"النووي" الإيراني.. تحذير روسي وتدريبات عسكرية بين أميركا وإسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة تعبيرية تجمع بين علمي الولايات المتحدة وإيران والشعار النووي. - REUTERS
صورة تعبيرية تجمع بين علمي الولايات المتحدة وإيران والشعار النووي. - REUTERS
دبي-الشرق

حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الثلاثاء، من أن جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسمياً باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، باتت على وشك الانهيار، فيما بدأت مناورات جوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لمحاكاة توجيه ضربات لمواقع نووية إيرانية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن "موسكو تأمل في استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة "في أسرع وقت ممكن"، إلا أن الوضع أصبح الآن "أكثر تعقيداً" بعد أن "دفعت مجموعة من الدول في الدورة الأخيرة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى إدانة سلوك إيران النووي"، في إشارة إلى الدول الغربية.

وقال ريابكوف للصحافيين على هامش الاجتماع في مؤسسة "جورتشاكوف" لدعم الدبلوماسية العامة: "هذا مثال كلاسيكي على السير في إشعال النار السياسية، عندما لا تعلم التجربة شيئاً''. 

اتفاق ممكن

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي: "في الوقت نفسه يعتقد الجانب الروسي أن "الاتفاق ممكن من حيث المبدأ، لكن يمكن تسريعه بتوافر الرغبة والإرادة السياسية".

وفي عام 2015 ، أبرمت بريطانيا وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيران اتفاقاً نووياً - باسم خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي تضمنت رفع العقوبات مقابل الحد من البرنامج النووي الإيراني.

وفي مايو 2018، انسحبت الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترمب من خطة العمل الشاملة المشتركة وأعادت فرض العقوبات على طهران.

ورداً على ذلك، أعلنت إيران عن خفض تدريجي في التزاماتها بموجب الاتفاقية، والتنازل عن القيود المفروضة على الأبحاث النووية وأجهزة الطرد المركزي ومستوى تخصيب اليورانيوم.

مناورات إسرائيلية أميركية

من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه سيجري سلسلة من التدريبات الجوية المشتركة مع الجيش الأميركي ومحاكاة ضربات ضد مواقع بعيدة. وقال إن "المناورات، التي ستجرى فوق إسرائيل والبحر الأبيض المتوسط​​، تبدأ الثلاثاء".

وأوضح البيان أن التدريبات ستشهد مشاركة "مقاتلات وطائرات ناقلة تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية والقوات الجوية الأميركية في التدريبات وستحاكي عدداً من سيناريوهات التهديد الإقليمي".

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن المناورات ستستمر حتى الخميس فوق البحر الأبيض المتوسط وإسرائيل، وأن المناورات ستشمل تدريبات على رحلات طويلة المدى، على غرار ما قد يحتاجه الطيارون الإسرائيليون للوصول إلى إيران.

وتم تحديد هذه التدريبات خلال زيارة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، حيث أخبر المسؤولين العسكريين الأمريكيين أن البلدين بحاجة إلى تكثيف تعاونهما العسكري استعداداً لهجوم محتمل ضد إيران، بحسب تقارير إسرائيلية.

ونقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إنه في الاجتماعات الأخيرة لممثلي الجيش الإسرائيلي مع نظرائهم الأميركيين "أظهروا تقدماً في استعدادهم للخيار العسكري ضد إيران، وتم نقل رسائل مفادها أنه من أجل ردع إيران، يجب إظهار خيار عسكري حقيقي ومناسب للتهديد".

إسرائيل والتحدي الأمني

من جانبه، قال رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا، الثلاثاء، إن إيران لا تزال تشكل التحدي الأمني الرئيسي الذي يواجه إسرائيل.

واعتبر حولتا، في مؤتمر ينظمه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أن إيران تشكل تحدياً أمنياً "متعدد الأبعاد" لإسرائيل.

وأضاف: "يُعتبر النووي الإيراني والأنشطة الإيرانية في المنطقة من القضايا الرئيسية التي تتصدر جدول أعمالنا، بالإضافة إلى الإرهاب العالمي الذي بات ملموساً، وكل هذا يتجاوز حدودنا".

وأشار إلى أنه حضر مؤتمراً في البحرين، منذ أيام، تناول موضوع الأمن القومي، وقال: "لا تشكل إيران مشكلة تنحصر علينا فقط، فقد أجادت رئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لاين) في تعريف إيران باعتبارها مشكلة عالمية".

وأعلنت إسرائيل مراراً أنها لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي.

قلق أميركي

وكانت الولايات المتحدة عبرت عن "قلق عميق"، الأسبوع الماضي، بشأن التقدم الذي تحرزه إيران في برنامجها النووي، بعدما كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الثلاثاء الماضي، أن إيران تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% القريبة من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة، تحت الأرض لأول مرة في محطتها في فوردو، مضيفة أن إيران تخطط لتوسيع تخصيبها في فوردو ونطنز.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي خلال إيجاز صحافي في واشنطن: "سنتأكد من أن تكون جميع الخيارات متاحة للرئيس (جو بايدن)".

وأضاف: "بالتأكيد لم نغير وجهة نظرنا في أننا لن نسمح لايران بامتلاك القدرة لحيازة السلاح النووي".

وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء، إن واشنطن تواصل مراقبة التقدم النووي الإيراني بـ"قلق عميق"، مؤكداً أن إدارة الرئيس جو بايدن طالب بأن تكون جميع الخيارات "متاحة" على الطاولة لمنع طهران من الحصول على قدرة أسلحة نووية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات