بايدن: ترمب يجب ألا يتلقى إحاطات استخبارية بعد الآن

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، 29 يناير 2021 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، 29 يناير 2021 - AFP
دبي -الشرق

أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن اعتقاده بأنّ سلفه دونالد ترمب يجب ألا يتلقّى بعد الآن الإحاطات السرّية التي تُرسلها عادةً وكالات الاستخبارات الأميركيّة إلى الرؤساء السابقين؛ وذلك بسبب سلوكه "الذي لا يُمكن توقّعه".

وقال الرئيس الديمقراطي الجديد في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية، الجمعة: "أعتقد أنّه لا يحتاج إلى تلقّي إحاطات الاستخبارات. ما هي الفائدة من تقديم إحاطة استخباريّة له؟ وما هو تأثير ذلك على الأمور، غير أنّه قد يقوم بالإفصاح عن شيء ما؟".

ولتبرير موقفه هذا، تحدّث بايدن عن "السلوك غير المتوقّع" للملياردير الجمهوري، مشيراً إلى "التمرّد" الذي حصل في 6 يناير الماضي، عندما اقتحم أنصار لترمب مبنى الكابيتول في واشنطن، بعدما تابعوا أحد خطاباته التي طعن خلالها بهزيمته في انتخابات 3 نوفمبر.

إدانة ترمب قرار مجلس الشيوخ

وفي مقطع من المقابلة التي من المقرر بثها كاملة غداً الأحد، رفض بايدن الإفصاح عما إذا كان سيصوّت لإدانة ترمب في محاكمة عزله الأسبوع المقبل، إذا كان من أعضاء مجلس الشيوخ.

ومضى قائلاً: "انظروا، لقد بذلت أقصى جهد لأهزمه، لأنني اعتقدت أنه غير مؤهل ليكون رئيساً". 

وأردف: "لقد شاهدت ما شاهده الجميع، وما حدث عندما اقتحم ذلك الحشد كونغرس الولايات المتحدة. لكنني لست عضواً في مجلس الشيوخ الآن. سأترك مجلس الشيوخ يتخذ هذا القرار".

ترمب لم يطلب إحاطات استخباريّة

ويحصل الرؤساء السابقون تقليدياً على إحاطات استخباريّة، لكنّ بعض المعارضين أعربوا عن مخاوفهم حيال إمكان أن يُقدم ترمب على كشف معلومات مهمّة لأمن البلاد.

لكن مسؤولاً كبيراً في الإدارة، قال لشبكة "سي إن إن" في وقت سابق، إن ترمب لم يقدم أي طلبات في هذه المرحلة، لافتاً إلى أن هناك العديد من السبل التي يمكن من خلالها تقديم المعلومات الاستخباراتية، وهو أمر يمكن أن تقوم بإعداده دوائر الاستخبارات في حالة ورود أي طلب.

بينما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الخميس، إن "دوائر الاستخبارات تدعم طلبات الحصول على إحاطات استخباراتية من الرؤساء السابقين، وستراجع أي طلبات واردة، كما فعلوا دائماً".

ولم يكن معروفاً إذا كان ترمب يقرأ بشكل كامل أو منتظم الإحاطة اليومية للرئيس، وهو ملخص سري للغاية لأسرار البلاد، عندما كان في منصبه. وكانت شبكة "سي إن إن" ذكرت في تقرير سابق أنه بدلاً من ذلك كان يتلقى إحاطة شفهية مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً من قبل مسؤولي استخباراته.

من جهتها، كتبت نائبة مدير الاستخبارات الوطنية السابقة في عهد ترمب، سو غوردون، في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بعد أحداث الكابيتول الأميركي الشهر الماضي، أن ترمب "قد يكون عرضة على نحو غير معتاد لجهات فاعلة سيئة تضمر نوايا سيئة" بمجرد ترك منصبه.

وفي عام 2019، قالت جوردون، وهي مسؤولة استخبارات مخضرمة طيلة أكثر من 30 عاماً، إن أحد ردود ترمب المألوفة على التقارير الاستخباراتية "كان الشك في ما يُقال له"، على حد تعبيرها.

محاكمة عزل ترمب

ومن المقرّر أن تبدأ في 9 فبراير محاكمة الرئيس الجمهوري السابق بتهمة "التحريض على التمرّد". وهو متّهم بأنّه حرض مناصريه على شنّ الهجوم على الكابيتول في وقت كان فيه البرلمانيون يصادقون على فوز منافسه بايدن في الانتخابات الرئاسية.

وقبيل الهجوم الذي خلّف ستة قتلى، قال ترمب مخاطباً المتظاهرين: "لن تستعيدوا بلادكم مطلقاً إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تظهروا القوة وأن تكونوا أقوياء".

وبعد أسبوع، أصبح ترمب أول رئيس في تاريخ الولايات المتّحدة يُوجّه إليه الاتهام مرّتين في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.

وحوكم ترمب للمرة الأولى أمام مجلس الشيوخ عام 2019، بسبب ممارسته الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن نجل جو بايدن. 

ولم يحضر ترمب تلك المحاكمة بدعوى أنّ انشغالاته الرئاسية تمنعه من حضورها. ويومها برّأ مجلس الشيوخ الذي كان الجمهوريون يسيطرون عليه، الرئيس من تُهمتَي "استغلال السلطة" و"عرقلة عمل الكونغرس" اللتين وجّههما إليه مجلس النواب.