أسوشيتد برس: إيران حجبت الإنترنت شرقي البلاد وسط استمرار الاضطرابات

time reading iconدقائق القراءة - 5
شرطة مكافحة الشغب الإيرانية تتدخل في احتجاجات سابقة بالعاصمة طهران - REUTERS
شرطة مكافحة الشغب الإيرانية تتدخل في احتجاجات سابقة بالعاصمة طهران - REUTERS
دبي - الشرق

نقلت وكالة أسوشيتد برس الأميركية، السبت، عن خبراء إنترنت قولهم إن جنوب شرقي إيران شهد انقطاعاً واسع النطاق لخدمة الإنترنت خلال الأسبوع الماضي، حيث اجتاحت الاضطرابات المنطقة، بعد سلسلة من حوادث إطلاق النار على الحدود.

وتأتي هذه الأخبار بعد أيام قليلة من وفاة شخصين بسبب إطلاق النار، أثناء نقلهما للوقود عبر الحدود الإيرانية مع باكستان، حيث وقعت احتجاجات امتدت من مدينة ساراوان إلى مناطق أخرى في إقليم سستان وبلوخستان، بما في ذلك مدينة زاهدان الإيرانية.

وذكرت جماعات حقوقية عدة في بيان مشترك، نقلته الوكالة الأميركية، أن السلطات أغلقت شبكة بيانات الهاتف المحمول في محافظة سيستان وبلوشستان المضطربة، ووصفت الإجراء بأنه "أداة لإخفاء" الحملة الحكومية القاسية، على الاحتجاجات التي تزعزع المنطقة.

وتأتي التقارير في الوقت الذي تعترف فيه السلطات الإيرانية ووكالات الأنباء شبه الرسمية، بشكل متزايد بالاضطرابات التي تواجهها السلطات المحلية في الجنوب الشرقي لإيران، وهي مسألة حساسة للغاية، بسبب السياسة المتبعة تجاه المعارضة.

وقالت جماعات حقوقية إن الحكومة أغلقت شبكة بيانات الهاتف المحمول في جميع أرجاء سيستان وبلوشستان، لمدة ثلاثة أيام بدءاً من يوم الأربعاء، وفي هذه المنطقة، يتصل 96% من السكان بالإنترنت من خلال هواتفهم، ما أدى إلى شلّ أداة الاتصال الرئيسية. وأفاد سكان بإعادة الاتصال بالإنترنت في وقت مبكر من السبت.

رد على الاحتجاجات

وقال أمير رشيدي من "جماعة ميان"، وهي منظمة حقوقية تركز على الأمن الرقمي في الشرق الأوسط، لوكالة "أسوشيتد برس"، إن "هذا هو رد إيران التقليدي على أي نوع من الاحتجاج، قطع الإنترنت لمنع وصول الأخبار والصور يجعل (السلطات) تشعر براحة أكبر عند فتح النار".

وشهد الأسبوع سلسلة من المواجهات المتصاعدة بين الشرطة والمتظاهرين، وأكد أبو ذر مهدي نخعي، حاكم مدينة زاهدان، في تصريحات نقلتها "وكالة أنباء الطلبة" الإيرانية شبه الرسمية، إن "حشوداً مدججة بالأسلحة الخفيفة وقاذفات القنابل اليدوية، اجتاحت نقطة تفتيش في كورين بالقرب من الحدود الإيرانية مع باكستان الخميس". وأضاف أن "شرطياً قُتل في إطلاق النار".

وصف موقع "نت بلوكس"، الذي يراقب الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم، تقارير انقطاع الانترنت بأنها "موثوقة".

وقالت مهسا المرداني، باحثة في منظمة "ARTICLE 19"، وهي منظمة دولية تحارب الرقابة، إنه بالنظر إلى أن السلطات استهدفت شبكة الهاتف المحمول وليس الخط الأرضي، فمن المحتمل ألا يظهر التعطيل على بيانات الشبكة العادية.

وأضافت: "كان هذا الإغلاق المستهدف مقصوداً للغاية؛ لأنهم يعرفون الحقائق في هذه المحافظة، إذ يكون الناس فقراء ويشترون هواتف رخيصة على عكس أجهزة الكمبيوتر".

تجارة الوقود

وتأتي هذه الأنباء بعد أيام من وفاة شخصين بسبب إطلاق النار، أثناء نقلهما للوقود عبر الحدود، وأوضحت إيران أن إطلاق النار جرى في باكستان، لكن مسؤولي الحدود الباكستانيين، لفتوا إلى أن احتجاجات اندلعت على الجانب الإيراني من الحدود، بعدما أطلقت القوات الإيرانية الرصاص باتجاه متورطين في تجارة الوقود الإيراني غير المشروعة.

وكان محتجون اقتحموا الثلاثاء الماضي، مكتب الحاكم في جنوب شرق إيران، وأضرموا النار في سيارة شرطة، حسبما ظهر في مقاطع مصورة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

"حملة منسّقة"

واتهمت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت إيران بـ"الإفلات المستمر من العقاب فيما يتصل بانتهاكات حقوق الإنسان" في أقاليم بينها سستان وبلوخستان الإيرانية.

وبيّنت باشيليت لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن "إيران بدأت حملة منسقة، وفيما يبدو تستهدف جماعات الأقلية منذ ديسمبر، تشمل سستان وبلوخستان وخوزستان، والأقاليم الكردية".

وأضافت مفوضة الأمم المتحدة أن "هناك تقارير عن اعتقالات جماعية، وحالات اختفاء قسري، إضافة إلى زيادة في عدد حالات الإعدام، بعد إجراءات قضائية معيبة بشدة".

ولم ترد إيران على تصريحات باشيليت، لكنها رفضت مراراً انتقادات مماثلة، ووصفتها بأنها "ذات دوافع سياسية، وتستند إلى فهم قاصر للقوانين الإسلامية في إيران".