفاء في إخماد 43 حريقاً في 20 ولاية، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بمشاركة ما يقرب من 7500 من عناصر الحماية المدنية، مع 490 عربة إطفاء وثلاث مروحيات.

كما حشد الجيش خمس طائرات هليكوبتر ثقيلة روسية، من طراز ام-آي 26. 

وذكر موقع "مينا ديفينس" المتخصص في الشؤون العسكرية، أن الجيش الجزائري يعتزم شراء ثماني قاذفات مائية روسية من طراز بيريف بي-200. 

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، أنّ روسيا عرضت وضع أربع طائرات لإخماد الحرائق تحت تصرف الجزائر، ولكن "بسبب عدم وجود تصاريح التحليق من اليونان وقبرص" تأخر وصولها. ومن المرتقب أن تحط في الجزائر "في الساعات القليلة المقبلة".

وفي مواجهة المأساة، ظهرت بوادر تضامن المجتمع المدني على الأرض، ونقلت صحيفة "ليبرتيه" اليومية الناطقة بالفرنسية عن متطوع قوله: "نتلقى مساعدات من كل مكان"، مضيفاً: "رأيت شاحنات وعربات نقل صغيرة من جميع أنحاء الجزائر".

وفي هذه الأثناء، تتوقع خدمات الطقس درجات حرارة تصل إلى 48 درجة، في بلد يعاني بالفعل من شح المياه، فالجزائر وهي أكبر دولة في إفريقيا، تقتصر مساحة الغابات فيها على 4.1 ملايين هكتار، مع معدل إعادة تشجير ضئيل يبلغ 1.76%. 

وفي كل عام، تشتعل حرائق الغابات في شمال البلاد. ففي عام 2020، أتت النيران على 44 ألف هكتار.