إسرائيل تطوي صفحة نتنياهو.. وبينيت رئيساً للحكومة

time reading iconدقائق القراءة - 6
يائير لبيد يعانق نفتالي بينيت بعد حصول حكومته على الثقة في الكنيست - REUTERS
يائير لبيد يعانق نفتالي بينيت بعد حصول حكومته على الثقة في الكنيست - REUTERS
دبي - وكالات

أفادت وكالة "رويترز" بأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة فازت بالأغلبية في تصويت الكنيست، ما يعني أنها تمكنت من إنهاء حقبة بنيامين نتنياهو بعد 12 سنة في الحكم. 

وصوّت للحكومة التي تضم 8 أحزاب، وسيرأسها زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت، في السنتين الأوليين، ثم يخلفه مهندس الائتلاف الوسطي يائير لبيد في المنصب، 60 عضواً في الكنيست، في مقابل رفض 59 لها. 

وبذلك، تنتهي الأزمة السياسية المستمرّة منذ أكثر من سنتين في البلاد، ودفعتها لأن تجري خلال هذه المدة أربعة انتخابات تشريعية بسبب عدم قدرة الأحزاب على تشكيل ائتلافات حكومية أو المحافظة على هذه الائتلافات.

نتنياهو، الذي يواجه تهماً بالفساد قد تنتهي به في السجن، سبق أن وصف التشكيلة الحكومية بأنها "يسارية خطيرة"، فيما دعا بينيت معلمه السابق نتنياهو إلى التنحي من دون مشاكل ليتذكر الإسرائيليون "إنجازاته". 

تغيير في السياسات؟

واعتبر نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن الحكومة الجديدة هي "شأن داخلي إسرائيلي. ما نريده واضح، دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس قرارات الشرعية الدولية".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، إن الحكومة في إسرائيل تشكلت من دون نتنياهو، و"مع ذلك من غير الدقيق تسميتها (حكومة تغيير)، إلا اذا كان المقصود بالتغيير إزاحة نتنياهو".

وأضافت: "أما بالنسبة لسياساته فتقديرنا أنها لن تتغير إن لم نشاهد أسوأ منها، خاصة أن قيادات إسرائيلية في الحكومة الجديدة مثل بينيت وساعر كانوا يعتبرون على يمين نتنياهو".

وتابعت: "وهنا، تبرز الأسئلة التالية: ماهو موقف الحكومة الجديدة من حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية؟ وما هو موقفها من الاستيطان الإحلالي وعمليات الضم؟ ما هو موقفها من القدس واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة؟ موقفها من الاتفاقيات الموقعة؟ موقفها من قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وحقوق الإنسان؟ وأخيراً، ما هو موقفها من حل الدولتين والمفاوضات على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام؟".

وأكدت الوزارة على أن "حكم دولة فلسطين على هذه الحكومة لا ينطلق من مبدأ مع أو ضد نتنياهو أو وجوده من عدمه على رأس الحكومة، وليس من منطلق مواقفها السابقة، وإنما سيتم الحكم عليها بناءً على موقفها من جميع القضايا المذكورة أعلاه. هذا بالإضافة لكيفية تعاملها مع الاختبارات الملحة التي ستواجهها خلال قادم الأيام، بدءاً مما يسمى (مسيرة الأعلام)، ومروراً بإخلاء البؤرة الاستيطانية (أبيتار) المقامة على جبل صبيح في بيتا جنوب نابلس، وتعريجاً على الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى والتهديدات بطرد المواطنين المقدسيين من منازلهم في حي الشيخ جراح وأحياء وسلوان، وكيفية تعاملها مع الحصار الظالم على قطاع غزة وعمليات إعادة الإعمار".

بايدن يهنئ

وفي أول رد فعل دولي، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن تتطلعه للعمل مع بينيت لـ"تعزيز جميع جوانب العلاقة الوثيقة والدائمة بين بلدينا".

وأضاف أن بلاده تظل "ثابتة في دعمها لأمن إسرائيل"، وأن إدارته "ملتزمة تماماً بالعمل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين، وجميع شعوب المنطقة".

ولفت مكتب رئيس الوزراء الجديد، إلى أنه تكلم مع بايدن، ووصفه بأنه "صديق عظيم لإسرائيل".

 وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، إنه تحدث مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، وناقشا العلاقات المميزة بين البلدين، مشيراً إلى أنه شكر بلينكن على دعم بلاده الذي لا يتزعزع لإسرائيل. 

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن لبيد، أن بلينكن وجه دعوة لنظيره الإسرائيلي لزيارة واشنطن.

تعاون بريطاني إسرائيلي

وقال دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني على "تويتر": تهانينا لنفتالي بينيت ويائير لبيد على تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل. أتطلع لمواصلة التعاون في مجال الأمن والتجارة والتغير المناخي، والعمل معاً لتعزيز السلام في المنطقة".

"صداقة" ألمانية إسرائيلية

من جهتها، هنّأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بينيت.

ووجّهت ميركل رسالة إلى بينيت نشرتها المتحدثة باسمها أولريكي ديمر على "تويتر"، جاء فيها أن "ألمانيا وإسرائيل تربطهما صداقة فريدة نريد تعزيزها. بهذه الذهنية أتطلّع إلى العمل معكم بشكل وثيق".

شراكة مع أوروبا

وقال شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي على "تويتر": "تهانينا لرئيس الوزراء نفتالي بينيت ورئيس الوزراء المناوب ووزير الخارجية يائير لبيد على آداء اليمين في حكومة إسرائيلية جديدة. نتطلع لتعزيز الشراكة من أجل الرخاء والعمل من أجل السلام الدائم والاستقرار في المنطقة".



كندا على خط التهنئة

من جهته، قال جاستن ترودو رئيس وزراء كندا: "تهانينا على تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ولرئيس الوزراء نفتالي بينيت ورئيس الوزراء المناوب يائير لبيد. دعونا معاً نستكشف السبل لتعزيز العلاقات بين كندا وإسرائيل".

"حكومة هشة"

وكان نتنياهو توعد في كلمة له أمام الكنيست، بـ"إسقاط" الحكومة التي اعتبر أنها "يسارية"، متوعداً بـ"العودة إلى الحكم". 

وكتب الصحافي المتخصص في الشؤون السياسية بن كاسبيت، الجمعة، عن الائتلاف الحكومي، لافتاً إلى أن "احتمالات بقاء مثل هذا المزيج في حقل الألغام السياسي في إسرائيل معدومة تقريباً"، لكنه أشار إلى أنه "في الواقع، كل شيء وأي شيء يمكن أن يحدث".

ورأى أن "مستقبل حكومتهما (بينيت ولَبيد) الهشّة يعتمد بشكل أساسي على علاقتهما الشخصية". 

وقال إن "تهديد نتنياهو سيظل يلقي بظلاله على الساحة السياسية، ويلزم كل من يعتقد أن البيبوية (نسبة إلى "بيبي"، أي بنيامين نتنياهو) تشكل تهديداً لإسرائيل".