مصر والسودان في ختام "حماة النيل": مواجهة التهديدات وتعزيز القدرات العسكرية

time reading iconدقائق القراءة - 3
جانب من تدريب "حماة النيل" الذي يتم تنفيذه بمنطقة أم سيالة شمال غرب أم درمان في السودان - facebook/EgyArmySpox
جانب من تدريب "حماة النيل" الذي يتم تنفيذه بمنطقة أم سيالة شمال غرب أم درمان في السودان - facebook/EgyArmySpox
دبي -الشرق

قال رئيس أركان الجيش السوداني محمد عثمان الحسين، الاثنين، إن التعاون العسكري مع مصر يهدف إلى مواجهة "التهديدات المتوقعة، وتعزيز القدرات القتالية لردع الأعداء"، فيما قال نظيره المصري محمد فريد إن قيادات الجيش في البلدين تقوم بتقييم التدريب المشترك استراتيجياً وعملياتياً، وفقاً لمعايير دقيقة.

وأكد الحسين، في كلمة بمناسبة اختتام تدريب "حماة النيل" المشترك الذي تم تنفيذه بالسودان، أن "التعاون العسكري مع مصر غايته رفع مستوى القدرات القتالية للقوات، كخطوة للأمام على طريق تطوير الجيوش"، مؤكداً أنه "لا يستهدف أحداً، ما دام أمننا الوطني مصاناً وبلادنا تنعم بسيادتها".

 

وأشار الحسين إلى "أهمية التعاون الاستراتيجي، الذي يحتم علينا التدريب للتعامل مع كافة المتغيرات في البيئة الاستراتيجية والإقليمية، والتحديات التي تكتنفها لحماية وتأمين الحدود ضد الجرائم العابرة، ومكافحة الإرهاب، والتهريب وتخريب الاقتصاد".

وبيّن رئيس أركان الجيش السوداني أن التعاون بين البلدين "يشهد تطوراً كبيراً تجاوزنا فيه الأطر النظرية ومضابط الاتفاقيات والبروتوكولات، إلى واقع من التدريب العملي الملموس، لتحقيق الانسجام وتوفيق المفاهيم".

تقييم استراتيجي 

من جانبه، قال رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق محمد فريد حجازي، إن "القيادة العامة للقوات المسلحة في البلدين لا تنظر إلى هذا التدريب نظرة نمطية روتينية، ولكننا نصنفه كتدريب نوعي ونقيمه استراتيجياً وعملياتياً، وفقاً لمعايير دقيقة".

وتابع: "نراعي الاعتبارات الوطنية المصرية والسودانية، والمصالح المشتركة والأوضاع الإقليمية، وطبيعة التحديات والتهديدات المحيطة، واحتمالات تطورها، والحقوق المشروعة لبلادنا وشعوبنا في الأمن والحياة والتنمية".

واختتمت فعاليات التدريب المصري السوداني العسكري المشترك "حماة النيل" بمنطقة أم سيالة شمال غرب أم درمان، بعد انطلاقها الأسبوع الماضي بمشاركة عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية لكلا الجانبين.

وكانت القوات المسلحة السودانية والمصرية نفذت في فترات سابقة عدداً من التدريبات العسكرية، منها "نسور النيل" بمنطقة مروي بالسودان، و"سيف العرب" بمحافظة الإسكندرية المصرية.

الأزمة مع إثيوبيا

وجاءت هذه المناورات المشتركة وسط تقارب مصري سوداني تجاه قضية "سد النهضة" الإثيوبي التي تزداد تعقيداً، جراء إصرار أديس أبابا على ملء السد.

وتطالب القاهرة والخرطوم بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، بشأن قواعد ملء سد النهضة وتشغيله، وهو ما ترفضه إثيوبيا، داعيةً إلى إنهاء المفاوضات الثلاثية وفقاً لـ"إعلان المبادئ" لعام 2015.

واشترط إعلان المبادئ ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء السد، والاتفاق على الخطوط الإرشادية وقواعد التشغيل السنوي بالتنسيق بين مصر والسودان وإثيوبيا، ولكنه لا يتضمن اتفاقاً ملزماً وشاملاً بشأن السد، وهو أحد المطالب الرئيسية للقاهرة والخرطوم.