أعلنت الشركة المشغلة لسفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس، برنارد شولت شيب مانجمنت (بي إس إم)، فشل المحاولة الثانية لتعويم السفينة، بينما تواصل فرق الإنقاذ أعمال التكريك لإزاحة الرمال المحيطة بمقدمتها.
وقالت الشركة في بيان إن "محاولة لإعادة تعويم السفينة جرت في وقت سابق يوم الجمعة، فشلت"، بعد محاولة أولى يوم الخميس فشلت أيضاً. مضيفةً أن فريق الإنقاذ الهولندي أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان في 28 مارس للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة.
وكان فريقا إنقاذ محترفين من هولندا واليابان شرعا، مساء الخميس، في العمل مع هيئة قناة السويس على محاولة التعويم الثانية، عن طريق التكريك بمحيط السفينة بواسطة كراكتين تابعتين للهيئة، لتسهيل تعويمها، بعد أن فشلت المحاولة الأولى الخميس.
جهود متواصلة
وكثفت هيئة قناة السويس جهودها، الجمعة، لتعويم سفينة الحاويات العملاقة التي سدت الممر المائي العالمي.
وقد تستغرق جهود تحرير السفينة أسابيع وربما تواجه تعقيدات بفعل عدم استقرار الأحوال الجوية، ما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلاً بسبب قيود كوفيد-19.
ونفت شوي كيسن، الشركة اليابانية المالكة للسفينة، تقريراً إخبارياً عن أنها تهدف إلى تحريكها بحلول مساء السبت، وقالت إن جهود إعادة تعويمها مستمرة.
وقالت هيئة قناة السويس إن جهود تحرير السفينة بواسطة القاطرات ستُستأنف بمجرد اكتمال عمليات التجريف حول مقدمتها، والتي تهدف لإزالة 20 ألف متر مكعب من الرمال.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن نسبة إنجاز أعمال التكريك المستهدفة بواسطة الكراكة "مشهور" لإزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة، بلغت نحو 87%، بمعدلات تكريك تقترب من 17 ألف متر مكعب من الرمال.
وأضاف: "بدأت الكراكة مشهور العمل أمس الخميس على بعد 100 متر من السفينة، واقتربنا اليوم حتى بعد 15 متراً، ومن عمق ابتدائي نصف متر حتى عمق تكريك بلغ حالياً 15 متراً".
ارتفاع الأسعار
وأدى توقف حركة مرور السفن عبر قناة السويس إلى ارتفاع أسعار الشحن لناقلات الوقود وتعطيل سلاسل الإمدادات العالمية لكل شيء من الحبوب حتى ملابس الأطفال.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد أن نحو عشرين سفينة شوهدت من شواطئ بورسعيد صباح اليوم، عالقة وتنتظر العبور من قناة السويس.
وأظهرت بيانات الشحن على "ريفينيتيف"، أن أسعار النفط زادت بنسبة 2 % لأكثر من 63 دولاراً للبرميل الجمعة، فيما تنتظر أكثر من 30 ناقلة على جانبي القناة منذ الثلاثاء.
لكن المحللين يقولون إن التأخيرات تأتي في وقت يقل فيه الطلب الموسمي على النفط والغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي من المرجح أن يخفف شدة التأثير على الأسعار. وقالت شركة كيبلر لتحليل البيانات إن 10 ناقلات تحمل النفط الخام تنتظر دخول القناة.
ويتوقع المحللون تأثيراً أكبر فيما يتعلق بالسعر على الناقلات الصغيرة التي تحمل منتجات النفط، مثل النافتا وزيت الوقود للتصدير من أوروبا إلى آسيا، إذا استمر الإغلاق لأسابيع.
وقال سري بارافايكاراسو، مدير شؤون نفط آسيا في (إف جي إي) إنه "يتم توريد حوالي 20% من النافتا لآسيا عن طريق البحر المتوسط والبحر الأسود عبر قناة السويس"، مضيفاً أن إعادة توجيه السفن حول رأس الرجاء الصالح قد يضيف حوالي أسبوعين آخرين لزمن الرحلة ومزيداً من تكلفة الوقود.
ويؤثر توقف الحركة بالقناة على سوق الديزل الآسيوية الضعيفة أصلاً، فضلاً عن صادرات أخرى، إذ تدفقت أكثر من 60% من الصادرات الآسيوية إلى الغرب عبر قناة السويس في عام 2020 بحسب (إف. جي. إي).