أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية، الجمعة، أنّ فوائد لقاح أسترازينيكا ضد فيروس كورونا، تزداد مع ارتفاع سن متلقي الجرعة، وهي لا تزال تفوق المخاطر على غرار التعرّض لتجلطات دموية.
وأوضحت الوكالة الأوروبية، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، أنّ دراسة جديدة "أظهرت أنّ فوائد تلقي اللقاح تزداد مع ارتفاع السن.. وأنّ هذه الفوائد لا تزال تفوق المخاطر"، ومن المرجح أن يعزز ذلك البيان قرار بعض الحكومات بعدم استخدامه مع الشباب.
ولقاح "أكسفورد-أسترازينيكا"، هو تطوره جامعة أكسفورد بالشراكة مع شركة أسترازينيكا البريطانية-السويدية، ونال الموافقة على إدراجه في برنامج التلقيح الخاص بالمملكة المتحدة في 30 ديسمبر 2020، وأُعطيت الجرعة الأولى في 4 يناير عام 2021.
وفي مارس 2021، أوقفت بعض البلدان، من بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والنرويج والدنمارك والسويد، استخدام اللقاح مؤقتًا خوفًا من علاقته بحالات نادرة من تخثر الدم التي لوحظت في عدد قليل من متلقي اللقاح. وهو ما دفع العديد من الدول الأوروبية بقصر استخدام اللقاح على الفئات الأكبر سناً من السكان.
ونقلت "بلومبرغ" عن الوكالة قولها، إنه "من السابق لأوانه إجراء تغيير واسع في التوصية المتعلقة باللقاح، ومع ذلك، فإنه لا توجد أدلة كافية لإجراء تقييم كامل لفوائد اللقاح ومخاطره".. قال بيتر أرليت ، رئيس التحليلات في EMA ، إنه يجب على الوكالة فحص جميع السيناريوهات.
"مراقبة اللقاحات"
وقالت وكالة الأدوية الأوروبية، إنها تراقب اللقاحات التي تعتمد على الحمض النووي الريبي (RNA) بحثاً عن أي آثار جانبية مماثلة لحالات تخثر الدم (التجلط)، ولكنها لم تستطع حتى الآن تحديد ما إذا كان هناك أي سبب لحدوث المزيد من الجلطات في اللقاحات التي ابتكرتها شركتا أسترازينيكا وجونسون آند جونسون.
ونقلت بلومبرغ عن ماركو كافاليري، رئيس قسم استراتيجية اللقاحات في الوكالة الأوروبية، القول إنهم يناقشون المشكلة مع المطورين المحتملين الذين يستخدمون تكنولوجيا الحمض النووي ذاتها.
وأضاف: "لا نعرف حتى الآن سبب تلك الأعراض الجانبية نادرة الحدوث، ونحن الآن بصدد بدء عدد من التحقيقات التي نأمل أن توضحها في أقرب وقت ممكن.. نحن نبحث في جميع تقنيات النظام الأساسي لفهم ما إذا كان يمكن ربط أي منها بحوادث التجلط".
وعلى الرغم من القيود المفروضة على استخدام أسترازينيكا، فإن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قالت في وقت سابق الجمعة، إن حملة التطعيم الأوروبية تسير في المسار الصحيح وأن الاتحاد سيحقق هدفه الرئيسي بتطعيم 70% من سكانه في يوليو المقبل.
وأضافت فون دير لاين، أنها "واثقة" من أن الاتحاد الأوروبي سيحصل على جرعات كافية لتطعيم 70% من البالغين في ذلك الشهر.
بريطانيا: وفاة 32 من متلقي "أسترازينيكا"
أعلنت السلطات البريطانية أنها أحصت 168 إصابة بجلطات الدم في المملكة المتحدة لدى أشخاص تلقوا لقاح أسترازينيكا ضد فيروس كورونا، أفضى 32 منها إلى الوفاة من أصل أكثر من 21,2 مليون جرعة أولى تم إعطاؤها.
وأكدت السلطات في تقرير الخميس أن تحليل هذه البيانات المسجلة حتى 14 أبريل يسمح بالتأكيد أن "فوائد اللقاح ما زالت تفوق مخاطرة لدى غالبية الناس"، بحسب "فرانس برس".
ويبلغ معدل الإصابة بتجلط 7.9 لكل مليون جرعة، بينما تشير البيانات إلى أن معدلاً أعلى سجل بين البالغين الأصغر سناً، حسب السلطة التنظيمية التي أكدت أن هذه العناصر التي تتبدل يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند استخدام هذا اللقاح.
وأوصت اللجنة العلمية المشرفة على حملة التطعيم البريطانية في بداية أبريل بأن يقتصر استخدام لقاح أسترازينيكا على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً، عندما يكون ذلك ممكناً.
وحالات التجلط في المملكة المتحدة شملت 93 امرأة و75 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 18 و93 عاماً. وأصيب أحد هؤلاء بجلطة بعد تلقي الجرعة الثانية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقل مركز الإعلام العلمي "ساينس ميديا سنتر" عن البروفسور آدم فين من جامعة بريستول قوله إن هذه الزيادة في عدد الحالات كانت "متوقعة".
وأضاف أن العامة وطاقم التمريض أصبحوا واعين لهذه المتلازمة، مشيرا إلى أنه "يتم الإبلاغ عن الحالات بشكل موثوق وسريع"، وبعضها "حدثت من قبل تم التعرف عليها الآن والإبلاغ عنها أيضاً، ولكن من الواضح أن الجلطات نادرة جداً".
وأطلقت بريطانيا، التي سجل فيها أكبر عدد من الوفيات جراء الفيروس في أوروبا بلغ 127 ألفاً، حملة تطعيم واسعة مستخدمة لقاحات أسترازينيكا وفايزر-بيونتك وموديرنا.
وتفيد آخر الأرقام أن أكثر من 33 مليون شخص تلقوا جرعة أولى من اللقاح و11 مليوناً تلقوا جرعة ثانية.
السعودية: رصد 7 حالات تجلط
قالت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية، الثلاثاء الماضي، إنها تلقت 34 بلاغاً لحالات جلطات دموية بسبب استخدام لقاحات فيروس كورونا، ومنها لقاح "أكسفورد-أسترازينيكا"، وبالمتابعة تُرجّح الهيئة وجود 7 حالات تجلط مُحتملة مرتبطة باللقاح.
وأضافت الهيئة في بيان، أنها "درست البلاغات المقدمة من جميع جوانبها العلمية والفنية، إضافة إلى عرضها على اللجان العلمية المتخصصة، وبناءً عليه تُرجّح الهيئة وجود 7 حالات تجلط مُحتملة مرتبطة باللقاح، وذلك لعدم وجود أسباب أخرى لظهور التجلطات فيها، إلا أنَّه حتى الآن لم يتم تأكيد متلازمة نقص الصفائح والتخثر المناعي المرتبطة بلقاح أسترازينيكا في أي من هذه الحالات".
وأكدت "الغذاء والدواء" السعودية أنَّه لا تزال المنافع المرجوة من إعطاء اللقاح تفوق المخاطر المحتملة حسب المعلومات الطبية المعتمدة، وأنَّ جميع اللقاحات المعتمدة في المملكة عالية السلامة، كما أوصت متلقي اللقاح بضرورة استشارة الطبيب المعالج أو التوجه لأقرب مركز صحي عند ظهور أي من الأعراض واستمرارها لأكثر من 3 أيام بعد تلقي اللقاح.