
شن الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجوماً حاداً على الصين وإيران ومنظمة الصحة العالمية، وذلك في كلمة بُثت عبر الفيديو، خلال انعقاد الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك.
وقال ترمب: نعيش اليوم صراعاً عالمياً، وقد أعلنا منذ البداية حرباً علنية ضد الفيروس الصيني الذي ضرب الكثير من بلدان العالم، وأودى بحياة عدد لا يحصى من الأرواح في 188 دولة، ونفذنا أكبر تعبئة عامة في الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، وصنعنا الكثير من أجهزة الإنعاش في زمن قياسي، وشاركناها مع الكثير من البلدان.
وتابع ترمب: "كنا السباقين في إيجاد العلاجات المنقذة للأرواح، وبفضل جهودنا توصلنا إلى 3 لقاحات في المرحلة الأخيرة من التجارب، وأنتجنا كميات هائلة لإتاحتها للناس، وسننتصر على الفيروس، ونبدأ عهداً جديداً من الاستقرار والسلام".
ووجه الرئيس الأميركي انتقادات لاذعة للحكومة الصينية، إذ قال: "لا بد أن نُحاسب الدولة التي أطلقت هذا الطاعون ليغزو عالمنا، إنها الصين التي منعت في بداية الجائحة الرحلات الداخلية، في حين سمحت باستمرار الرحلات الخارجية، ما أدى إلى انتقال العدوى إلى بلدان أخرى".
وأضاف: "الحكومة الصينية ومنظمة الصحة العالمية التي تتحكم بها الصين، أعلنتا زوراً أن ليس هناك ما يثبت انتقال الفيروس إلى الناس، ونشرا معلومات مضللة حول كورونا، من قبيل أن الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض لن ينشروا المرض، ولذلك على الأمم المتحدة محاسبة الصين على أفعالها".
واتهم ترمب الصين بأنها مسؤولة عن نسبة كبيرة من التلوث البيئي العالمي، وقال: "الصين ترمي ملايين الأطنان من البلاستيك سنوياً، وتُدمر مساحات شاسعة من الأراضي، وتسمح بانتشار الزئبق السام، وتسهم أكثر من الولايات المتحدة بمقدار الضعف في انبعاثات الكربون".
وتحدث الرئيس الأميركي عما وصفه بـ"فوائد" انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ عام 2017، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة خفضت انبعاثاتها الكربونية أكثر من أي طرف في الاتفاقية، وأردف: "الذين يوجهون الانتقادات لنا لا تعنيهم البيئة، وكل ما يريدونه معاقبة أميركا، وأنا لن أسمح بذلك".
واعتبر ترمب أنه إذا ما أرادت منظمة الأمم المتحدة أن تكون فعالة، فعليها التركيز على المشكلات الملحة، وهذا يشمل الإرهاب، واضطهاد المرأة، والعمل القسري، والاتجار بالمخدرات، والاتجار بالبشر والجنس، والاضطهاد الديني، والتطهير العرقي للأقليات الدينية. وأكد أن الولايات المتحدة ستكون دوماً قدوة في مجال حقوق الإنسان، وفق تعبيره.
وتابع: "لقد بنينا أعظم جيش في التاريح، وأنفقنا 2.5 تريليون دولار على مدى السنوات الأربع الماضية على الجيش الأمريكي، ونشطنا حلف الناتو، وانسحبنا كذلك من الاتفاق النووي الفاشل، وفرضنا عقوبات شديدة على (إيران) الدولة الأولى في العالم في رعاية الإرهاب".
وأشار ترمب إلى اتفاق السلام بين صربيا وكوسوفو. وأضاف: "وضعنا حداً لتجاوزات الصين الاقتصادية، وأقمنا شراكات تاريخية مع بعض الدول لوقف تهريب البشر، ونقف مع شعوب كوبا، ونيكاراغوا، وفنزويلا، في كفاحهم من أجل حريتهم، واقتلعنا تنظيم داعش الإهابي، وقتلنا قاسم سليماني، ووقعنا اتفاق سلام تاريخياً في الشرق الأوسط بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وستتبعها الكثير من الدول، وهذا سيخدم الشرق الأوسط والعالم".
وقال الرئيس الأميركي: "بينما نتحدث الآن، تعمل الولايات المتحدة أيضاً على إنهاء الحرب في أفغانستان، وسنعيد جنودنا إلى الوطن".
وختم ترمب كلمته بالقول: "أميركا تصنع السلام الذي يأتي من القوة، فأسلحتنا اليوم أقوى من أي وقت مضى إذا اضطررنا لاستخدامها، وعندما توليت الرئاسة رفضت كل مقاربات الماضي الفاشلة، وقررت أن تكون الولايات المتحدة في المقام الأول، وعلى بقية الدول أن تحذو حذونا، وأن تنطلق بسياساتها من الاهتمام بمواطنيها، وكلي ثقة بأننا سنجتمع العام المقبل، وسيكون العالم أعظم وأكثر استقراراً وسلاماً".