تركيا تطلب "دعماً مالياً" للبقاء في أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود أتراك في كابول 17 سبتمبر 2006 - REUTERS
جنود أتراك في كابول 17 سبتمبر 2006 - REUTERS
دبي- الشرق

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن"البقاء في أفغانستان ليس مسؤولية يمكن أن تتحملها دولة بمفردها من دون دعم"، مؤكداً أن "هناك مخاطر أمنية، ولكن هناك أيضاً كلفة مالية كبيرة يجب مشاركتها".

جاء ذلك خلال مقابلة جاويش أوغلو، مع قناة "تي آر تي" الحكومية التركية، تعليقاً على عرض بلاده تأمين وإدارة مطار كابول في أفغانستان، بعد قرار انسحاب الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بحلول 11 سبتمبر المقبل.

وأضاف: "لا شك أن هذا المطار قضية تهم الجميع، وقد نوقش هذا الموضوع مع حلف الناتو، والدول الحليفة"، مشدداً على ضرورة أن يكون لأفغانستان مطلب في هذا الأمر.

وتابع: "تقترح تركيا أن تتولى دول عدّة هذه المهمة (تشغيل المطار)، بدعم من الناتو وبعض الدول المهمة، حتى ولو لم يكن ذلك تحت سقف الحلف، وتعاون الجانب الأفغاني بهذا لصدد مهم للغاية".

تأمين مطار كابول

مسؤولون أميركيون قالوا لـ"رويترز" إن أنقرة "تفرض شروطها"، وذلك مع استعداد قادة البلدين لعقد اجتماع الأسبوع المقبل في بروكسل.

وأضاف المسؤولون أن أنقرة قدمت الاقتراح في اجتماع عُقِد الشهر الماضي للحلف، عندما اتفقت الولايات المتحدة وشركاؤها، على خطة لسحب القوات، بعد حرب استمرت 20 عاماً مع حركة "طالبان".

من جانبه، قال مسؤول تركي إن الطرفين "ناقشا المتطلبات المحتملة للمهمة، والتي وافقت واشنطن على التعامل مع بعضها"، لافتاً إلى أنه في أعقاب قرار واشنطن الانسحاب من أفغانستان، قدمت تركيا عرضاً لضمان أمن مطار كابول. وفي هذا الإطار، تجري المحادثات مع الناتو والولايات المتحدة".

شروط تركية ومخاوف أميركية

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الاثنين، إن "عرض أنقرة مرهون بدعم هؤلاء الحلفاء"، ونقلت الوزارة عن أكار قوله: "نعتزم البقاء في أفغانستان حسب الظروف. ما هي شروطنا؟ الدعم السياسي والمالي واللوجستي. إذا تم الوفاء بهذه الشروط، يمكننا البقاء في مطار حامد كرزاي الدولي".

ولفتت "رويترز" إلى أن المسؤولين الأميركيين "رحّبوا بالمقترح التركي، لكن أنقرة تطلب الكثير من العناصر التمكينية الأميركية للمهمة"، مشيرين إلى بعض المخاوف المتعلقة بمصداقية تركيا، بالنظر إلى خلافاتهم الأخرى، لكنهم قالوا إن "واشنطن ستجد طريقة لإنجاحها".

تحسين العلاقات

وفقاً للمسؤولين الذين تحدثت إليهم "رويترز"، يمكن أن يساعد الدور التركي في تأمين المطار، بتحسين العلاقات بين أنقرة والغرب، بسبب توتر شديد نشب نتيجة شراء تركيا لأنظمة دفاع روسية، والخلافات مع الدول الأوروبية بشأن حقوق التنقيب في مياه شرق البحر المتوسط.

ومع الجهود المبذولة لحل الخلاف بشأن شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخية الروسية "إس 400"، والتي دفعت واشنطن إلى فرض عقوبات على صناعة الأسلحة التركية العام الماضي، قد توفر خطة المطار فرصة نادرة لبناء النوايا الحسنة.

ويختلف البلدان أيضاً بشأن الدعم الأميركي للمقاتلين الأكراد السوريين، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقضية محكمة أميركية ضد بنك تركي تابع للدولة.

ومن المقرر أن يناقش قادة الناتو الوضع في أفغانستان في قمة الاثنين المقبل، حيث سيلتقي الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والأميركي جو بايدن، للمرة الأولى منذ تولي الأخير منصبه في يناير الماضي، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل.

الوجود الدبلوماسي

ويأتي الاقتراح مع احتدام الاشتباكات في أفغانستان، إذ قال مسؤولون حكوميون أفغان الاثنين الماضي، إن ما لا يقل عن 150 جندياً أفغانياً قتلوا أو أصيبوا في تصاعد الهجمات التي شنها مسلحو طالبان.

وتنشر تركيا أكثر من 500 جندي، في أفغانستان في إطار مهمة الناتو لتدريب قوات الأمن الأفغانية، إذ قال المسؤول التركي إن "هناك حاجة إلى قوات إضافية لمهمة تأمين المطار".

وقد يساعد تأمين المطار في إقناع بعض الدول بالحفاظ على وجودها الدبلوماسي في أفغانستان، خصوصاً في أعقاب إغلاق أستراليا الشهر الماضي سفارتها، لمخاوف أمنية.

وفي غضون ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم، إن وزارة الدفاع الأميركية تدرس إمكانية استخدام طائرات حربية أو طائرات مُسيّرة لدعم القوات الأفغانية، إذا تعرضت العاصمة كابول أو مدن رئيسية أخرى، لخطر السقوط في أيدي طالبان.