أعلنت الحكومة الفرنسية، الثلاثاء، خطتها للتخفيف تدريجياً من إجراءات العزل والإغلاق العام الذي فرضته لمواجهة تفشي وباء كورونا، وهي الإجراءات نفسها التي بدأتها دول أوروبية عدة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، بسبب الضغوط الشعبية الرافضة لإجراءات الحجر، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، أن الحكومة قررت "إعادة فتح المدارس للمرحلة الابتدائية ورياض الأطفال بشكل طوعي ابتداء من 11 مايو المقبل، والمدارس الإعدادية والمدارس الواقعة في المناطق التي لم تتأثر كثيراً بتفشي الوباء في 18 مايو، فيما ستتخذ الحكومة القرار بشأن المدارس الثانوية في نهاية مايو".
وبخصوص المتاجر والمحلات، أشار فيليب إلى "إعادة فتح أبوابها في 11 مايو، باستثناء المقاهي والمطاعم التي سيتم اتخاذ القرار بشأنها في وقت لاحق من الشهر المقبل، فيما ستبقى دور السينما والصالات والمتاحف الكبيرة مغلقة حتى إشعار آخر".
وأقرت الحكومة الفرنسية إلزامية وضع الكمامات في وسائل النقل العام، وأكد فيليب"وجود كميات كافية منها" وأن "الحكومة بصدد تسلّم نحو 100 مليون قناع جراحي في الأسبوع، و20 مليون للاستخدام العام من النوع القابل للغسل".
كما كشفت الحكومة استعدادها لإجراء 700 ألف اختبار أسبوعياً، للأشخاص الذين يعانون من أعراض فيروس كورونا، وقال فيليب في كلمة أمام مجلس النواب "علينا أن نتعايش مع الفيروس، لكن إلغاء تدابير الاحتواء سيتم تدريجياً".
وعلى رغم إعلان الحكومة تخفيف القيود، إلا أنها أبقت مسألة التنقل مُعلّقة، وقال فيليب إنّه "من الممكن مجدداً التنقل بحرية دون شهادة، باستثناء الرحلات الطويلة لأكثر من 100 كيلومتر عن مكان السكن"، موضحاً أنّ "الرحلات الطويلة، ستكون بحاجة إلى سبب مقنع عائلي أو مهني.
ولا زالت الحكومة الفرنسية تضع قيوداً لى التجمعات، كما لن تستقبل البلديات الراغبين في عقد زواجهم، بينما ستقتصر التجمعات على 10 أشخاص فقط، ولن يسمح بتنظيم أحداث تضم أكثر من 5 آلاف شخص قبل سبتمبر المقبل"، وأضاف أن "الموسم الرياضي الإحترافي لمختلف الرياضات لن يُستأنف".
وأعلنت الحكومة الفرنسية اتخاذ تدابير جديدة في الثاني من يونيو المقبل، بانتهاء المرحلة الأولى من تخفيف الإجراءات، وذلك على ضوء التطور الذي ستشهده البلاد في نتائج مكافحة الوباء.
وتعد فرنسا التي فرضت الإغلاق منذ 17 مارس، إحدى أكثر الدول تأثراً بالفيروس في العالم، إذ سجلت حتى اليوم أكثر 166 ألف حالة إصابة وما يزيد على 23 ألف وفاة، ولكن أعداد المرضى في العناية المركزة في انخفاض مستمر منذ أكثر من أسبوعين.