أشعل الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته تركيا في عام 2016 خلافاً جديداً بين واشنطن وأنقرة، بعد تصريحات أطلقها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو اتهم فيها الولايات المتحدة بالوقوف خلفه.
ونفت الخارجية الأميركية تورطها في محاولة الانقلاب، وقالت في بيان إن "الولايات المتحدة لم تكن متورطة في هذا الانقلاب، وانتقدته عند وقوعه على الفور".
وشددت الخارجية الأميركية على أن "هذه التصريحات، وغيرها من المزاعم التي لا أساس لها من الصحة، وغير المسؤولة، عن مسؤولية الولايات المتحدة عن الأحداث في تركيا، تتعارض مع مكانة تركيا كشريك في حلف الناتو، وشريك استراتيجي لنا".
وقال سليمان صويلو لصحيفة "حريت" إن الولايات المتحدة "أدارت محاولة الانقلاب، بينما نفذتها شبكة غولن"، مضيفاً أن "أوروبا كانت متحمسة حيالها". وأضاف: "من الواضح تماماً أن الولايات المتحدة تقف وراء محاولة انقلاب 15 يوليو"، وأن شبكة (فتح الله) غولن "هي من نفذتها بناءً على أوامرها".
وواشنطن التي تنفي مشاركتها في الانقلاب، رفضت مراراً مطالبات تركية بتسليم غولن، وأرجعت رفضها إلى عدم تقديم أنقرة أدلة موثوق بها.
وتتهم أنقرة منذ وقت طويل فتح الله غولن، وهو حليف سابق لأردوغان يعيش في ولاية بنسلفانيا الأميركية، بتنفيذ محاولة الانقلاب، التي قُتل فيها نحو 250 شخصاً، فيما ينفي غولن هذه الاتهامات.
مساع لرأب الصدع
وتأتي هذه الاتهامات في وقت تسعى فيه أنقرة إلى تحسين العلاقات مع واشنطن، شريكتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في عهد الرئيس جو بايدن، الذي وجه انتقادات شديدة للرئيس التركي أردوغان خلال حملته الرئاسية.
وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، تحدث عبر الهاتف، الثلاثاء، مع كبير مستشاري الرئيس التركي للسياسة الخارجية، إبراهيم كالين، في أول محادثات أمنية بين الجانبين منذ تنصيب بايدن رئيساً للبلاد في 20 يناير الماضي.
ووفق البيان، أكد سوليفان "رغبة إدارة بايدن في إقامة علاقات بناءة بين الولايات المتحدة وتركيا، وتوسيع مجالات التعاون، وإدارة الخلافات بشكل فعال".
وقال كالين عقب المحادثات إنه أبلغ نظيره الأميركي بـ"ضرورة تضافر الجهود المشتركة لإيجاد حل للخلافات الحالية، والمتمثلة في شراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400"، ودعم الولايات المتحدة لفصيل كردي في شمال سوريا".