مكتبة "قرطبة".. مولود ثقافي سعودي جديد

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من مكتبة قرطبة - جريدة الشرق الأوسط
جانب من مكتبة قرطبة - جريدة الشرق الأوسط
دبي - الشرق

مكتبة "قرطبة" هي أحدث مولود ثقافي في السعودية، أطلقتها جمعية "قرطبة للقراءة"، التي تعد أول جمعية سعودية مهتمة بالقراءة بالبلاد، وهي تتبع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وتتخذ من مدينة الدمام مقراً لها. 

المكتبة تمتاز بأنها تركز على المرأة القارئة، وهي مكتبة تحتضن القرّاء وتقدم لهم خدمة الإعارة وإمكانية الاستعارة الإلكترونية، بالإضافة إلى المناشط والفعاليات القرائية والثقافية التي تخلق بيئة ملهمة لنشر قيمة القراءة.

وتوضح الدكتورة هدى الملحم، رئيسة الجمعية، أن المكتبة تضم مبدئياً قرابة 1200 كتاب، وحوالي ألف عنوان، و7 خدمات نوعية تخدم القراءة، مبينة أن دافع تأسيس هذه المكتبة هو جعلها بيئة ملهمة لنشر ثقافة القراءة من خلال الأنشطة القرائية والثقافية المتنوعة، مشيرة إلى دراسة سابقة أجراها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) أظهرت نتائجها أن عدم وجود مكتبة هو من معوقات القراءة، بنحو 66 في المئة. 

التنوع والغنى

وأفادت الملحم بأن هذه المكتبة تتيح الفرصة للفتيات للاطلاع على مصادر المعلومات المطبوعة والمتاحة، مع توفير إمكانات وخدمات البحث والثقافة الذاتية، لمعاونة الفتاة على النمو الثقافي طبقاً لاحتياجاتها واهتماماتها ورغباتها وقدراتها، إلى جانب تزويدهن بالمعلومات اللازمة لتحديث خبراتهن الوظيفية وإدارة شؤونهن العملية.

من جهتها، أوضحت نوال الضويان، مسؤولة المكتبة، أنها تضم 26 تصنيفاً، تتنوع ما بين الأدب العربي، والشعر، والتاريخ، والفلسفة، وكتب الحديث والفقه والسيرة النبوية، والتراجم، وتطوير الذات، والروايات العربية، والروايات المترجمة، والعلوم، والعلوم الاجتماعية، وإدارة الأعمال، والفنون، والتربية والتعليم، ومجالات أخرى متنوعة.

وأوضحت الضويان أن المكتبة تتضمن خدمة الإعارة، وهي تشكل أحد الحلول لمواجهة ارتفاع أسعار الكتب التي قد تحد من اقتنائها لدى الكثيرين، ما يجعل استعارة الكتاب خياراً أنسب، وخدمة الإرشاد القرائي المتمثلة في توجيه القرّاء وإرشادهم نحو المواد التي تقابل حاجتهم الفعلية، والمبنية على مستوياتهم العملية والثقافية، ومتابعة قراءاتهم في المستقبل باستمرار، وخدمة الإحاطة الجارية، وهي خدمة تتعلق بتقديم المعلومات الخاصة باهتمامات جميع الأفراد بالمجتمع ممن تخدمهم المكتبة، وتشمل هذه الخدمات الإعلام السريع بكل جديد يضاف إلى المكتبة.

وبسؤال الضويان عن دور خدمة الإرشاد القرائي في الحد من تداول بعض الكتب والتوجيه نحو كتب أخرى أكثر نفعاً، أفادت بأن المكتبة لا تتحفظ على قراءة أي كتاب حتى وإن كان يثير الجدل والمغالطات، مرجعة ذلك لأهمية تعزيز التفكير الناقد تجاه هذه الإصدارات، حيث ترى أن معرفة محتوى الكتب يعزز هذه المهارة. 

 

برنامج "بوصلة"

وفي خطوة جديدة لحل إشكاليات القرّاء، تفيد الضويان بأن المكتبة أطلقت برنامج "بوصلة"، الذي يجيب على الأسئلة المتعلقة بمواضيع القراءة، وهو برنامج يستضيف مختصين بالقراءة، يجيبون عن هذه الأسئلة مساء كل يوم سبت، لمدة ساعة ونصف الساعة، مبينة أن المكتبة تفتح أبوابها أيضاً لأندية القراءة التي لا يجد بعضها مقراً لممارسة نشاطه، وذلك نظير رسوم اشتراك، ولمدة عام كامل.

وتفيد الضويان بأن المكتبة الجديدة تقدم خدماتها بنظام الاشتراكات السنوية، حيث يبلغ الاشتراك السنوي للمكتبة 26 دولاراً فقط، بما يتيح القراءة داخل المكتبة والإرشاد القرائي والإحاطة الجارية وخدمة "بلغني" للكتب، ومقعداً مجانياً في نادي القراءة، وخصومات على برامج المكتبة. أما عضوية المنتسب فتشمل خدمات أكثر برسوم أعلى، بما يشمله ذلك من الإعارة المجانية وحضور جميع برامج المكتبة مجاناً، وخدمة توقيع الكتب.

وتركز "قرطبة" على إسهام القراءة في تمكين المرأة السعودية وبناء شخصيتها، بحيث تكون متوازنة قادرة على مجابهة التحديات مع إكساب الفتیات مهارات المستقبل. وتستند الجمعية على أن اتجاه السعودیین نحو القراءة، يعد قليلاً، مشيرة إلى أن دراسة سابقة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أظهرت أن 55 في المئة ليس لديهم اهتمام بقراءة الكتب، وجاءت نسبة الإقبال على قراءة الكتب في المكتبات العامة ضئیلة جداً، بنحو 4 في المئة فقط.

وتستهدف جمعية "قرطبة" الفتيات القارئات من سن 6 إلى 36 عاماً، وفق مرتكزات التنمية المستدامة و"رؤية 2030". وتهدف الجمعية إلى رفع مستوى النمو الثقافي في المجتمع من خلال أندية القراءة والبرامج العلمية والمهنية، وتشجيع المبادرات الشبابية التي تحقق أهداف الجمعية والمساهمة في بناء القيادات الشابة من خلال مجموعة من المبادرات والشراكات المجتمعية التكاملية. 

هذا المحتوى من جريدة الشرق الأوسط

للاطلاع على المقال الأصلي اضغط على الرابط