وسط انتقادات أميركية.. الأمم المتحدة تطالب الصين باحترام حقوق الإنسان

time reading iconدقائق القراءة - 6
مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه خلال اجتماع في جنيف - 3 نوفمبر 2021 - REUTERS
مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه خلال اجتماع في جنيف - 3 نوفمبر 2021 - REUTERS
بكين– وكالات

اختتمت مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، زيارة للصين مطالبة إياها بتجنب "إجراءات تعسفية وتمييزية" في مكافحتها الإرهاب، لضمان امتثالها للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، فيما كرّرت الولايات المتحدة قلقها من "جهود" بكين لـ"التلاعب بزيارة" باشليه، بما في ذلك إقليم شينجيانج الذي يقطنه مسلمو أقلية الأويجور.

زيارة باشليه كانت الأولى لمفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى الصين منذ 17 عاماً، علماً أن مكتبها رجّح العام الماضي احتجاز مواطنين من الأويجور في شينجيانج بشكل غير قانوني، وتعرّضهم لسوء معاملة وإرغامهم على عمل قسري.

ونفت الصين أولاً وجود معسكرات اعتقال في الإقليم، ولكنها أعلنت في عام 2018 أنها أنشأت "مراكز تدريب مهني" ضرورية لكبح ما وصفته بالإرهاب والنزعة الانفصالية والتطرف الديني في شينجيانج.

وكانت تنقلات باشليه خلال الزيارة محدودة لأن الصين رتبت لها الرحلة داخل "حلقة مغلقة"، أي بمعزل عن الناس ضمن إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد، ودون مرافقة صحافيين أجانب.

"مراجعة لسياسات مكافحة الإرهاب"

وعقدت باشليه مؤتمراً صحافياً افتراضياً، السبت، في ختام زيارتها التي استمرّت 6 أيام إلى الصين، وشملت شينجيانج غرب البلاد، ولكنها شددت مراراً على أن مهمتها لم تكن "تحقيقاً" في الممارسات الصينية بالإقليم أو في أي مكان آخر، بل فرصة للتواصل مع الحكومة.

وقالت باشليه: "أثَرتُ أسئلة ومخاوف متعلّقة بالتطبيق الواسع لإجراءات مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف... ولاسيما تأثيرها في حقوق الأويجور والأقليات الأخرى ذات الغالبية المسلمة". وأضافت: "شجعت الحكومة على إجراء مراجعة لكل سياسات مكافحة الإرهاب والتطرف، لضمان امتثالها الكامل للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، وخصوصاً الامتناع عن تطبيقها بطريقة تعسفية وتمييزية"، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

واعتبرت أن زيارتها كانت فرصة لها للتحدث "بصراحة" مع السلطات الصينية، مضيفة أنها أثارت مع الحكومة الصينية مسألة "عدم وجود رقابة قضائية مستقلة" على عمل "مراكز التدريب المهني"، ومزاعم عن استخدام القوة وسوء المعاملة والقيود الشديدة على الممارسات الدينية، مشيرة إلى أنها لم تكن قادرة على "تقييم النطاق الكامل" لهذه المراكز، بحسب وكالة "رويترز". واستدركت أنها تدرك الضرر الناجم عن "التطرف العنيف"، وفق وكالة "فرانس برس".

"نتائج إيجابية ملموسة"

تعرّضت زيارة باشليه لانتقادات بسبب فشلها في تأمين ضمانات وصول غير مقيّد إلى شينجيانج، حيث أفاد تقييم للأمم المتحدة، أُعدّ في عام 2019، باحتجاز نحو مليون شخص في تلك المراكز.

وقالت باشليه إنها كانت قادرة على التحدث "من دون إشراف" مع الشعب الصيني. وتابعت أنها زارت سجناً ومركز تدريب وتعليم مهني سابق، وتواصلت مع منظمات للمجتمع المدني وأكاديميين وزعماء دينيين، بحسب "بلومبرغ".

نائب وزير الخارجية الصيني، ما تجاوشو، اعتبر أن الزيارة حققت "نتائج إيجابية ملموسة". وقال بعد انتهاء المؤتمر الصحافي لباشليه، إن الجانبين أجريا "مناقشات مكثفة ومعمقة وصريحة، بروح من الاحترام المتبادل والانفتاح"، مضيفاً: "بعض الدول الغربية بذلت جهوداً كبرى لتعطيل وتقويض زيارة المفوّضة السامية، لكن مخططها لم ينجح".

انتقادات أميركية

في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "الولايات المتحدة لا تزال قلقة حيال زيارة باشليه وفريقها إلى الصين، وجهود الصين لتقييد زيارتها والتلاعب بها". وأضاف: "نحن قلقون من أن الشروط التي فرضتها سلطات بكين على الزيارة لم تسمح بإجراء تقييم كامل ومستقل لبيئة حقوق الإنسان في الصين، بما في ذلك شينجيانج، حيث تتواصل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية".

وتابع أنه "منزعج بشكل أكبر من تقارير تفيد بتحذير سكان شينجيانج من الشكوى أو التحدث بصراحة عن الأوضاع في المنطقة"، لافتاً إلى "عدم تقديم أيّ رؤية بشأن مئات الأويجور المفقودين وظروف مليون شخص منهم معتقلين".

وزاد: "كان يجب السماح للمفوّضة السامية بعقد لقاءات خاصة مع أفراد عائلات الأويجور وآخرين من الأقليات العرقية في الشتات في شينجيانغ، الذين ليسوا في معسكرات الاحتجاز ولكنهم يُمنعون السفر خارج المنطقة".

رؤيتان لزيارة باشليه

تصريحات باشليه في ختام زيارتها أثارت انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال أدريان زينز، وهو باحث في شؤون الصين في مؤسسة تُعنى بـ"ضحايا الشيوعية"، لـ"بلومبرغ": "إنها أمر مذهل جداً، وتنم عن نقص في الإدراك أو الرغبة في فهم ما يحدث في المنطقة". واعتبر أنه "سيكون سهلاً جداً على الدعاية الحكومية الصينية تصوير ذلك ... على أنه إبراء جزئي لسياساتها في شينجيانغ".

لكن فيليب ألستون، أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة نيويورك وكان مقرراً خاصاً لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رأى أن زيارة باشليه كانت "مهمة جداً"، إذ سلّطت الضوء على شينجيانغ.

ورفض مزاعم بأن بكين تستغل الزيارة، مشيراً إلى أن باشليه "تتمتع بخبرة عالية، وهي متطورة جداً، وتدرك تماماً كل الأبعاد السياسية المختلفة لما تفعله"، علماً أنها كانت رئيسة لتشيلي.

وكان الرئيس الصيني، شي جين بينج، أجرى اتصالاً هاتفياً بباشليه قبل أيام، في خطوة غير معتادة لزعيم يتحدث غالباً إلى رؤساء دول آخرين، ما يؤكد الأهمية التي أولتها بكين لزيارتها، بحسب "بلومبرغ".

وأشارت وسائل إعلام رسمية صينية في وقت لاحق إلى أن باشليه أشادت بسجل بكين في مجال حقوق الإنسان، خلال الاتصال، وهذا أمر بدا أن مكتبها نفاه في وقت لاحق، أثناء "توضيح" لتصريحاتها "الفعلية".والتقت باشليه أيضاً وزير الخارجية الصيني وانج يي الذي شوهد يحمل نسخة من كتاب شي جين بينج عن حقوق الإنسان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات