
أشاد البابا فرنسيس، الأحد، في العاصمة المجرية بودابست بالدولة "المتمسكة بجذورها"، لكنه دعا المجريين أيضاً إلى "الانفتاح" على الآخرين"، في إشارة إلى السياسة المناهضة للهجرة التي ينتهجها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
وقال بابا الفاتيكان من عربته أمام حشود غفيرة أتت للترحيب به، إن "المشاعر الدينية هي عصارة هذه الأمة المرتبطة بجذورها".
زار البابا، البالغ من العمر 84 عاماً، بودابست ليرأس القداس الختامي للمؤتمر الإفخارستي الدولي، وجاءت تصريحاته خلال قداس الأحد الذي ترأسه في ختام زيارته الخاطفة. وكان قد التقى في وقت سابق، لدى وصوله إلى المجر، أوربان بحضور رئيس البلاد يانوس أدير.
ولم يتم الكشف عن فحوى الجلسة المغلقة، لكن أوربان المعارض لاستقبال اللاجئين من جميع الأديان، قال "طلبت من البابا ألا يدع مسيحيي المجر يهلكون".
وقال البابا للصحافيين على متن طائرة رحلته إلى بودابست، في إشارة إلى جائحة كوفيد-19 "بدأنا نستأنف الزيارات وهذا أمر مهم للغاية، إذ يمكننا إيصال كلماتنا وتهانينا للناس" وبسؤاله عن جراحة خضع لها مؤخراً، قال البابا إنه "على ما يرام".
وبسبب قصر زيارة البابا لبودابست، وهي الأولى منذ عمليته الجراحية الأخيرة في يوليو، قال دبلوماسيون ووسائل إعلام كاثوليكية إنه يعطي الأولوية لسلوفاكيا ويوجه "توبيخاً للمجر".
رفض سياسة الهجرة
وكانت المفوضية الأوروبية قد أحالت المجر إلى محكمة العدل الأوروبية، في وقت سابق، لتقييدها على نحو غير قانوني إجراءات اللجوء، في الوقت الذي تعاني منه دول الاتحاد الأوروبي من خلافات بشأن خطة أوروبية لتوزيع طالبي اللجوء.
وقالت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد إيلفا يوهانسون "واضح للجميع أن التضامن عند الضرورة أو التضامن الطوعي غير كاف. لقد ثبت ذلك منذ سنوات عدة".
وبموجب قانون أقره البرلمان المجري سيتم إجبار المهاجرين غير النظاميين، بمن فيهم العائلات التي معها أطفال، على البقاء في المخيمات التي سيتم إنشاؤها على الحدود طوال فترة طلب اللجوء.
ونصبت المجر في وقت سابق سياجاً من الأسلاك الشائكة على حدودها مع صربيا وكرواتيا من أجل وقف التدفق غير النظامي للمهاجرين. وأعلنت حالة الطوارئ في المناطق الحدودية وزادت العقوبات المفروضة على العبور غير القانوني.
كما أعلنت السلطات المجرية أنها سترحل كل من يتم ضبطه من المهاجرين غير النظاميين في عموم البلاد، ومن المنطقة الحدودية المحاطة بالأسلاك الشائكة.