
يحذر خبراء في الأمن السيبراني بحلف شمال الأطلسي من أن تزايد عدد العاملين عن بعد في كل أنحاء العالم على خلفية تفشي جائحة فيروس كورونا، يضاعف مخاطر التعرض لهجمات إلكترونية.
وقال مدير مركز التميز للدفاع الإلكتروني التعاوني التابع لحلف شمال الأطلسي ياك تارين، لوكالة "فرانس برس" إن "الإقبال واسع النطاق على العمل عن بُعد اجتذب جواسيس ولصوصاً ومجرمين".
ولاحظ تارين أن زيادة كمية المعلومات المتدفقة بين خوادم المؤسسات والشبكات المنزلية تتسبب بتحديات جديدة لأصحاب العمل.
ونبّه إلى أن "مواجهة هذه التحديات الجديدة أمر معقد ويتطلب الكثير من الإمكانات، بالإضافة إلى نهج مختلف".
وأضاف الخبير التقني: "في سعينا إلى تقييم مدى النشاط الخبيث في الفضاء الإلكتروني المزدحم في عصر كوفيد-19، لا نرى على الأرجح سوى جزء بسيط" المشكلة.
وأظهر استطلاع على مستوى أوروبا في سبتمبر أن نحو ثلث الموظفين يعملون من المنزل، وهو ما زاد إلى حد كبير من خطر الهجمات الإلكترونية.
وحذر الإنتربول في أغسطس الماضي من معدل مقلق للهجمات الإلكترونية الموجهة نحو الشركات، والحكومات، والمؤسسات الخدمية عموماً.
وأشار تقرير لشركة "مايكروسوفت" إلى أن الهجمات الإلكترونية التي تستغل الموضوعات المتعلقة بكورونا لاختراق الأنظمة بلغت نحو 20 إلى 30 ألفاً يومياً في الولايات المتحدة فقط.
وفي أبريل الماضي، قال مكتب التحقيق الفيدرالي "إف بي آي" إن عدد البلاغات المتعلقة بالهجمات الإلكترونية ارتفع بنحو 4 آلاف بلاغ يومياً، وذلك منذ بداية الوباء، بزيادة بنحو 400% عن الفترة قبل ظهور فيروس كورونا.
ومنذ بداية الوباء، قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك زيادة كبيرة في الهجمات الإلكترونية الموجهة نحو العاملين في المنظمة، خصوصاً أولئك الذين يعملون على موضوع كورونا".
وفي كندا خلص تقرير لسلطة تسجيل الإنترنت إلى أن أكثر من ربع العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات، قالوا إن شركاتهم تعرضت لهجمات ذات صلة بالفيروس، بعضها يستخدم تطبيقات مزيفة لتعقب الإصابات، وأخرى تستغل نتائج فحوصات كورونا.
تدريب على مواجهة الاختراقات
ودفعت هذه الأنشطة دولاً ومظمات دولية إلى العمل من أجل إجراءات مضادة، وفي هذا الصدد يحتفظ حلف الأطلسي في إستونيا بخليتين إلكترونيتين استحدثهما قبل أكثر من عقد في أعقاب سلسلة من الهجمات الإلكترونية كان مصدرها روسيا المجاورة.
وقال رئيس قسم السياسة السيبرانية في وزارة الدفاع الإستونية ميكل تيك إن "الخبراء أعدّوا بنية تحتية للعمل، ولكن ليس بإمكانهم التحكم بكيفية استخدام الناس الإنترنت في المنزل ولا بدرجة الأمان".
وكشف تيك أن أحدث الهجمات الإلكترونية استهدفت قطاع الرعاية الصحية الإستوني ونظام التعريف الرقمي للهواتف المحمولة.
وأثرت الجائحة أيضاً على عمل المراكز الإلكترونية، إذ تسببت بإلغاء دورات تدريبية ميدانية، إلا أن مركز الدفاع الإلكتروني التابع للحلف الأطلسي مرتاح للإقبال المتزايد على دورات الأمن السيبراني التي ينظمها عبر الإنترنت.
وتوفر غرف الخوادم في هذا المركز منصة لدورات حلف الأطلسي التدريبية في مجال الأمن السيبراني.
ومن بين هذه الدورات "مكافحة هجوم من الروبوتات" و"الموارد التشغيلية في مواجهة التهديد السيبراني" و"كيفية درء الهجمات والدفاع عن أنظمة تكنولوجيا المعلومات".
ومنذ الأول من سبتمبر، حضر هذه الدورات 6411 شخصاً، ويسعى المركز إلى بلوغ عتبة العشرة آلاف بحلول نهاية عام 2020.