رغم اعتراضات ترمب.. التصويت عبر البريد يفرض نفسه بانتخابات أميركا

time reading iconدقائق القراءة - 6
جانب من استلام الأصوات عبر البريد في مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأميركية - 13 أكتوبر 2020 - AFP
جانب من استلام الأصوات عبر البريد في مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأميركية - 13 أكتوبر 2020 - AFP
واشنطن-وكالات

صوَّت أكثر من عشرة ملايين ناخب أميركي عبر البريد حتى الآن في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر المقبل، لكن أخطاء عدة رافقت العملية على نحو ينذر بمزيد من الجدل والخلافات التي قد تصل إلى حد الملاحقات القضائية. 

وقبل 3 أسابيع من الانتخابات، يتسع نطاق التصويت بالبريد، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إذ أُرسلت حتى الآن نحو 75 مليون بطاقة اقتراع، أي أكثر من ضعف أعداد الأصوات عبر البريد في انتخابات 2016 والتي وصلت إلى 33 مليون بطاقة. 

مشكلات تقنية 

ولا يكف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن التحذير من التصويت عبر البريد، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى "عمليات تزوير غير مسبوقة".

وكتب ترمب في تغريدة له على تويتر، الجمعة، "خارجة عن السيطرة. انتخابات مزورة"، وذلك تعليقاً على التقارير التي تتحدث عن آلاف البطاقات المرسلة بالخطأ إلى ناخبين في ولاية أوهايو.

وأكد مجلس الانتخابات في ولاية أوهايو الأميركية أن نحو 50 ألف ناخب تسلموا بطاقات انتخابية مغلوطة في مدينة كولومبوس، بالولاية الحاسمة لترمب، إذا كان يريد البقاء في منصبه، وأشار المجلس إلى أنه سيتم التواصل مع هؤلاء الناخبين لإرسال بطاقات انتخابية سليمة.

ونقلت وسائل إعلام أميركية أن موظفاً بالبريد في نيوجيرسي يخضع للمحاكمة لاتهامه بالتخلص من 1800 بطاقة بريد، من بينها 90 خاصة بالانتخابات الرئاسية.

كما تم رصد مشاكل عدة تتعلق بالتأخر في طباعة وإرسال البطاقات، وتوثيق شهادات لكثيرين قالوا إنهم تسلموا أكثر من بطاقة واحدة، وهو ما أثار شكوكاً في النظام برمته.

عدد من الخبراء يؤكدون أن الأمور تسير بشكل عادل حتى الآن. واعترف كيفن كوسار الخبير في في مركز "أميريكان إنتربرايز إينستيتيوت" أن "أخطاء التنفيذ لا يمكن تجنبها طوال العملية"، مضيفاً أن "النبأ السار هو أن هذه الأخطاء يتم كشفها بسرعة".

وأشار خبراء آخرون إلى أن التصويت بالبريد برهن على أمانته في النظام الانتخابي الأميركي منذ سنوات.

وقالت أمبر ماكرينولدز المسؤولة في مركز "ناشونال فوت آت هوم إينستيتيوت"، إن حجم الأخطاء مبالغ فيه بسبب "الحساسية الكبيرة" لانتخابات 2020، مشيرة إلى أن "الأخطاء لم تحدث على نطاق واسع"، مؤكدة أن "الانتخابات المثالية لا وجود لها".

وتابعت ماكرينولدز، "أعتقد أن هناك مزيداً من المشاكل مع التصويت الشخصي"، مشيرة إلى صفوف الانتظار الطويلة أمام مراكز التصويت وتعطل الأجهزة الذي يشكل مصدر قلق في كل الانتخابات في الولايات المتحدة.

كما سعى مدير مكتب التحقيقات الفدرالي FBI كريستوفر راي، في سبتمبر، إلى طمأنة الأميركيين خلال إفادة أدلى بها أمام لجنة في مجلس الشيوخ، وقال راي "لم نشهد قط عملاً منسقاً لتزوير انتخابي خلال انتخابات كبرى، بالبريد أو غيره".

ملاحقات قضائية

وتوقع مراقبون أن تحدث مشكلات أخرى في الثالث من نوفمبر، فقد ذكرت ماكرينولدز أن ثلاث ولايات أساسية يمكن أن تحسم نتيجة الاقتراع، ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغن، لم تحدد وقتاً كافياً للمهام التي يتطلبها فرز الأصوات والتدقيق في ملايين بطاقات التصويت بالبريد وعدها.

أما كوسار فيشعر بالقلق من مئات الدعاوى التي يمكن أن ترفع في القضاء، فقد حاول حلفاء الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، الحد من إمكانية التصويت بالبريد، خاصة في ظل ما كشفته الدراسات من أن طريقة التصويت هذه، يميل إليها الديمقراطيون أكثر من الجمهوريين.

وفي كارولاينا الجنوبية، حصل قانونيون جمهوريون على قرار من قاضٍ ينص على أن يكون ظرف بطاقة التصويت موقعاً من قبل شهود إلى جانب الناخب.

وأخيراً، يمكن أن تصبح مسألة البطاقات غير الصالحة أساسية، فقد شهدت الانتخابات الرئاسية في عام 2000 التباساً كبيراً في ولاية فلوريدا، انتهى بحسم المحكمة العليا النتيجة لمصلحة جورج بوش على حساب آل غور، وذلك بعد أن رفض القضاة إعادة التعداد، ما سمح لبوش بأن يبقى متقدماً بفارق 537 صوتاً.