"آسيان".. ساحة تنافس بين واشنطن وبكين قبل قمة بايدن وشي

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء كمبوديا هون سين يتصافحان أثناء حضورهما حفل عشاء قمة شرق آسيا في بنوم بنه - 12 نوفمبر 2022 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء كمبوديا هون سين يتصافحان أثناء حضورهما حفل عشاء قمة شرق آسيا في بنوم بنه - 12 نوفمبر 2022 - REUTERS
بنوم بنه- أ ف برويترز

أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، بإطلاق اتفاق "شراكة استراتيجية شاملة جديدة" بين الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ووصفه بأنه خطوة حاسمة نحو معالجة "أكبر قضايا العصر"، فيما أكدت بكين أنها عزّزت اتفاق "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" الذي وقعته مع "آسيان" العام الماضي.

وفي زيارته الأولى إلى جنوب شرق آسيا منذ توليه منصب الرئيس، قال بايدن إن المنطقة تقع في قلب استراتيجية إدارته لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإن واشنطن "ستخصص بالفعل موارد، وليس مجرد إطلاق وعود، في إطار شراكة استراتيجية شاملة جديدة".

وأضاف في افتتاح اجتماع في كمبوديا مع زعماء رابطة آسيان التي تضم عشر دول: "معاً سنتعامل مع أكبر قضايا عصرنا من المناخ إلى الأمن الصحي لمواجهة التهديد الكبير للنظام القائم على القواعد (الدولية)". وتابع: "سنبني منطقة للمحيطين الهندي والهادئ تكون حرة ومنفتحة ومستقرة ومزدهرة ومرنة وآمنة".

وفي الاجتماعات المقبلة، سيركز بايدن على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويتحدث عن التزام الولايات المتحدة بنظام دولي قائم على القواعد في بحر الصين الجنوبي، وفقاً لمسؤول بالإدارة الأميركية.

وأعرب بايدن أيضاً عن مخاوفه خلال اجتماع مع رئيس وزراء كمبوديا هون سين بشأن ما أوردته تقارير عن "أنشطة صينية" في قاعدة "ريام" البحرية في كمبوديا على خليج تايلاند، مشدداً على أهمية "الشفافية الكاملة".

بكين: انفتاح وترابط مع آسيان

وقال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج في افتتاح اجتماع "آسيان"، السبت، إن الصين "عززت بشكل مشترك توقيع وتنفيذ الشراكة الاقتصادية الشاملة مع رابطة آسيان"، مشيراً إلى بناء "أكبر منطقة تجارة حرة في العالم بشكل مشترك" بين الطرفين.

وأكد أنه "من خلال الانفتاح والترابط، ستكون آفاق التعاون بين الصين وآسيان واسعة للغاية".

ووقعت بكين و"آسيان" العام الماضي على اتفاق لرفع مستوى العلاقات بينهما إلى "شراكة استراتيجية شاملة".

وتأتي تصريحات بايدن، قبل قمة مرتقبة مع الرئيس الصيني شي جين بينج في جزيرة بالي بإندونيسيا، الاثنين، وهي الأولى التي يعقدها وجهاً لوجه منذ توليه الرئاسة في الولايات المتحدة.

قضايا عالمية في أجندة "آسيان"

وعقد رؤساء حكومات دول جنوب شرق آسيا محادثات مع عدد من زعماء العالم الزائرين، السبت، من بينهم بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول.

وهذا اللقاء هو الأول في سلسلة من الاجتماعات ستعقد في جنوب شرق آسيا خلال الأيام السبعة المقبلة، ومن المتوقع أن تناقش قضايا عالمية معقدة، من بينها الحرب في أوكرانيا والمناخ والتوترات الإقليمية حول مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، وإطلاق كوريا الشمالية للصواريخ.

وتأتي مشاركة بايدن في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى إعادة إثبات وجودها، بعد فترة من التشكيك الإقليمي في التزامها تجاه المنطقة في ظل حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، فضلاً عن الجهود المكثفة التي تقوم بها الصين لتعزيز نفوذها وملء الفراغ.

ووفق "رويترز"، قلل محللون من شأن التوقعات بإحراز أي تطورات كبيرة مع وجود بايدن في اجتماعات آسيان، ولكنهم أشاروا إلى أن ذلك يقدم مزيداً من الأدلة على عودة الولايات المتحدة إلى "الدبلوماسية العادية".

وقال جريج بولينج، رئيس برنامج جنوب شرق آسيا في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية إن "ترمب لم يحضر قمة واحدة لدول شرق آسيا خلال أربع سنوات في منصبه".

وذكر بايدن، السبت، أن الاجتماعات ستتطرق إلى حرب روسيا "الوحشية" ضد أوكرانيا، وجهود الولايات المتحدة للحد من التأثيرات العالمية للحرب.

"كبح كوريا الشمالية"

ووعد بايدن بحضّ نظيره الصيني شي جينبينج على كبح كوريا الشمالية، خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين.

ويأتي الاجتماع بين رئيسي القوتين العظميين بعدما أجرت كوريا الشمالية عدداً قياسياً من تجارب إطلاق الصواريخ، بينما يتحدث مراقبون عن استعداد بيونج يانج لإجراء تجربة نووية ستكون السابعة في تاريخها.

وقال جايك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي لصحافيين، السبت، إن بايدن سيبلغ شي على هامش قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا، بأنه من مصلحة بكين "تأدية دور بناء في كبح أسوأ توجهات كوريا الشمالية".

وسيؤكد الرئيس الأميركي لنظيره الصيني أيضاً أنه إذا واصلت بيونج يانج تطوير صواريخها وترسانتها النووية "على هذا الطريق، فسيؤدي ذلك ببساطة إلى تعزيز الوجود العسكري والأمني الأميركي في المنطقة"، كما أضاف سوليفان.

سوليفان: لن نقدم أي طلب للصين

وأوضح سوليفان، الذي كان يتحدث من الطائرة الرئاسية في طريقها إلى كمبوديا، أن بايدن "لن يقدم أي طلب إلى الصين، بل سيعرض لشي جينبينج وجهة نظره".

وتابع أن "وجهة النظر" هذه تفيد بأن "كوريا الشمالية لا تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحدها، ولا (لكوريا الجنوبية) واليابان فقط، بل للسلام والاستقرار في كل أنحاء المنطقة".

وخلال قمة مصغرة مع الصين وكوريا الجنوبية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في بنوم بنه، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إنه يضم صوته إلى الدعوات إلى تحرك دولي منسق لإنهاء برنامج بيونج يانج الصاروخي.

وتشعر طوكيو وسيول بقلق عميق من عمليات الإطلاق الأخيرة، التي شملت صاروخاً بالستياً عابراً للقارات.

تهديد خطير

وفي وقت سابق السبت، اقترح الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول آلية للحوار مع الصين واليابان، لمعالجة أي أزمات تطرأ في المستقبل، بما في ذلك تداعيات الحروب على مجالات مثل أمن الغذاء والطاقة وكذلك تغير المناخ.

وانتقد يون ورئيس الوزراء الياباني كيشيدا، محاولة كوريا الشمالية تعزيز قدراتها النووية والصاروخية، ووصفاها بأنها تهديد خطير وغير مقبول.

وفي حوار منفصل مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانج، قال كيشيدا إنه يتعين على اليابان والصين السعي لبناء علاقات "بناءة ومستقرة".

وأصدر زعماء "آسيان"، الجمعة، "تحذيراً" للقادة العسكريين في ميانمار، الذين جرى حرمانهم من حضور القمة، وطالبوهم بإحراز تقدم ملموس بشأن السلام.

وسيشارك قادة من أنحاء العالم في قمة لدول شرق آسيا في بنومبينه، الأحد، قبل اجتماع لرجال الأعمال وقمة لمجموعة العشرين في بالي الأسبوع المقبل، تنتقل الاجتماعات بعدها إلى بانكوك التي ستستضيف منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك).

اقرأ أيضاً:

تصنيفات