اجتماع مجلس الناتو مع روسيا.. "خلافات عميقة" وانفتاح على الحوار

time reading iconدقائق القراءة - 7
ينس ستولتنبرج أمين حلف شمال الاطلس خلال مؤتمر صحافي عقب المحادثات مع روسيا - 12 يناير 2022 - REUTERS
ينس ستولتنبرج أمين حلف شمال الاطلس خلال مؤتمر صحافي عقب المحادثات مع روسيا - 12 يناير 2022 - REUTERS
موسكو/ بروكسل -أ ف برويترز

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، الأربعاء، في أعقاب الاجتماع بين ممثلي الدول الأعضاء وروسيا، إن الخلافات بين الجانبين "عميقة"، لكنه أكد الانفتاح على الحوار، فيما أوضح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو أن المحادثات كشفت "عدداً كبيراً من الخلافات بشأن مسائل جوهرية".

وأضاف أضاف أمين عام الناتو، في مؤتمر صحافي، أعقب الاجتماع، أن روسيا ناقشت الضمانات الأمنية التي طلبتها في ديسمبر الماضي خلال المحادثات، مشدداً على أن الحلف "لن يتنازل عن قدرته على حماية حلفاءه".

وبشأن إمكانية عقد اجتماعات مستقبلية، أجاب أن "الجانبين يستكشفان إمكانية ذلك"، مشيراً إلى أنه "ليس من السهل رأب الصدع بينهما لكن المحادثات تناولت القضايا المهمة".

واعتبر ستولتنبرج، أن روسيا انتهكت معاهدات منع الصواريخ التقليدية والنووية، وتسببت في انهيارها "عبر نشر صواريخ مكثف"، لافتاً إلى أن موسكو لديها قوات عسكرية في جورجيا وأوكرانيا والقرم وكذلك مولدوفا، وهذه القوات موجودة بدون موافقة حكومات تلك الدول، وهي لم تدعوها لتأتي لدولها وهي غير مرحب بها".

وأضاف الأمين العام للناتو، خلال المؤتمر الصحافي، أن هناك اجتماعاً، الأربعاء في الناتو، وأن الدول الأعضاء ستدعو إلى سحب القوات الروسية. 

وتابع "لن نساوم على مبادئنا الأساسية ولن نساوم على وحدة وسيادة الدول في أوروبا، ولن نساوم على حق الدول في اختيار سياستها الخارجية وما تريد أن تكون جزءاً منه"، مجدداً تحذيره من أن "استخدام للقوة ضد أوكرانيا سيكون خطأ هائلاً لروسيا وستدفع ثمناً باهظاً". 

وبدأت في العاصمة البلجيكية بروكسل، في وقت سابق الأربعاء، فعاليات الاجتماع بين مجلس حلف شمال الأطلسي "الناتو" وروسيا، بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء، في حين يرأس وفد موسكو نائب وزير الخارجية ألكسندر جروشكو. 

موسكو: اختلافات "جوهرية" 

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو إن هناك اختلافات "جوهرية" بعد المحادثات مع حلف شمال الأطلسي.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقب المحادثات في بروكسل، أن هذه المحادثات الأمنية كانت "عميقة" و"صريحة"، لكن ما زال هناك الكثير من الخلافات "الجوهرية" بين الجانبين.

وقبل انطلاق المحادثات، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في تغريدة على تويتر: "ينعقد في مقر الناتو اجتماع لمجلس روسيا. إنها فرصة مناسبة للحوار في لحظة حرجة للأمن الأوروبي. عندما تكون التوترات عالية، يكون من الأهم أن نجلس حول نفس الطاولة ونتصدى لمخاوفنا".

من جانبه، أوضح ممثل إحدى الدول الأوروبية في الاجتماع خلال تصريحات لوكالة "فرانس برس"، أنه "ليس هناك سبب للتفاؤل، إلّا أن الروس ملتزمون جدياً بالمسار الدبلوماسي".

وأضاف: "أكّدت واشنطن لموسكو أنها لا تنوي نشر أسلحة هجومية في أوكرانيا، لكنها نفت أن يكون لديها نيّة في نزع السلاح في أوروبا".

وشدّد الدبلوماسي الأوروبي على ضرورة توخي أكبر قدر من الحذر، قائلاً: "ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن عملية ما ستبدأ. نحن لا نتفاوض حتى"، مشيراً إلى أن أوكرانيا تتحلى بـ"ضبط النفس، وعلى الحلفاء تجنّب أي ذريعة لإغلاق المسار الدبلوماسي".

"لا تهدئة"

وفي السياق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إنه "لا يزال من المبكر جداً لنقول إذا كان الروس جدّيين أم لا في المسار الدبلوماسي أو إذا كانوا مستعدّين للتفاوض بشكل جدّي".

وتابعت أن علاقة حلف شمال الأطلسي مع أوكرانيا "هي مسألة لا تعني إلّا أوكرانيا والحلفاء الـ30 ضمن الناتو، ولا تعني الدول الأخرى".

من جانبها، أوضحت السفيرة الأميركية الجديدة في الحلف جوليان سميث أن الولايات المتحدة "لم تقدم أي تنازلات، لكنّها صاغت مقترحات للحدّ من مخاطر الصراع والشروع في نزع الأسلحة التقليدية والنووية".

ولفتت إلى أن مجلس "الناتو - روسيا"، "قد يكون فقط تكراراً لمحادثات جنيف التي اعتزم كلّ فريق خلالها التمسّك بمواقفه".

وكانت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، أعلمت الثلاثاء، ممثلي الدول الـ 30 الأعضاء في الحلف بفحوى المفاوضات التي أجرتها في جنيف مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف.

وأوضحت أن موسكو "لا تُبدي أي علامة تهدئة بحيث لم تقدّم إثباتاً بعدم اجتياح أوكرانيا أو تفسير للأسباب التي دفعتها لنشر نحو  100 ألف جندي على الحدود". 

وكتبت شيرمان في تغريدة على تويتر: "الولايات المتحدة مصمّمة على العمل عن كثب مع حلفائها وشركائها من أجل التشجيع على خفض التصعيد والردّ على الأزمة الأمنية التي سببتها روسيا".

تحفظ روسي على توسع الناتو

في غضون ذلك، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الأربعاء، إن روسيا "لا تصدر إنذارات" في مفاوضاتها مع الغرب، لكنها بحاجة إلى "إجابات محددة" بشأن الضمانات الأمنية التي اقترحتها بلاده في ديسمبر الماضي.

وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز"، "روسيا على استعداد للتفاوض مباشرة مع أوكرانيا بشرط الوفاء بالاتفاقات"، لافتاً إلى أن التدريبات التي أجريت الثلاثاء بالذخيرة الحية والدبابات من قبل القوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية "غير مرتبطة بمحادثات الناتو".

وفي رده على سؤال بشأن موقف بلاده من انضمام فنلندا للحلف قال المتحدث باسم الكرملين، إن بلاده تتحفظ على أي توسع للحلف، وأنه "يثير قلقها"، واصفاً الناتو بأنه "أداة مواجهة". 

وسيُمثل نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو بلاده في المفاوضات، إذ وصف الاجتماع بأنه "لحظة الحقيقة" في العلاقات بين روسيا والحلف، فيما ستُمثّل شيرمان الولايات المتحدة، أما فرنسا فقد أرسلت فرانسوا دولاتر وهو المدير العام لوزارة الخارجية الفرنسية.

وفي هذا الصدد قال جروشكو، إن "توقعاتنا واقعية تماماً ونأمل بأن يكون حواراً جدياً ومعمّقاً. ستُطالب روسيا بردّ شامل من قبل الناتو على مطالبها".

وأضاف: "سنضغط من أجل نيل ردّ ملموس وجوهري، مادة تلو الأخرى، على مشروع الاتفاق الروسي حول الضمانات".

وتعد الاجتماعات جزءاً من محاولة لنزع فتيل أسوأ التوترات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة، والتي أثارها في الأساس المواجهة بشأن أوكرانيا، إذ تدعي الولايات المتحدة عزم روسيا "غزو أوكرانيا"، في حين تنفي موسكو مثل هذه الادعاءات.

والخميس يتوجّه الفرقاء إلى فيينا للمشاركة في اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، كما أعلنت فرنسا، الثلاثاء، عن اجتماع لمجموعة "صيغة نورماندي" التي تضم ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا وروسيا بحلول نهاية يناير الجاري، إذ وصلت آلية نورماندي التي أطلقت في مستهل النزاع الأوكراني في العام 2014 إلى طريق مسدود.

يُشار إلى أن موسكو وافقت على إعادة إحياء مجلس "الناتو-روسيا"، وهو هيئة استشارية أُنشئت في عام 2002، وعُلّقت أعمالها في يوليو 2019.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات