"التحالف" يعرض أدلة على تورط الحوثي في عسكرة موانئ الصليف والحديدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
 المؤتمر الصحفي الذي عقده التحالف العربي، بمشاركة متحدث التحالف العميد تركي المالكي، ومدير إدارة العمليات العسكرية المدنية اللواء الطيار عبدالله الحبابي. - spa.gov.sa
المؤتمر الصحفي الذي عقده التحالف العربي، بمشاركة متحدث التحالف العميد تركي المالكي، ومدير إدارة العمليات العسكرية المدنية اللواء الطيار عبدالله الحبابي. - spa.gov.sa
الرياض-أحمد الغامدي

استعرضت قوات "التحالف العربي" السبت، في مؤتمر صحافي، أدلة لتورط جماعة الحوثي في تحويل موانئ الحديدة والصليف على مضيق باب المندب، إلى موانئ عسكرية، مطالباً بوقف "عسكرة" هذه الموانئ، كي "لا تتحول إلى أهداف عسكرية مشروعة".

وأظهر المالكي أدلة تشير إلى وجود ورش لصناعة وتجميع الأسلحة تستخدمها جماعة الحوثي في تنفيذ الهجمات، ونقطة مجهزة لأعمال قرصنة واختطاف السفن التجارية، واقتيادها عبر استخدام القوة نحو أحد هذه الموانئ.

وذكر المالكي أن موانئ الحديدة والصليف، تضم مستودعات ومعامل تجميع للصواريخ الباليستية، والقوارب المفخخة، والألغام البحرية، التي يجري تهريبها إلى الحوثيين من قبل "الحرس الثوري" الإيراني، عبر الممرات البحرية.

وأظهرت الفيديوهات التي عرضت في المؤتمر، أفراداً تابعين للجماعة يقومون بعمليات تصنيع الأسلحة وتخزينها في المستودعات، بالإضافة إلى لقطات للغواصين، أثناء مرحلة التخطيط لتنفيذ إحدى العمليات في ساحل البحر الأحمر.

وأكد المالكي أن "التحالف"، لا يود أن يضطر لاستهداف هذه الموانئ؛ لجوانب إنسانية كون ميناءي الحديدة والصليف، يحملان أهمية بالغة لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، مطالباً بأن "يتوقف الحوثيون عن عسكرة هذه الموانئ، كي لا تتحول إلى أهداف عسكرية مشروعة".

قائمة الخاطفين

وأورد متحدث التحالف 10 أسماء تابعة للحوثي يديرهم مسؤول ميناء الحديدة منصور السعدي، والمدرج ضمن قائمة العقوبات الأميركية، شاركوا في عملية قرصنة واختطاف سفينة الشحن الإماراتية "روابي".

وقال المالكي: "قام العشرة بتنفيذ عملية الاختطاف واقتياد السفينة إلى ميناء الصليف، باستخدام القوة"، وأضاف:" التحالف يسعى من خلال القنوات الدولية والأممية إلى محاسبتهم، وفقاً للقوانين الدولية التي تجرم أعمال القرصنة".

وقال المالكي: "نلاحظ أن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها السفن هي من تكتيكات الحرس الثوري الإيراني، التي كان يشرف عليها قائد الحرس في صنعاء حسن إيرلو، والسفينة الإيرانية (سافيز) التي استمرت أربع سنوات في منطقة العمليات، واستبدلت مؤخراً بالسفينة العسكرية (بهشاد)".

وأضاف، أن جميع الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون، من ألغام بحرية أو زوارق أو برمجيات وغيرها، هي "أسلحة إيرانية تخالف قرار مجلس الأمن 2216، والمادة الـ 14، في ما يخص منع نقل الأسلحة إلى اليمن".

توثيق استخباراتي

ولفت المتحدث باسم "التحالف"، إلى أن الأدلة التي سبق وكشف عنها عن تورط "حزب الله" اللبناني في الصراع اليمني، والأدلة الحالية، تثبت أنه حقق "خرقاً أمنياً بين صفوف الحوثيين".

وأوضح المتحدث أن التحالف يملك العديد من الأدلة الاستخباراتية التي جرى توثيقها داخل جماعة الحوثي، والتي "تكشف كافة التفاصيل العسكرية، ولكن لم يتم الكشف عنها لجوانب أمنية تتعلق بقيمتها العسكرية، وحماية الأشخاص الذين قاموا بتوثيقها".

وأضاف أن "التحالف" أرسل رسالة واضحة مفادها أنه "يملك المعلومات وكافة التفاصيل عن الأشخاص والقدرات التي يهدد بها الحوثيون أمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، والتي ستصبح في حال عدم رضوخ الجماعة أمام المطالب بوقف عسكرة الموانئ وإخلاء سبيل سفينة الشحن الإماراتية بكامل حمولتها، أهدافاً عسكرية مشروعة بموجب القانون الدولي الإنساني وأحكامه العرفية، التي تسمح بنزع الحماية عن الموانئ في حال استخدامها كنقطة ارتكاز لعمليات قتالية من قبل أحد الأطراف".

اتفاق استوكهولم

وفي رد على سؤال "الشرق" حول صمود اتفاق استوكهولم أمام عسكرة موانئ محافظة الحديدة قال، إن جماعة الحوثي "ليس لديها التزام بالاتفاقية التي وقعت في 18 ديسمبر 2018، وتضمنت 3 محاور رئيسية، هي تفاهمات تعز والممرات الإنسانية وتسليم موانئ رأس عيسى والصليف والحديدة للحكومة اليمنية".

وذكر المالكي أن الحوثي لا يزال يتحدث عن ميناءي الحديدة والصليف، وقال: "كان الأجدر به تسليمهما، وتسهيل عمل المنظمات، لا سيما أن الأمم المتحدة لم تتمكن من تطبيق اتفاق استوكهولم"، وشدد على أن "الوقت مناسب لأن يكون هناك ضغط من قبل المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والدول الراعية والداعمة للاتفاق، لإلزام الميليشيا ببنود الاتفاق".

حصيلة "الانتهاكات" الحوثية 

وفي السياق ذاته، قدم مدير إدارة العمليات العسكرية المدنية اللواء الطيار عبدالله الحبابي، إيجازاً لـ"انتهاكات الحوثي البحرية في البحر الأحمر، من محافظة الحديدة التي تحتوي على ثلاثة موانئ، هي ميناء الحديدة وميناء الصليف وميناء رأس عيسى".

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الحبابي قوله: "تتمثل الانتهاكات بـ 432 صاروخاً بالستياً، و25 صاروخاً من نوع كروز، و865 طائرة من دون طيار، 248 لغماً بحرياً، إضافة إلى 100 زورق"، مبيناً أن "13 زورقاً مفخخاً انفجر بعد اصطدامه، في حين انفجرت 7 زوارق من تلقاء نفسها". وأكد أن التحالف اكتشف 77 زورقاً ودمرها بالكامل.

كما فصّل في جانب الألغام البحرية المكتشفة في البحر الأحمر، بواقع 6 ألغام انفجرت بعد اصطدامها بالهدف، و48 لغماً انفجرت من تلقاء نفسها، و194 لغماً اكتشفت وتعامل معها فريق الإزالة والتدمير في القوات المشتركة والتحالف، تأميناً لحرية خطوط الملاحة والتجارة في البحر الأحمر.

وأوضح الحبابي أن جماعة الحوثي "هاجمت 13 سفينة تجارية بالزوارق المفخخة والصواريخ، ما يشكل خطراً على التجارة العالمية"، مبيناً أن التحالف أثبت أن الجماعة خططت لاختطاف سفينة "الروابي"، بالإضافة لاختطاف القاطرة "رابغ 3" من المياه الدولية في البحر الأحمر، وكذلك استهداف ناقلة النفط السعودية "بقيق"، والسفينة التجارية "ARSAN" التي تحمل قمحاً لمساعدة اليمن، والسفينة التجارية "GLADIOLUS" بثلاثة زوارق، وناقلة النفط "AGRARI"، وعبارة نقل البضائع "دانة".