واشنطن تستعد لـ"إجراءات استثنائية" لتجنب التخلف عن سداد الديون

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين - Getty Images via AFP
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين - Getty Images via AFP
واشنطن- أ ف ب

حذّرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الجمعة، من اضطرار واشنطن إلى اتخاذ "إجراءات استثنائية" في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، لـ"تجنب التخلف عن سداد الديون"، ما زاد من حدة التوتر بين الجمهوريين والديموقراطيين بشأن هذه القضية المثيرة للجدل. 

وفي رسالة وجهتها الوزيرة إلى رئيس مجلس النواب الجمهوري الجديد كيفين مكارثي، أكدت يلين أن وزارتها "تستعد اعتباراً من هذا الشهر"، لاتخاذ الإجراءات الأولى بخصوص عدة صناديق تقاعد لموظفي الدولة. 

ورغم أن هذه الإجراءات يفترض أن تكون موقتة، إلاّ أن يلين حذّرت من أنه "في ظل عدم وجود سقف جديد (للديون)، يمكن أن تجد الولايات المتحدة نفسها في وضع التخلف عن السداد للمرة الأولى في تاريخها".

ويعني ذلك أن واشنطن لن تستطيع أن تسدد في الآجال، أقساط الديون أو فوائدها. 

وأوضحت في رسالتها أن "الفشل في تلبية واجبات الحكومة، سيلحق ضرراً لا يعوض بالاقتصاد الأميركي، وسبل عيش الأميركيين كافة والاستقرار المالي العالمي".

لكن الغالبية الجمهورية في مجلس النواب، يمكن أن تستغل عامل الوقت لمحاولة إجبار الديموقراطيين على التخلي عن بعض النفقات التي أقروها، عندما كانت لهم غالبية مقاعد المجلس.

مكارثي: إنفاق خارج عن السيطرة

في هذا الصدد، قال رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي للصحافيين، الخميس، إن "الإنفاق خارج عن السيطرة، وليس هناك رقابة، ولا يمكن أن يستمر على هذا النحو".

وأضاف: "نحتاج إلى تغيير الطريقة التي ننفق بها الأموال بتهور في هذا البلد، وسنحرص على أن ذلك ما سيحدث".

على الجانب الديموقراطي، اعتبر عضو لجنة الميزانية في مجلس النواب بريندان بويل، أن تصريح جانيت يلين "مقلق للغاية"، واتهم الجمهوريين بـ"الاعتقاد أنه من الطبيعي أخذ اقتصادنا رهينة لفرض إصلاحات متطرفة وغير شعبية".

 "التزامات قانونية"

أما البيت الأبيض، فقد دعا الكونجرس إلى رفع سقف ديون البلاد، مشيراً إلى أنه ليس لديه نية للتفاوض مع الغالبية الجمهورية حول الموضوع.

وذكّرت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان بيار، أن المشرّعين الجمهوريين والديموقراطيين يتعاونون عادة بشأن الموضوع "وذلك هو المطلوب"، مضيفة أنه "لا ينبغي تسييس مسألة الديون".

وقال أندرو بيتس، مساعد كارين جان بيار، إن "الجمهوريين في مجلس النواب يقولون للأميركيين حرفياً إنهم مستعدون لإحداث أفظع انهيار في التاريخ الحديث، إذا لم يتمكنوا من خفض الإنفاق على البرامج الأكثر شعبية".

ومن بين النفقات التي يقول الديموقراطيون إن الجمهوريين يريدون إلغائها، تلك المتعلقة بالتأمين الصحي خصوصاً للمتقاعدين، وكذلك المساعدات الغذائية للفقراء.

وليست هذه المرة الأولى التي يثير فيها الملف جدلاً، ففي حين رفع المشرّعون أو علّقوا الحد الأقصى للمديونية 78 مرة منذ عام 1960، من دون صعوبة في غالب الأحيان، فإن المرة 79 في ديسمبر 2021 تسببت في توترات خطرة بين الحزبين.

واعتبرت الأقلية الجمهورية أن رفع سقف الديون سيكون بمثابة إعطاء صكّ على بياض للرئيس الأميركي، واتهموه بالمساهمة في مفاقمة التضخّم. واعتبر الديمقراطيون أن رفع الحد غرضه سداد الأموال المقترضة، بما في ذلك مليارات أنفقت في عهد الرئيس دونالد ترمب.

في رسالتها الجمعة، شدّدت جانيت يلين على أن رفع السقف أو تعليقه "لا يعني السماح بإنفاق جديد"، ولكن ببساطة "السماح للحكومة بتمويل الالتزامات القانونية التي تعهّد بها الكونجرس ورئيس كلّ من الحزبين في الماضي".

وفي إشارة إلى القلق من فكرة التخلف عن السداد، قفزت معدّلات فائدة السندات الحكومية الأميركية قصيرة الأجل بعد نشر الرسالة.

وارتفع العائد على سندات الخزينة لمدة شهر واحد إلى 4,43%، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 15 عاماً (سبتمبر 2007). وكانت الفائدة قد ارتفعت كثيراً في الأشهر الأخيرة، بسبب تشديد  الاحتياطي الفدرالي الأميركي للسياسة النقدية. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات