تطور السينما السعودية على طاولة نقاش "القاهرة السينمائي"

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من ندوة "تطور وصعود السينما السعودية" في الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي -  18 نوفمبر 2022 - المكتب الإعلامي للمهرجان
جانب من ندوة "تطور وصعود السينما السعودية" في الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي - 18 نوفمبر 2022 - المكتب الإعلامي للمهرجان
القاهرة-خيري الكمار

نظم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ44، ندوة حول تطور وصعود السينما السعودية، ضمن فعاليات "النسخة الخامسة لأيام القاهرة لصناعة السينما"، وأدارها الناقد جاي ويسبرج.

وتناول النقاش، البرامج الإبداعية الموضوعة لتطوير المواهب السعودية، وتمكين المُبدعين من سرد قصصهم، وكذلك برامج الحوافز المُقدمة لتشجيع المُنتجين.

وشارك في الندوة صُنّاع أفلام سعوديين، منهم عبد الجليل الناصر، وهناء العمير، ومحمد السلمان، بجانب حضور حسين فهمي، رئيس المهرجان، ومحمود حميدة، وأحمد الفيشاوي، والمنتح والموزع جابي خوري.

موارد متاحة

وقال المخرج والمنتج عبد الجليل الناصر، على هامش الندوة، إنّ: "السينما السعودية انطلقت منذ نحو 10 أعوام، وصارت تحظى باهتمام وفق الإمكانيات والموارد المتاحة، وتُقدم أفلاماً مُثيرة للاهتمام"، لافتاً إلى فيلم "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور، عام 2012.

وأضاف: "شعرنا بعدها أنه حان الوقت لحدوث انطلاقة سينمائية حقيقية، وبالفعل أصبحنا نتواجد في المهرجانات المُختلفة حول العالم، وأعقبها تأسيس هيئة الأفلام السعودية، والتي تُعتبر منصة داعمة للصناعة وتهتم باكتشاف المواهب".

وأشار إلى جهود "صندوق البحر الأحمر"، في دعم الأفكار السينمائية المتميزة، بميزانية تصل إلى 40 مليون ريال سعودي تقريباً، متابعاً أنّ "برنامج الحوافز الذي انطلق مؤخراً، أسهم في استقطاب المزيد من الأعمال المختلفة".

وأوضح أنّ هناك مساعٍ للتعاون مع أصحاب الخبرات لحل المشاكل الخاصة بالصناعة، قائلاً: "نعمل على خلق بيئة جيدة لصناعة الأفلام بالسعودية، والمملكة صارت مدينة عالمية، كون القائمين على الصناعة يحاولون إزالة أي عقبات وتحديات".

وتابع أن هناك أفلاماً مصرية عديدة، حققت نجاحاً كبيراً في السعودية، لذلك "نحاول معرفة الأعمال المفضلة للجمهور لدينا، حتى نضعها ضمن خططنا التي نسعى لتنفيذها في المستقبل القريب".

واعتبر أن "انتشار منصات البث الرقمي، ساعد في إتاحة الفرصة أمام صُناع السينما السعوديين، لتقديم رؤيتهم الفنية وطرحها للجمهور، بما يخدم قطاع الفن والثقافة بالمملكة". 

تطوير

وأشادت الكاتبة والمخرجة هناء العمير، بجهود بعض رواد السينما السعودية، في تجاوز ما واجههم من تحديات وصعوبات في بداية مشوارهم الفني، أبرزها ضعف الإمكانيات، ونشر أعمالهم عبر الإنترنت وقتها، في محاولة لعرض أفكارهم وتجاربهم. 

وتابعت أنه في حال وجود صالات سينما بالمملكة منذ عقود طويلة، لكان الوضع تغير مبكراً، مضيفة "لدينا خطط عديدة للمضي قدماً، ورغبة في معرفة الأعمال التي تجذب الجمهور السعودي، إذ لا يمكن تحديد العمل السينمائى الذي ينجح لدينا حتى الآن". 

وأضافت أن "السينما السعودية، لن تقف عند نقطة معينة وستشهد مزيداً من التطور بمرور الوقت، وذلك بسبب الدعم الحكومي المُقدم، والتغيير الحاصل في المنظومة الثقافية بشكلٍ عام". 

وأوضحت أن "الدعم السعودي لا يتوقف عند الدولة فحسب، إذ يُشارك القطاع الخاص أيضاً، فهناك رغبة حقيقية لتخطي كل العقبات، لوضع السينما في مكانة متميزة، والخروج من مرحلة التأسيس إلى أبعد نقطة بما يتناسب مع طموحنا". 

ورأت أن "غالبية الأعمال الموجودة على نتفليكس، بعيدة عن ثقافتنا، رغم أن المُشاهد صار مرتبطاً بها مقارنة بدور العرض، لسهولة المُشاهدة في أي وقت ومكان".

العصر الذهبي

المخرج محمد السلمان، قال إنّ: "مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ساعد على سماع صوت كل المبدعين السعوديين، وصار نقطة جذب للسينمائيين من كل أنحاء العالم"، مؤكداً لـ"الشرق"، أنّ "الشعب السعودي لديه شغفاً كبيراً بالسينما منذ سنواتٍ طويلة، كما يُشارك بعضهم في تطور الصناعة هناك، بالتزامن مع انتشار الإنترنت مطلع الألفية الثالثة".

وأضاف أنّ "السينما السعودية تعيش عصرها الذهبي، فالجيل الحالي يطمح لتقديم أعمالٍ متميزة تُحدث نقلة كبيرة على مستوى الصناعة، خاصة وأنّ المملكة احتلت مكانة جيدة على خريطة السينما الدولية، خلال السنوات القليلة الماضية".

وتابع أنّ "السعوديون حتى سنواتٍ قريبة، كانوا يسافرون لأي دولة مجاورة لمُشاهدة الأفلام الجديدة، لكن المملكة حالياً أحدثت طفرة كبيرة في هذا المجال، كما أنها قادرة على المنافسة وتحقيق مستويات مُتقدمة".

بداية قوية 

ومن جهته، أكد حسين فهمي، رئيس "القاهرة السينمائي"، لـ"الشرق"، أنّ المهرجان يدعم السينما السعودية، كونها تُشبه بدايات نظيرتها المصرية، إذ أنها "سينما واعدة ولدى القائمين عليها آمال وطموحات، لكنها بحاجة لتكثيف حجم الإنتاج سنوياً".

ورأى أنّ "الصناعة في السعودية تتطلب تأسيس العديد من الاستديوهات خلال الفترة المُقبلة، بما يتماشى مع حجم التطور والتوسع هناك، من زيادة دور العرض، ومهرجان البحر الأحمر، الذي تزاداد أهميته مع الوقت".

ولفت الموزع والمنتج جابي خوري، إلى قلة عدد الأفلام السعودية المُقدمة على مدار السنة، رغم تزايد عدد صالات العرض هناك، قائلاً لـ"الشرق" إنّ: "عدد الأفلام غير كافي".

وطالب صُنّاع السينما السعودية، بضرورة "استغلال كل الإمكانيات المُتاحة، لإحداث نقلة سينمائية وزيادة عدد الأفلام المنتجة سنوياً".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات